المغرب تستحوذ على حصة 50% بأكبر شركات للأسمدة “GlobalFeed” في إسبانيا

0
97

عززت المملكة المغربية الشريفة وجودها على الساحة الدولية باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الأسمدة مستغلا تبعات الأزمة في شرق أوروبا والتي جعلت من هذا المورد شيئا نادرا، حيث يتسلح المسؤولون بإستراتيجية واعدة تمكنهم من مواجهة النقص العالمي بفضل سرعة الإنتاج والاحتياطات الهائلة، من خلال الاستحواذ على حصة 50% في واحدة من أكبر شركات الأسمدة GlobalFeed التابعة Fertinagro Biotech.

وأعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الرائد العالمي في المنتجات الفوسفاطية المخصصة للتغذية النباتية والحيوانية، اليوم الاثنين، عن توقيع اتفاقية نهائية تستحوذ بموجبها المجموعة مبدئيا على 50 في المائة من GlobalFeed التابعة للمنتج الإسباني الهام للأسمدة Fertinagro Biotech.

وأشار بلاغ مشترك للمكتب الشريف للفوسفاط و Fertinagro Biotech أن GlobalFeed، التي تنشط في قطاع التغذية الحيوانية، تقوم بتصنيع وتوزيع تشكيلة واسعة من المنتجات المصنعة من الفوسفاط إضافة إلى تطوير حلول متميزة وذات قيمة مضافة عالية موجهة لعدة أصناف.

وتمتلك الشركة وحدات إنتاج مرنة بهويلفا بإسبانيا، بسعة 200 ألف طن للمنتجات الفوسفاطية و30 ألف طن للمنتجات التي تعتمد على كبريتات الحديد وتتمتع بحضور تجاري واسع على المستوى الدولي.

وأوضح البلاغ أن سوق التغذية الحيوانية شهد تطورا هائلا على المستوى الدولي خلال السنوات الأخيرة بفضل تزايد الإنتاج الحيواني، والحاجة إلى تلبية الخيارات الغذائية للساكنة التي تتجه بشكل متزايد نحو منتجات اللحوم ومحتويات البروتين العالية، وخاصة في البلدان الناشئة، مبرزا أنه في هذا السياق، ستساهم هذه العملية في النهوض باستراتيجية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الهادفة إلى تحقيق النمو في أسواق الفوسفاط المخصصة للتغذية الحيوانية، من خلال توسيع حضورها الجغرافي وتقديم تشكيلة من المنتجات المتنوعة والمبتكرة.

وفي هذا الإطار، صرح السيد مروان أمزيان، المدير التنفيذي للمنتجات والحلول المتخصصة بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط :”يؤكد هذا الاستحواذ على هدف المجموعة المتمثل في تنويع المنتجات الفوسفاطية والسعي إلى احتلال الريادة في مجال التغذية الحيوانية مع تلبية الطلب المتزايد وتوسيع نطاق العروض من خلال منتجات مستدامة ومشخصة”.

ومن جانبه، صرح خافيير مارتان، الرئيس المدير العام لشركة GlobalFeed :”سيمكن هذا التعاون الوثيق مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من تسريع قدراتنا الصناعية ونمو أسواقنا من خلال تمكين مربي الماشية من الولوج إلى التكنولوجيا الرائدة والبدائل الغذائية الفوسفاطية التي يمكن الاعتماد عليها”.

وأشار البلاغ إلى أن الحصول على هذه الحصة خاضع للشروط الاعتيادية، بما في ذلك موافقة الأجهزة المعنية.

وتعد Fertinagro مقاولة إسبانية متخصصة في تسويق الحلول المبتكرة لتغذية النباتات (NPK، والمحفزات الحيوية، إلخ).   

وشهد المغرب بالفعل نموا ملحوظا في مبيعاته من الفوسفات خلال أشهر الصراع الممزوجة بعدم اليقين. ويرى أورتيز أن هذا ما يساعد اقتصاده الذي تضرر من تداعيات الحرب وموجة الجفاف المستمرة منذ سنوات والتي أثرت على قطاعه الزراعي الإستراتيجي.

وبحسب آخر تقرير صادر عن شركة الفوسفات المملوكة للدولة (المكتب الشريف للفوسفات) المعروف اختصارا بـ”أو.سي.بي” فقد حقق المغرب عوائد بقيمة 2.44 مليار دولار في الربع الأول من السنة الحالية من مبيعات الفوسفات.

وتعدّ هذه الأخبار جيدة لأن صادرات المغرب الذي تشير التقديرات إلى أنه يكتنز كميات ضخمة من الفوسفات، ارتفعت بنسبة 77 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وذكرت الشركة في بيان إن “الغزو الروسي لأوكرانيا زاد من حدة الوضع المتوتر من حيث التوازن بين العرض والطلب في سوق الفوسفات وخلق زيادة أخرى في الأسعار، وقد دعمها ارتفاع تكاليف المواد الخام، وخاصة الأمونيا والكبريت”.

