المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة يعود أدراجه من مطار سلا الرباط بعد رفض النظام الجزائري الترخيص لهم برحلة مباشرة

0
106

وإلى غاية اللحظة الأخيرة، أبقى النظام العسكري الجزائري، حول مسألة مشاركة المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة في البطولة الأفريقية “الشان”، ببيانات غامضة من نظام تبون، حول المشاركة، ليتضح صبيحة الجمعة، أن المسلسل لم ينته بعد شد وجذب، بات من المؤكد أن المنتخب المغربي لكرة القدم، لن يشارك في بطولة أمم أفريقيا للمحليين المقامة في الجزائر، حيث غادر أفراد البعثة المغربية مطار الرباط- سلا، عائدين أدراجهم عقب ساعات من انتظار التصريح الجزائري للسفر دون أن يتم ذلك.

ووصلت بعثة المنتخب المغربي للمحليين صباح اليوم الجمعة إلى مطار الرباط- سلا الدولي، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور للفريق في قاعة الانتظار، ترقبا لترخيص الجهات المنظمة لكأس أفريقيا للمحليين للسفر عبر رحلة جوية مباشرة من مدينة الرباط نحو قسنطينة الجزائرية، وفق ما اشترطت الجهات المغربية.

وبحضور كل من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وباتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية “كاف”، أعرب فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي كان في استقبالهما بذات المطار، وتزامن وصولهما مع انتظار المنتخب المغربي للمحليين، أعرب لقجع عن أسفه من أن يتم حرمان لاعبين شباب مجتهدين من حقهم في المشاركة في تظاهرة رياضية قارية استعدوا لها بالشكل اللازم.

وأبرز لقجع في تصريحات لوسائل إعلامية محلية ودولية، أن استعدادات الفريق المغربي توجت بالوصول إلى المطار الذي يتواجدون فيه منذ أكثر من ثلاث ساعات.

تصريحات لقجع جاءت في الوقت الذي لم يوضح فيه المصدر الدبلوماسي المغربي، ما إذا كانت طائرة المنتخب ستتوجه مباشرة إلى الجزائر أم ستمر عبر بلد آخر، حيث تغلق الأخيرة مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية منذ أكثر من عام في سياق أزمة دبلوماسية بين الجارين.

وذكرت مصادر إعلامية أن رئيس الكاف باتريس موتسيبي أجتمع مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء اليوم رأسا لرأس حسب ما أعلنه موتسيبي نفسه في ندوة صحافية بالجزائر، ووفق المصادر قال موتسيبي: “اجتمعت قبل قليل مع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون وكان اجتماعا جيدا ومثمرا”، لكن لم يتضح ما إذا كان قد ناقش مع الرئيس الجزائري موضوع مشاركة المغرب.

باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أكد أن عدم تمكن المنتخب المغربي من المشاركة في منافسات كأس أفريقيا للاعبين المحليين يشعره بالحزن، مؤكدا أنه يريد رؤية العناصر المغربية في الجزائر يلعبون في “الشان”.

وأضاف موتسيبي بعد وصوله إلى مطار الرباط- سلا للمشاركة في قرعة مونديال الأندية، أنه قام بمجهودات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، مشيرا إلى أن المغرب والجزائر لهما مكانة كبيرة في قلبه، رافضا خلط السياسة بالرياضة. وأشار إلى أن تواصله مع المسؤولين الجزائريين وأكدوا أنهم يريدون من المغرب المشاركة، وسيرحبون بالمنتخب المغربي في بلدهم، مبرزا أنه طلب من الجزائر السماح لبعثة المنتخب المغربي بالدخول المباشر.

مصادر مسؤولة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أكدت لـ”القدس العربي”، أن عناصر المنتخب الوطني المغربي للمحليين والوفد المرافق لهم، توجهوا صبيحة الجمعة، نحو مطار الرباط سلا منذ الساعة التاسعة، قصد السفر صوب الجزائر، للمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا للمحليين، بعدما تم “إخبار الجامعة المغربية بترخيص “الكاف” لسفر البعثة المغربية مباشرة نحو مطار قسنطينة على متن طائرة مغربية، للمشاركة في “الشان”.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن تحليق المنتخب المغربي حامل اللقب في الدورتين السابقتين صوب قسطنينة، لن يتم إلا بعد الحصول على ترخيص رسمي من السلطات الجزائرية بهبوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الملكية المغربية بمطار قسنطينة، مؤكدة أن منتخب المحليين المغاربة كان مُصرا على الدفاع عن لقبه والمشاركة في البطولة، حيث خاض معسكرا إعداديا في مركّب المعمورة، وجرى توفير كل الوسائل الإدارية واللوجيستية من أجل السفر، غير أنه وفي غياب ترخيص رسمي من السلطات الجزائرية لم يتمكن من الأمر. 

