القضاء الليبي يقبل طعن سيف الإسلام القذافي ويعيده لسباق الرئاسة

0
125

محكمة ليبية تقبل طعن سيف الإسلام في قرار استبعاده من قبل مفوضية الانتخابات بعد أن منعتها قوة مسلحة تابعة لحفتر من عقد جلسة للغرض، فيما يأتي القرار بينما يحتدم الجدل حول مسار انتخابات تهدف لإنهاء عقد من الاضطرابات.

عاد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اليوم الخميس إلى سباق الرئاسة بعد أن قضت محكمة ليبية في سبها بقبول الطعن الذي تقدم به ضد قرار استبعاده من قبل مفوضية الانتخابات لما يتعلق به من تهم وأحكام قضائية، وفق ما أعلن محاميه، فيما جاء القرار القضائي بعد أن منعت قوة مسلحة تابعة للمشير خليفة حفتر أكثر من مرة انعقاد جلسة للنظر في الطعون.

وأفادت مصادر قضائية بأن المجلس الأعلى للقضاء استبدل القضاة المعتذرين عن نظر الطعن الخاص بسيف الإسلام في وقت سابق، بـ 3 آخرين من مدينة الجفرة وسط البلاد.

وتظاهر عشرات الليبيين أمام مجمع محاكم سبها، دعما لاستقلالية القضاء من أي ضغوط تمارس عليه وتأكيدا على حق سيف الإسلام في تقديم الطعن وترك الأمر للقضاء ليقول كلمته وفقا للقانون.

وفي وقت سابق اعتذرت دائرة الطعون الانتخابية الابتدائية في سبها بالجنوب الليبي عن نظر الطعن المقدم من خالد الزايدي محامي المرشح سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، نتيجة لإشكالية أمنية بعد تجمع متظاهرين وقوات قرب مبنى المحكمة.

وتنتظر ليبيا إجراء انتخابات رئاسية ونيابية في الـ 24 من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفقا لخارطة الطريق المنبثقة عن الحوار السياسي في تونس وجنيف.

وتقدم 98 مرشحا بأوراقهم في مكاتب مفوضية الانتخابات بطرابلس وبنغازي وسبها، وأعلنت مفوضية الانتخابات الليبية، الأربعاء الخميس، استبعاد 25 مرشحا لمنصب رئيس البلاد.

وشملت قائمة المرشحين ممن تم إدراج أسمائهم ويحق لهم الترشح للرئاسة الليبية الرفيع في الانتخابات بعد عملية المراجعة الأولى: قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الذي استبعد لاحقا بقبول طعنين على ترشحه ولا يزال ينتظر قرارا قضائيا نهائيا.

ويخشى محللون من أن يتحول التصويت، في حالة وجود منازعات عليه أو انتهاكات واضحة له، إلى عقبة في طريق عملية السلام التي أفضت في العام الحالي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية، في محاولة لرأب الصدع بين الفصائل المتحاربة في الشرق والغرب.

وجاء قرار استبعاد سيف الإسلام استنادا لإدانة محكمة في طرابلس له غيابيا في 2015 بارتكاب جرائم حرب خلال القتال الذي أطاح بوالده الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011. وهو واحد من بضعة مرشحين مثيرين للانقسام.

ويمثل سيف الإسلام رمزا لليبيين الذين لا يزالون يدينون بالولاء لحكم والده الذي تسبب إسقاطه وقتله في 2011 في اندلاع شرارة اضطرابات مستمرة منذ عشر سنوات.

وكان رئيس تكتل “إحياء ليبيا”، عارف النايض، والمترشح للانتخابات الرئاسية الليبية قد غرد على حسابه في موقع “تويتر” داعيا إلى أن ينصف “القضاء الليبي الدكتور سيف الإسلام القذافي بالنظر الموضوعي في استئنافه أيضا، رغم كل التشويش على محكمة سبها”.

ونشرت مواقع مناصرة للنظام الليبي السابق مشاهد لتجمع المئات من المواطنين بالقرب من مجمع المحاكم في مدينة سبها وهم ينتظرون قرار المحكمة، آملين في أن يعود سيف الإسلام إلى السابق الرئاسي.

