تستعد الحكومة المغربية الخروج من العزلة التي فرضها عليها انتشار فيروس كورونا، لرفع الحظر المفروض على التنقل داخلياً وخارجياً، مع استعدادات حثيثة لإطلاق الموسم السياحي لأهداف اقتصادية، وسط تحذيرات طبية من مخاطر الانفتاح السريع والخشية من حصول موجة جديدة من انتشار الفيروس ، وذلك رغم ارتفاع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا.
وبعد حظر عام على الحركة والتنقل داخلياً وخارجياً استمر لقرابة ثلاثة أشهر منذ تفشي فيروس كورونا في البلاد، بدأت السلطات المغربية بتخفيف هذه القيود تدريجياً وقد رفعت السلطات قيود التنقل بين جهات ومدن المملكة بشكل كامل بداية الشهر الجاري.
وأعلنت الحكومة المغربية اليوم الأربعاء، عبر بيان رسمي ، أنه يمكن للمواطنين المغاربة والمقيمين الأجانب بالمملكة وكذا عائلاتهم الولوج إلى التراب الوطني ابتداء من 14 يوليوز 2020 إبتداءً من منتصف الليل عبر نقط العبور الجوية والبحرية.
وأبرز البيان على أن الشركات الجوية الوطنية ستعمل على برمجة أكبر عدد ممكن من الرحلات من أجل إنجاح هذه العملية.
البلاغ الحكومي أشار إلى أنه يتعين على المسافرين تقديم قبل صعود الطائرة اختبار الكشف (PCR) لايقل عن 48 ساعة، وكذا اختبارا سيريولوجيا.
#المغرب
يمكن للمواطنين المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب وعائلاتهم لولوج التراب الوطني ابتداءً من 14 يوليوز 2020 (عند منتصف الليل) عبر نقط العبور الجوية والبحرية. وستبرمج لذلك الخطوط الجوية الوطنية عددا كافيا من الرحلات =— سعد الدين العثماني EL OTMANI Saad dine (@Elotmanisaad) July 8, 2020
وتبدو محاولة العودة إلى الحياة الطبيعية صعبة للغاية في ظل استمرار المخاوف من عودة انتشار الفيروس وتطبيق إجراءات حازمة تتعلق بالتباعد الاجتماعي، التي تفرض على وسائل النقل كافة استخدام نصف قدراتها الاستيعابية فقط، وهو ما يرفع التكلفة على الشركات المشغلة والمسافرين، إلى جانب إجراءات التعقيم وارتداء الكمامات الإجباري وغيرها من الإجراءات الوقائية المشددة.
ويعد المغرب مقصدا لملايين السياح في كل سنة ممن يزورون البلد المغاربي ويجلبون نصيبا مهما من العملة الصعبة وينعشون الاقتصاد، لكن وباء كورونا ألحق خسارة كبيرة بالقطاع، على غرار ما تكبدته وجهات السياحة في العالم برمته.
وتشير بيانات الاقتصاد في المغرب، إلى أن السياحة تساهم بما يقارب 10 في المئة من الناتج الداخلي للبلاد، وفي مارس الماضي، أغلقت المملكة حدودها مع الخارج، في إطار جهود كبح انتشار فيروس المستجد، وهو ما أحدث شللا كبيرا في القطاع.
لكن إعلان المغرب، يوم الأحد، عن تخفيف قيود التنقل والسماح بفتح عدد من مؤسسات الترفيه، عزز آمال الانتعاش، حتى وإن ظلت الحدود مغلقة أمام السياح الذين وصل عددهم إلى 13 مليون سائح، خلال العام الماضي.
ويستفيد المغرب من موقع جغرافي قريب وملائم جدا للسياح الأوروبيين الذين يشكلون أغلب الزوار، فضلا عن وجود شركات طيران منخفضة التكلفة بين المملكة وبلدان القارة العجوز، لكن الرهان في الوقت الحالي هو تشجيع السياحة الداخلية.