عصام الشرعي، مدرب النتخب المغربي لأقل من 23 عاما، قال في تصريحات صحافية: “للأسف جاء القرار النهائي، لن نشارك في بطولة الشان، لأننا لم نتمكن من السفر إلى الجزائر في رحلة مباشرة”.

وكانت الجامعة الملكية لكرة القدم، نشرت بلاغا على موقعها الرسمي جاء فيه: “تعذّر على المنتخب الوطني السفر إلى مدينة قسنطينة من أجل المشاركة في النسخة السابعة من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين التي ستجرى أطوارها بالجزائر في الفترة الممتدة ما بين 13 كانون الثاني/يناير و4 شباط/فبراير 2023، للدفاع عن لقبه الذي أحرزه في الدورتين الأخيرتين، وذلك لعدم الترخيص لرحلته انطلاقا من مطار الرباط سلا في اتجاه مطار قسنطينة بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية”.

وتابعت: “كان المكتب المديري للجامعة قد أكد خلال الاجتماع الذي عقده يوم 27 كانون الثاني/ ديسمبر 2022 على ضرورة سفر المنتخب الوطني إلى الجزائر على متن الخطوط الملكية المغربية”.

وأضافت: “كانت الجامعة المغربية لكرة القدم، قد تقدمت يوم 22 كانون الأول/ديسمبر 2022 بطلب إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، باعتباره الجهاز المسؤول على تنظيم بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة، وتم قبول الطلب من حيث المبدأ”.

وأكدت الجامعة الملكية على أنها أخبرت الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بمسار الرحلة والإحداثيات للحصول على ترخيص نهائي، كما واصل المنتخب تحضيراته للبطولة بمركب محمد السادس لكرة القدم. 

يذكر أنه الاتحاد المغربي لكرة القدم كان قد أعلن صباح الخميس غياب منتخبه عن البطولة “لعدم الترخيص لرحلته، انطلاقاً من مطار الرباط سلا في اتجاه مطار قسنطينة، بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية”.

من جهته قال المسؤول في الاتحاد محمد مقروف لوكالة فرانس برس مساء الخميس “اللاعبون يتدربون وسوف نسافر حالما نحصل على ترخيص من الاتحاد الإفريقي (كاف) للرحلة الجوية التي سوف تقل المنتخب”، لكنه أضاف “لم نتوصل لحد الساعة بأي ترخيص”، فيما أكد لقجع أن البعثة المغربية جاهزة للسفر في أي وقت تتوصل فيه بالرد الإيجابي، مشيراً إلى أن اللاعبين جاهزون لخوض هذه المنافسة نظرا لكونهم يستعدون منذ مدة.

وكانت الجامعة المغربية لكرة القدم أوضحت في بيان أنه بعث بطلب للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في 22 كانون الأول/ديسمبر “باعتباره الجهاز المسؤول على تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة”، وأضاف “تم قبول الطلب من حيث المبدأ، من خلال مراسلة رسمية توصلت بها الجامعة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم”.

بناء على ذلك كان المنتخب المغربي يستعد للتوجه إلى مدينة قسنطينة على متن طائرة مغربية انطلاقاً من مطار الرباط سلا يوم 10 كانون الثاني/يناير، بحسب ما أكدت الجامعة في بيانها، بيد أنها قالت حينها أنها بالترخيص.

من المقرر أن تقام البطولة المخصصة للاعبين المحليين في الفترة الممتدة بين 13 كانون الثاني/يناير والرابع من شباط/فبراير المقبلين في الجزائر. ووقع المغرب في مجموعة ثالثة تضم السودان ومدغشقر وغانا. وهو حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.

وأغلقت الجزائر مجالها الجوي في 22 أيلول/سبتمبر 2021 أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط متهمة الأخيرة “بارتكاب أعمال عدائية”. فيما أعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار، ورفض “مبرراته الزائفة”، علما أن علاقات البلدين متوترة منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء المغربية.