وفور صدور الحكم، تجمع أمام المحكمة المئات من أنصار سيف الإسلام للتعبير عن فرحتهم بالقرار.

وقال شهود وأيضا صفحة رابطة أنصار القذافي العالمية على فيسبوك، إن أنصار سيف الإسلام احتفلوا في الشوارع في أنحاء سبها بعد أن أعلن محاميه قرار المحكمة.

لكن الكثير من الليبيين الآخرين ومن بينهم منتمون لجماعات مسلحة مؤثرة في ميزان القوى في مساحات شاسعة من البلاد، يعتبرون وجوده مرشحا للرئاسة أمرا غير مقبول بعد كفاح دموي للإطاحة بوالده.

وسلط قيام مسلحين بمنع الدخول لمحكمة في سبها هذا الأسبوع، وهم من أنصار خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، الضوء على الفوضى المحتملة التي يمكن أن تطلق الانتخابات شرارتها في ظل مساندة جماعات مسلحة لمرشحين متنافسين.

وحفتر الذي تسيطر قواته على أغلب شرق وجنوب البلاد مرشح للرئاسة أيضا. وقال الجيش الوطني الليبي إن وحداته كانت تحمي المحكمة ولا تمنع الدخول إليها.

وكانت لجنة الاستئناف في محكمة طرابلس قد قضت أمس بإسقاط طعون قدمت ضد ملف ترشح رئيس الحكومة المؤقتة في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة.

وجاء هذا بعد أيام قليلة من قبول محكمة الزاوية الطعن المقدم ضد ملف ترشح القائد العسكري خليفة حفتر وإصدار قرار باستبعاده من قائمة المترشحين للرئاسة.

وتقول كلوديا غازيني، الخبيرة في الشأن الليبي في مجموعة الأزمات الدولية، إنه بحسب لائحة الطعون الانتخابية التي كان المجلس الأعلى الليبي للقضاء قد أصدرها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإنه يجب تقديم الطعون في ملفات الترشح أمام اللجان القضائية “الواقع في نطاقها المواطن المطعون ضده”.

ويعني هذا عمليا أن محكمتي سبها وطرابلس تملكان الولاية القضائية للبت في طلبات الاستئناف والطعون الخاصة بملفي سيف الإسلام القذافي وعبد الحميد الدبيبة، كون القذافي الابن قدم ملف ترشحه في سبها في حين قدم الدبيبة أوراق ترشحه في طرابلس.

لكن، بحسب غازيني، لا تزال هناك تساؤلات مطروحة حول الصلاحية التي تملكها محكمة الزاوية للبت في الطعون المقدمة بحق خليفة حفتر، الذي يريد خوض الانتخابات أيضا، كون القائد العسكري كان قد قدم ملف ترشحه في بنغازي وليس الزاوية، وهو ما يعني أن حكم محكمة الزاوية “قد لا يعد صحيحا من الناحية القانونية”.

وكان المجلس الأعلى للقضاء قد تراجع في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن تعديل أصدره قبلها بيومين يُسمح بمقتضاه للأشخاص تقديم طعون في ملفات الترشح في مناطقهم بدلا من مناطق المرشحين أنفسهم.

وعليه تتوقع غازيني أن لا يستبعد حفتر من قائمة المرشحين النهائيين للانتخابات الرئاسية، التي ترى أن كلا من القذافي الابن والدبيبة سيخوضانها كذلك.

لكن غازيني تشير إلى أن ما حصل خلال الأيام الماضية يشير إلى مستوى الإرباك الذي يشوب العملية الانتخابية برمتها والذي يعود أساسا إلى “وجود قانون انتخابي غير واضح”، وهو ما قد يضعف فرص إجراء الانتخابات، حسب رأيها.

وينتظر خلال الأسبوع المقبل إعلان القائمة النهائية للمرشحين بعد انتهاء مرحلة الطعون.

 

 

محكمة استئناف طرابلس تُعيد الدبيبة إلى قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية و استبعاد حفتر والقذافي