الجزائر تتملص من مسؤولية إفشال جولة “دي ميستورا” بدعوى لسنا طرفاً في نزاع الصحراء بين المغرب و”البوليساريو”

0
149

رفضت الجزائر اليوم الخميس، مجدداَ اعتبارها طرفا في نزاع الصحراء المفتعل من طرفها، واعتبرت نفسها “طرفا ملاحظا في القضية استنادا إلى تصنيفات مجلس الأمن”، وجددت موقفها الداعم لما تصفه بـ”حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره” المتجاوز. 

ودعا المبعوث الخاص المكلف بالخارجية عمار بلاني إلى “مفاوضات مباشرة بحسن نية وقبل كل شيء دون شروط مسبقة بين طرفي النزاع، أي المغرب وانفصاليي البوليساريو”، في إشارة منه إلى رفض بلاده لصيغة المباحثات التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير المتعلق بالصحراء المغربية.




وتقدم الجزائر دعما سياسياً وعسكرياً ومالياً ضخماً واضحا لجبهة البوليساريو الانفصالية، وتحتضن في مخيمات بمنطقة تندوف بالصحراء الشرقية المغربية المحتلة جنوبي الجزائر مخيمات تضم ألاف المحتجزيين من طرف جبهة البوليساريو الارهابية، ما جعل المغرب يوجه اتهامات للجزائر بالوقف وراء الجبهة الانفصالية، وأنها “طرف مباشر” في النزاع.

وجدد بلايني الشروط والمحاور الثلاثة التي تضعها بلاده لحل ملف الصحراء وإنهاء ما أسماها “حالة الإنسداد في القضية” التي عمرت لأكثر من 4 عقود زمنية ودعا إ

وتشمل المحاور المحددة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عن معطى أول يتعلق بـ”الحاجة إلى الشروع، عند استيفاء الشروط في مفاوضات مباشرة بحسن نية ودون شروط مسبقة بين طرفي النزاع”.

ويضم المحور الثاني، إعادة تفعيل وتنشيط خطة التسوية المشتركة لسنة 1991 بين منظمتي الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية سابقا، الاتحاد الإفريقي حاليا، على أساس الاتفاقية الوحيدة التي وافق عليها المغرب وجبهة البوليساريو وصادق عليها مجلس الأمن الدولي، وفق الرؤية الجزائرية.

ومن جهته قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، اليوم الخميس، إثر استقباله للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا، إنه جدد للأخير نفس الكلام القديم والمتجاوز ،”موقف بلادنا الثابت والداعم لإنهاء الاستعمار في آخر مستعمرة إفريقية” مشيرا إلى أن “الجزائر ليست طرفا في نزاع الصحراء”.

 يأتي ذلك في إطار جولة دي مستورا التي قادته إلى طرفي النزاع، “المغرب والبوليساريو، وكذا الدولتين المجاورتين، موريتانيا والجزائر”.

في هذا الصدد، قال عبد الواحد أولاد ملود، باحث في الشؤون الإفريقية، إن “المغرب عبر عن حسن نيته للمنتظم الدولي إزاء قضية الصحراء المغربية، وهو ما لمسه المبعوث الأممي خلال زيارته إلى المنطقة”، معتبرا أن “الجزائر تقف عقبة أمام حلحلة الملف؛ لأنها تسعى إلى خلق التوازن بالمنطقة”.

وأضاف ملود، في تصريح لموقع هسبريس، أن “ردود فعل جبهة البوليساريو والجزائر مشابهة خلال زيارة المبعوث الأممي، حيث عبّرا بشكل مشترك عن رفض المفاوضات السياسية”، مبرزا أن “الجزائر تهربت من مسؤوليتها في النزاع من خلال حصرها المفاوضات في المغرب والبوليساريو، في مقابل دفاعها عما يسمى تقرير المصير، وهو ما يتناقض مع تصريحات مسؤوليتها”.

وتابع الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية بأن “الجزائر تعيق استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع بسبب تملصها من المسؤولية السياسية؛ ما يتطلب ضرورة تدخل القوى الكبرى للضغط عليها من أجل العودة إلى طاولة الحوار، عوض أن تتدخل في طريقة تدبير المفاوضات التي تسهر عليها الأمم المتحدة”.

وشهد التوتر المزمن بين الجارين تصعيدا من الجانب الجزائري منذ أشهر. ففي نهاية آب/أغسطس قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما أسمته “الأعمال العدائية” للمملكة ضدها، في قرار اعتبرته الرباط “غير مبرر”.

ولاحقا قرّرت الجزائر أن تغلق “فورا” مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

وقال بوريطة في خطاب مسجّل عبر الفيديو بثّ أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة أنّ المشاركة الكثيفة لسكان الصحراء المغربية في الانتخابات التي جرت أخيراً “تجسّد تشبّثهم بالوحدة الترابية للمملكة وانخراطهم التامّ والفعّال” في البرامج التنموية التي أطلقتها العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وأكّد بوريطة على “جوّ الهدوء والطمأنينة الذي تشهده منطقة الصحراء”، مستشهداً “بتسجيل المنطقة لأعلى نسبة مشاركة في الاستحقاقات على المستوى الوطني بلغت 63 في المائة”.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في كلمته امام الجمعية العامة أنّ النزاع بشأن الصحراء هو “قضية تصفية استعمار لا يمكن أن تجد طريقها للحلّ إلا عبر تفعيل مبدأ تقرير المصير”.

وفي ما يبدو ردا على لعمامرة، أكد الوزير المغربي أنّ لا حلّ لأزمة الصحراء “إلا في إطار تحمّل الجزائر لمسؤوليتها كاملة في المسلسل السياسي للموائد المستديرة وذلك على قدر مسؤوليتها في خلق واستمرار هذا النزاع”.

كما أعرب بوريطة عن “قلق المغرب البالغ إزاء الحالة الإنسانية المأسوية لساكنة مخيمات تندوف، حيث تخلّى البلد المضيف، الجزائر، عن مسؤولياته لصالح جماعة مسلّحة انفصالية، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني”، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.

 

 

 

 

الحكومة تعلق على عدم استقبال الملك لـ”دافيد غوفرين” الذي عين نفسه سفيرًا لتل أبيب دون علم الرباط ؟!