وفي وقت سابق من يونيو الجاري، كشفت وزيرة السياحة في المغرب، نادية فتاح، أن عدد السياح في البلاد تراجع بنسبة 45 في المئة، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي.
ويختلف وقع الضرر الاقتصادي من مدينة إلى أخرى، وتعدُ الوجهات الشهيرة مثل مراكش، وسط البلاد، من بين الأكثر تأثرا، أما المدن الساحلية في شمالي وغربي البلاد، فتراهنُ بشكل أكبر على فصل الصيف وقدوم المصطافين.
في غضون ذلك، لن يقوم المغرب، في هذا العام، بتنظيم عملية “مرحبا” المعتادة في فصل الصيف لأجل استقبال أفراد الجالية المقيمين في الخارج.
وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في كلمة بالبرلمان، إن عملية “مرحبا” لن تتم لأن المغرب لم يحضر لها، كما أن الدول الأوروبية تواصل إغلاق الحدود.
وفي ظل تعذر قدوم السياح من الخارج، يراهن المغرب على حركة سياح الداخل، وكشف استطلاع للرأي صدر عن المكتب الوطني المغربي للسياحة أن 70 في المئة من المستجوبين يبدون رغبة للسفر داخل البلاد.
وشمل استطلاع الرأي عينة من 2800 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و75 سنة، وقال المستجوبون إنهم يريدون السفر لأجل الترويح عن أنفسهم بعد فترة الحجر الصحي العصيبة.
ودأب كثير من المغاربة على قصد سواحل إسبانيا لأجل قضاء عطلة الصيف، لكن هذا الخيار لن يكون مطروحا في العام الجاري، مما سيدفعهم على الأرجح إلى الاكتفاء بالسفر داخل بلادهم، لاسيما أن المغرب يزخر بوجهات وثقافات متنوعة، عند الانتقال من منطقة إلى أخرى.
وفي سنة 2019، كشفت أرقام سياحية، أن عدد السياح المغاربة في إسبانيا تجاوز عدد السياح الإسبان لأول مرة، بعدما قارب 900 ألف زائر، مستفيدين من القرب الجغرافي، لأن المسافة بحرا بين البلدين لا تتجاوز 14 كيلومترا.
وتشير أرقام رسمية في المغرب، إلى أن عدد ليالي السياح المغاربة في الفنادق المصنفة، في سنة 2019، وصل إلى 7.8 مليون ليلة، من أصل 25 ليلة مبيت في المجموع.
وتخطط الحكومة المغربية لافتتاح الموسم السياحي الداخلي تدريجياً خلال الأيام المقبلة، على أن يتم فتح الباب أمام السياحة الخارجية بدءاً من منتصف الشهر الجاري، حيث بدأت بحزمة كبيرة من الإجراءات والتحضيرات في محاولة لإنقاذ الموسم السياحي الحالي وتقليل الآثار الكارثية للأزمة على الاقتصاد المغربي، لا سيما أن السياحة الخارجية تعتبر أبرز مصادر إدخال النقد الأجنبي إلى البلاد والخزينة للمملكة، حيث يجلب قرابة 10 مليون سائح سنوياً قرابة 90 مليار درهم للدخل المغربي.
تجد المقاولات نفسها في وضع صعب، خلال الوقت الحالي، لأنها مطالبة بتوفير معدات التعقيم والوقاية، كما أنها ملزمة بالاقتصار على نصف الطاقة الاستيعابية فقط، لأجل مراعاة مبدأ التباعد الاجتماعي “والتوفيق في هذه المعادلة ليست بالسهلة.
وكان المغرب حدد في بداية 2010 هدفا يتمثل في تحقيق رقم 20 مليون سائح عام 2020 قبل أن يضطر للتخلي عن هذا الهدف بسبب الوضع الاقتصادي في أوروبا وعدم الاستقرار الإقليمي الذي يؤثر على جميع الوجهات السياحية في جنوب البحر الأبيض المتوسط.
ارتفاع حصيلة المتعافين 677 من كورونا في 24 ساعة وتسجيل 2 وفاة