المغرب يتغيّر..حملة للتخلص من اللغة الفرنسية..الريسوني”اللغة الفرنسية تحتكر المغرب والمثقف المغربي هذا اغتصاب وليس مجرد احتكار”

0
101

مع اقتراب موعد العودة المدرسية في المغرب يثار الجدل من جديد عن ضرورة اعتماد اللغة الانجليزية لغة أجنبية أولى بدلاً من اللغة الفرنسية، وذلك لعدة اعتبارات علمية واقتصادية وثقافية وفنية وسياسية.

وانطلاقاً من هذا المبدأ ، لقد حققت حملة تحت شعار “المغرب ليس مقاطعة فرنسية”، أطلقها نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا كبيرا، وتهدف الحملة الالكترونية إلى التخلص من اللغة “الفرنسية”، في مجالات التعليم والإدارة، وجميع مناحي الحياة العامة.

ويعتبر مطلقو الحملة، أن الاعتماد على الفرنسية، في مجالات التعليم والإدارة، مس بالسيادة الوطنية، داعين الى الاعتماد على اللغات الوطنية، (عربية وأمازيغية)، واللغة الإنجليزية، كلغة علوم وانفتاح على العالم.

حملت الأطراف الداعية إلى التخلص من الاعتماد على الفرنسية، السياسة التعليمية في المغرب، مسؤولية تذيل المغرب قوائم تصنيف أنظمة التعليم في العالم، مشيرين إلى أن ذلك يعود بالأساس إلى تدريس العلوم بالفرنسية.

منذ حصولها على الاستقلال استمرت غالبية بلدان المغرب العربي في اعتماد اللغة الفرنسية لغة أجنبية أولى استطاعت أن تفرض هيمنتها على المستوى الثقافي والتعليمي، وذلك انطلاقاً من دافع سياسي.

وبينما بدأ اليوم يتراجع النفوذ الفرنسي تدريجياً في هذه البلدان تزامناً مع تشكل وعي شعبي قوي مناهض لسياسات التبعية، بدأت تتأكد الحاجة لدى الأوساط التعليمية والنخب الثقافية والمزاج العام، إلى ضرورة تعلم اللغة الإنجليزية واعتمادها بدلاً من اللغة الفرنسية، فقد أصبحت لغة البحث العلمي وسوق العمل والتكنولوجيا.

وبينما تحتل الفرنسية اليوم المرتبة التاسعة في قائمة اللغات الأكثر انتشاراً في العالم وتأتي اللغة الإنجليزية أولاً في الترتيب، يصبح من المنطقي حسب رأي ناشطين أن يدعو المغاربة إلى إزالة اللغة الفرنسية من كونها اللغة الأجنبية الأولى من المناهج الأكاديمية واستبدال الإنجليزية بها. 

وأجرى المركز الثقافي البريطاني مؤخراً دراسة استقصائية مستقلة في المغرب تحت عنوان Shift to English in Morocco تسلط الضوء عن إمكانية الانتقال إلى اعتماد اللغة الانجليزية في المغرب ودوافع الشباب المغاربة في الدعوة إلى ذلك، وتبين وفق ما جاء في الدراسة لاحقاً وأشار إليه بلاغ المجلس الثقافي البريطاني أن أزيد من نحو ثلثَي الشباب المغاربة ممن جرى سؤالهم، على اقتناع تام بأن اللغة الإنجليزية ستنجح خلال السنوات الخمس القادمة في أخذ مكان اللغة الفرنسية بوصفها اللغة الأجنبية الأولى في المغرب. ويعتبر مراقبون ومحللون أن تعلم هذه اللغة والانتقال إليها لن يكون من الصعب، فالمجتمع المغربي يتمتع بثقافة وتاريخ غني ومتنوع ومتعدد اللغات وهي ميزة هامة.

وانطلاقاً من هذا المبدأ انطلقت حملة رقمية واسعة في المغرب تدعو لاعتماد اللغات الوطنية، (عربية وأمازيغية)، واللغة الإنجليزية، كلغة علوم وانفتاح على العالم.

وكتب أحد النشطاء، بأن “الفرنسية ليست مجرد لغة بل أداة استعمارية تتسرق بها فرنسا مقدرات الشعوب”، مشيرا إلى أن “فرنسا تسرق نخبة الطلبة المغاربة وأن الدولة لا تدرك هذا النزيف الذي يفوت عليها ملايير الدولارات التي تنعش الاقتصاد الفرنسي بهجرة نخبة العقول”.

https://twitter.com/yosomaka7/status/1563132240539684865

ويرى رئيس الاتحاد العليم لعلمام المسلمين ، أحمد الريسوني ، بأن اللغة الفرنسية تحتكر المغرب والمثقف المغربي وتحتكر المغرب وهذا احتكار بغير حق ، هذا اغتصاب وليس مجرد احتكار ، فالأن آن الأون فمن يستجيب لهذا الكلام ؟ 

 

يبدو للكثيرين أن هذه الحملة الرقمية النوعية التي انطلقت في المغرب وتدعو لاعتماد اللغة الإنجليزية بدلاً من الفرنسية تعكس في الحقيقة توجهاً عاماً يدعو للانفتاح على اللغات الأكثر تداولاً في العالم، والتي ستفتح الآفاق أمام الشباب المغربي.

ويرى محللون وناشطون أن تراجع الفرانكفونية في بعض البلدان على غرار المغرب قد يؤدي إلى تراجع دورها وتأثيرها الثقافي بالضرورة.

ولم تكن الحملة التي شارك فيها عدد كبير من الشباب المغاربة هي الأولى، فالنقاش حول هذه المسألة أثير من قبل في الأوساط السياسية والثقافية وطرح في شكل مبادرات لإصلاح منظومة التعليم، وقد دعا في السياق ذاته وزير التعليم العالي السابق لحسن الداودي في أكثر من مناسبة إلى الاهتمام بالإنجليزية وجعلها إلزامية في مجموعة من التخصّصات الجامعية.

ولكن هذا النقاش لا يزال يثير انقساماً واضحاً في الأوساط الثقافية والسياسية المغربية، فتوجد فئة هامة ترى أن قطع علاقة المغرب باللغة الفرنسية لن يكون سهلاً أو سلساً.

وفي السياق ذاته قال عبد الإله الخضري، أحد مؤسسي المركز المغربي لحقوق الإنسان في تصريح إعلامي سابق لإحدى الصحف المحلية المغربية إن “هذا النقاش يوازي مرور المغرب في الآونة الأخيرة من مرحلة دقيقة في علاقاته السياسية مع فرنسا، وإن تصريحات الفاعلين السياسيين المغاربة ليست عبثية، بل تشير إلى عبء الدولة من هذا الاستناد الدائم إلى الثقافة الفرنسية، وتندرج في إطار إرادة سياسية للتخلّص من هذه الهيمنة الفرنكفونية على المغرب”.

 

نقابة الصحفيين المغاربة تدين الفعل العدائي للرئاسة التونسية اتجاه المغرب