ويدفع هذا الوضع المغرب إلى تعزيز مكانته في سوق طموح للغاية. ويأمل في زيادة إنتاجه مع أحدث أرقام المبيعات التي حققها.

ويتوقع أورتيز أن البلد المغاربي سيحتل المركز الأول في هذه الصناعة، كما أنه سيكون قادرا على مواجهة مشاكل أزمة الطاقة دون أي عراقيل.

ويعد المغرب أكبر مصدر للفوسفات في العالم وهو يملك 72 في المئة من الاحتياطات العالمية، وتظهر الإحصائيات أن إيرادات شركة الفوسفات الحكومية تبلغ في المتوسط 6.3 مليار دولار سنويا.

وقال الوزير المكلف بالموازنة فوزي لقجع إن ارتفاع أسعار الفوسفات في الأسواق العالمية سيوفر للبلاد عائدات ستساعد في توفير اعتمادات جديدة لدعم المواد الأساسية الذي تقدمه الدولة لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري تضاعفت صادرات الفوسفات ومشتقاته إلى 3.6 مليارات دولار مقابل 1.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وتعليقا على الموضوع، قال المحلل الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق إن صادرات الفوسفات سجلت رقما قياسيا ببلوغها العام الماضي 8 مليارات دولار، وفي ظل المؤشرات الحالية فإنه من المتوقع أن تسجل هذه الصادرات بنهاية العام الجاري حصيلة قياسية على مستوى المداخيل قد تتجاوز 12 مليار دولار.

وأضاف الأزرق أن الفوسفات يمثل نسبة مهمة من إيرادات الدولة، مما يساهم في تحقيق توازن في ميزان الأداءات، ويمكن أن يكون ورقة تفاوضية للدفاع عن مصالح البلاد الإستراتيجية.

بطالة الشباب

رغم ثروتها الباطنية الغنية فإن وضع مدينة خريبكة الاقتصادي لا يختلف عن بقية المدن الأخرى التي لا تتوفر على موارد اقتصادية، وبينما توفر صناعة الفوسفات فرص عمل لفئة من شباب المدينة وضواحيها تشتكي فئة أخرى من البطالة والتهميش.

وتشتهر خريبكة بهجرة أبنائها إلى دول أوروبية كإيطاليا وإسبانيا، ويقضي العشرات منهم غرقا عبر قوارب خلال رحلة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا بحثا عن مستقبل أفضل.

ويملك المغرب نحو 70% من احتياطيات الفوسفات العالمية، ويقدر إنتاجه السنوي بـ37 مليون طن، وتنتج خريبكة نصف إنتاج المغرب من هذه المادة الأولية التي تعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد.

ماذا عن الإنتاج؟

مع هذا المعدل المتزايد لنمو الصادرات من المرجح أن يتجه إنتاج الفوسفات على الرغم من انخفاضه بنسبة 11% في الفصل الأول من عام 2022 نحو الصعود من أجل زيادة الأرباح والمكاسب في السوق العالمية.

ويتعلق الأمر بفرصة حقيقية يجب اغتنامها، خاصة مع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا أحد أكبر مصدري الأسمدة.

وللقيام بذلك فإن المكتب الشريف للفوسفات -انطلاقا من أدائه القوي مع زيادة رقم معاملاته بنسبة 77% في الفصل الأول من عام 2022- يعتزم زيادة حجم إنتاجه بنحو 10% في سنة 2022، والهدف هو تلبية الطلب في الأسواق عالية النمو، حيث تواصل المجموعة تعزيز مكانتها كرائدة على مستوى العالم. 

وكانت شركة الفوسفات قد أعلنت في منتصف مايو الماضي أنها ترجح إنتاجا هذا العام يفوق مستويات العام الماضي بواقع 10 في المئة ما يضيف إلى السوق العالمية 1.2 مليون طن بنهاية العام، وهو أكثر من المتوقع.

ويعكس المعدل المُعلن قدرة الشركة على تصنيع خط إنتاج بسعة مليون طن في غضون نصف عام فقط، الأمر الذي يبرز عزيمة وإصرار المغرب على اقتناص الفرص الثمينة لتحقيق عوائد أكبر ومكانة أفضل في السوق.

وفيما تصب الترجيحات في أن تنمو مستويات الإنتاج العالمية بنسبة 58 في المئة أخرى بين عامي 2023 و2026، فمن المتوقع أن تساهم المملكة المتحدة بأكثر من سبعة ملايين طن من الأسمدة الإضافية في الإنتاج العالمي.