الرباط – دعا الملك المفدى حفظه الله ورعاه، مساء الثلاثاء، الجزائر الشقيقة إلى حوار صريح وواضح لتجاوز كل الخلافات،بما فيها الحدود المغلقة، في خطوة أولى تستهدف تطبيع العلاقات بين البلدين،وذلك في خطابه بمناسبة المسيرة الخضراء.
جاء ذلك في الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالته على الشعب المغربي الوفي بمناسبة ذكرى “المسيرة الخضراء”، التي تؤرخ لاسترجاع الاقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني.
وقال الملك المفدى حفظه الله: “اعتمدنا الوضوح والطموح في سياساتنا الخارجية مع الجميع خصوصا مع الأصدقاء”.
وأضاف جلالته حفظه الله ، أنه يجب الاعتراف بأن العلاقات مع الجزائر غير طبيعية وغير معقولة، وأن المغرب مستعد لحوار صريح وواضح معها.
واقترح جلالته رعاه ، إطلاق لجنة للحوار لتجاوز الجمود مع الجارة الجزائر، مؤكدا فيما يتعلق بالصحراء، أنها مغربية.
وأضاف أن المملكة منفتحة على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين.
كما دعا إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، وتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، وقال: “يجب أن نعترف أن وضع العلاقات بين البلدين غير طبيعي وغير مقبول”.
وأوضح الملك المفدى، أن مهمة اللجنة المقترحة هو “دراسة جميع القضايا المطروحة بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات”.
وأوضح أنه يمكن أن تشكل هذه اللجنة إطارًا عمليًا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية.
واستعاد المغرب في العام 1975 الصحراء مع رحيل المستعمر الإسباني. وأعلنت بوليساريو في العام 1976 قيام ما تسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” وخاضت مواجهات مع القوات المغربية حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في العام 1991 برعاية الأمم المتحدة.
ولم يتم تجديد بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية التي تضمن استمرار وقف إطلاق النار، في نيسان/أبريل إلّا لفترة ستة أشهر ايضا.
وتصر المملكة المغربية الشريفة على أحقيتها في الأقاليم الجنوبية، وتقترح حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” باستفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.