الإعلام الجزائري يتهم المغرب بالتأثير على حكم مباراة الكاميرون والجزائر ..الفاشل من يُلقي فشله على غيره!؟

0
134

لا يمضي أسبوع دون أن تشير الجزائر بأصابع الاتهام إلى جارتها المغرب، فبعد إقصاء المنتخب الجزائري، الثلاثاء الماضي،، تتهم الجزائر الآن وبدون أي دليل ملموس جارتها، وأنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الإعلام الجزائري فوزي لقجع بمحاربة المنتخب الجزائري، فقد سبق لها أن اتهمته بالتسبب في الإقصاء المبكر للمنتخب الجزائري من نهائيات كأس إفريقيا التي احتضنتها الكاميرون.

قالت صحيفة “الشروق” الجزائرية المقربة من السلطة، إن الحكم الغامبي باكاري غاساما، خلال رحلته من غامبيا إلى الجزائر، لإدارة مواجهة الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم “فضل التوقف بالمغرب لمدة ساعتين من الزمن”، وتساءلت “ماذا كان يفعل هناك؟”.

وتابعت “السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو لماذا اختار القائمون على ضبط هذه السفرية وبرنامج الرحلة لحكام المواجهة على التوقف في الرباط، بدلا من اسطنبول على سبيل المثال لا الحصر، كما كانت عليه رحلة العودة؟ أم أن ذلك كان عن قصد لأمر في نفس يعقوب؟”.

وأضافت أن “رئيس الجامعة الغربية لكرة القدم فوزي لقجع، أصبح مهووسا في الآونة الأخيرة بالمنتخب الجزائري، وبالضبط منذ تتويج محاربي الصحراء بكأس إفريقيا 2019، وبات يعمل كل ما بوسعه لتكسير الخضر في الكواليس على مستوى دواليب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، حيث أضحى هذا الأمر شغله الشاغل أكثر من الاهتمام بكرة القدم المغربية والمنتخب المغربي نفسه”.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الإعلام الجزائري فوزي لقجع بمحاربة المنتخب الجزائري، فقد سبق لها أن اتهمته بالتسبب في الإقصاء المبكر للمنتخب الجزائري من نهائيات كأس إفريقيا التي احتضنتها الكاميرون.

يذكر أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم قدم شكاية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، ضد الحكم الغامبي، واتهمه بالتسبب في إبعاد الجزائر عن نهائيات كأس العالم قطر 2022، ودفع رئيسه بعد ذلك إلى تقديم استقالة مكتبه، في انتظار معرفة مصير جمال بلماضي، وهي تداعيات طبيعية لخروج أحد أفضل المنتخبات في العالم، بجيل كان يستحق أن يكون في المونديال بشهادة الجميع، لكن يبدو أن القدر أراد غير ذلك بالنظر لسيناريو المباراة، الذي خلّف مرارة كبيرة في الأوساط الجماهيرية الجزائرية التي لا تزال آمالها معلقة بـ”فيفا” إذا وافق على فتح تحقيق للنظر في الشكوى التي رفعها الطرف الجزائري ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما.

الفوز والخسارة، والتأهل والإقصاء هي أحكام وقواعد الكرة التي يخضع لها جميع من يمارس اللعبة مهما كانت الأسباب والظروف، لكن خروج الجزائر لم يحدث فقط بسبب أخطاء تحكيمية، لأنّه لولا افتقاد اللاعبين لتركيزهم في الأنفاس الأخيرة لتأهل المنتخب الجزائري بعد تسجيله هدف التعديل في نهاية المباراة، ولما تحدّث الناس عن الظلم التحكيمي ولا عن مسؤولية اللاعبين وخيارات المدرب التي لم يكن بعضها موفقاً في مباراة قدمت فيها العناصر الجزائرية ما عليها، خلقت فرصا للتهديف، سجل منها سليماني هدفاً رفضه الحكم بحجة لمسة يد، في حين تغاضى عن الدفع الذي تعرّض له ماندي في لقطة الهدف الكاميروني، لكن عندما تكون متأهلا إلى المونديال قبل 10 ثوانٍ من نهاية الوقت بدل الضائع، فلا يمكن سوى أن تلوم نفسك وتخضع لأحكام القدر التي أرادت الإقصاء.




رئيس الاتحاد الجزائري تحمّل مسؤولياته المعنوية وقدم استقالة مكتبه، أو دُفع إلى الاستقالة بحسب بعض المصادر في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري على مكتب فيدرالي ذهب ضحية فقدان اللاعبين للتركيز في الثواني العشر الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ثم ضحية ضغوط إعلامية وجماهيرية، وحتى رسمية، لم تكن تتوقع الخروج بعد الإخفاق في نهائيات كأس أمم أفريقيا، لكن ذلك لا يلغي مسؤولية اللاعبين والطاقم الفني، ولا يلغي استحقاق المنتخب الكاميروني الذي يبقى منتخباً محترماً، تمكن من تسجيل هدفين في الشباك الجزائرية، وحافظ على هدوء أعصابه وتوازنه رغم تلقيه الهدف المتأخر، ليتمكن من إلحاق أول هزيمة بالمنتخب الجزائري في مباراة رسمية على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة.

الجزائريون يترقبون قرار المدرب جمال بلماضي بالاستمرار أو الانسحاب، وهو الذي لم يتسرع في اتخاذ أي قرار، وترك الأمر للوقت، ففتح المجال لكل الاحتمالات والتأويلات، بما في ذلك احتمال رحيله الذي ينهي واحدة من أجمل محطات المنتخب الجزائري رغم الإقصاء المر والمؤلم، بينما سيشكل استمراره تحدياً جديداً يتطلب إعادة ترتيب الكثير من الأمور، من دون أن ننسى انتخابات رئيس الاتحاد الجديد التي ستكون عاملاً مهماً في تقرير مصير بلماضي.

هناك كثير من الشماعات يلقي عليها الفاشلون أسباب فشلهم فمنهم من يدعي أنه عبقري ولكنه فشل بسبب الحظ الردئ،ومنهم من يدعي أنه مؤهل للنجاح بقوة لولا تسلط رئيسه عليه – ومنهم من يتهم مجتمعه كله بأنه هو سبب فشله، ومنهم من يلقي ويلات فشله وسخطه على أبيه المسكين – الذي لا يريد له إلا كل خير – فيعتقد مجاهراً أو في داخل نفسه أن أباه ظلمه وأنه هو سبب فشله وتأخره.