بلجيكا تقرر إبعاد الإمام المغربي حسن اكويسن إلى المغرب بعد رفضها إعادته فرنسا الهارب منها

0
181

ذكرت  قناة BFMTV البلجيكية أن  سلطات بروكسيل ، قررت ترحيل الإمام المغربي حسن إكويسن إلى المغرب، وذلك بعد رفضها إعادته فرنسا الهارب منها بسبب قرار ترحيل مماثل .

ويحمل الإمام المزداد في فرنسا والاب لخمسة اطفال ،الجنسية المغربية، وسيتم ترحيله بناء حكم قضائي بتهمه نشر محتوى يتعارض مع “قيم الجمهورية” بحسب قرار وزارة الداخلية الفرنسية  .

وكان إكويسن قد إلتجأ  الى بلجيكا بعد صدور قرار ترحيله من فرنسا في اتجاه المغرب ، ورغم طلب السلطات الفرنسية تسليمه لها بموجب مذكرة بحث أوروبية لكن السلطات القضائية البلجيكية رفضت الطلب  .

وكانت السلطات البلجيكية  قد اعادت اعتقال إكويسن بعد فترة قصيرة من إقامته فيها قبل   أن تصدر  في 15 نوفمبر  الماضي  قرارا بترحيله.

ورغم صدور قرار الترحيل ،فإن تنفيذه يتوقف على سماح وقبول السلطات المغربية استقبال الامام حسن.   

يحمل إيكويسن الجنسية المغربية، ولديه إقامة فرنسية منذ عام 1992 وانتهت صلاحيتها عام 2021، ورفضت فرنسا تجديدها.

ويرى محامو الإمام إيكويسن أن التهمة التي وجهتها فرنسا إلى موكلهم (التهرب من تنفيذ قرار الترحيل) غير موجودة في القانون البلجيكي، وهو شرط لكي تنفذ مذكرة التوقيف الأوروبية.

واعتبرت محامية الإمام الفرنسية لوسي سيمون -في تغريدة على تويتر- أن إبقاء موكلها في مركز مغلق بهدف ترحيله “فضيحة تامة”، معربة عن أملها في أن يكون موقف السلطة السياسية في هذه القضية معاكسا للقضاء.

واتهمت سيمون سلطات الهجرة البلجيكية بـ”الاتفاق مع المحكمة”، لكي يأخذ الملف مسارا إداريا.

وكانت السلطات البلجيكية أوقفت يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي الإمام المغربي حسن إيكويسن الملاحق من قبل فرنسا، بسبب تصريحات له اعتُبرت “مخالفة لقيم الجمهورية”.

وتوارى الإمام عن الأنظار منذ قرار مجلس الدولة الفرنسي السماح بطرده نهاية أغسطس/آب الماضي، ثم صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه بتهمة “التهرب من تنفيذ قرار الترحيل”.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان -نهاية يوليو/تموز الماضي- طرد أجهزة الاستخبارات لهذا الداعية. وجاء في المرسوم الذي وقعه الوزير تعليل القرار بصدور تصريحات عن إيكويسن “تحرض على الكراهية والتمييز، وتحمل رؤية عن الإسلام مخالفة لقيم الجمهورية”.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية اليومية، اعترف الإمام إيكويسن بأنه ربما تفوّه في الماضي “بتصريحات لم تكن في محلها، وببعض العبارات المضللة”.

ليست هناك معلومات مؤكدة بشأن سبب عدم حصول إيكويسن على الجنسية الفرنسية؛ فبينما تشير مصادر إلى أنه رفض الحصول عليها في شبابه، تقول مصادر أخرى إن ذلك كان بسبب والده، وإنه حاول الحصول عليها في ما بعد لكنه لم يستطع، وتقول مصادر ثالثة إنه كان يحمل الجنسية الفرنسية وسُحبت منه.

متزوج وله 5 أبناء و15 حفيدا، يقيمون جميعا في فرنسا.

ويعرف إيكويسن بشخصيته “الجذابة” التي ساعدته في إقناع عشرات الآلاف من الشباب بمنهجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى على أرض الواقع حيث يقطن في منطقة لورش شمال فرنسا.

يرى إيكويسن أن “الإسلام هو الحل للتصدي لما يشهده العالم من زعزعة”، إذ إن “العالم يديره أناس لا دين لهم ولا قانون، وما يحدث في العالم يعود لغياب الإسلام”، كما يصر على أن “الشريعة يجب أن توجه سلوك المؤمنين في جميع جوانب حياتهم الخاصة والعامة”.

يُعد حسن إيكويسن ناشطا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بسببها اتهم بمعاداته للسامية بعد تصريحات له في فيديوهات نشرت عام 2004، مما أثار غضب “المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا” (CRIF).

وطالت إيكويسن اتهامات أخرى، كتشجيعه على التمييز ضد المرأة من خلال قصر دورها على دور الزوجة والأم وربة المنزل عموما، مستدلين بقوله في أحد الفيديوهات المنشورة له “من المؤسف أن النساء اليوم يعتبرن خدمة أزواجهن وأطفالهن بمثابة عقاب، في حين أنها نعمة”.

وفي 28 يوليو/تموز 2022 أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن قرار طرد حسن إيكويسن، مبررا ذلك في حسابه بتويتر بأن الإمام “يتبنى منذ أعوام خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، ويتنافى مع مبادئ العلمنة والمساواة بين الرجال والنساء”.

ما جعل إيكوسين تحت أعين السلطات الفرنسية، خطاباته العلنية المنشورة والتي تؤثر على فئة كبيرة من الشباب.

أحد الخطابات التي اتهم بسببها كانت عام 2004 والتي تحدث فيها عن وجود “اتفاق بين الحركة الصهيونية والنظام النازي لتعزيز توطين اليهود في فلسطين”. وتكرر له خطاب مشابه عن مؤامرة يهودية عام 2014، كما وصف الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأنه “مقاتل عظيم ضد الأميركيين” وبكونه “مدافعا عظيما عن الإسلام”.

ووقّع كثيرون عريضة للدفاع عن إيكويسن محتجين على قرار الطرد الذي أصدره دارمانان بحقه، وأصدر 31 مسجدا بيانا في شمالي فرنسا عبروا فيه عن دعمهم للخطيب، مؤكدين أنه ضحية “خطأ واضح في التقييم”.

وأعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في الرابع من أغسطس/آب 2022 أنها رفضت طلبا بتعليق إجراء طرد الداعية حسن إيكويسن إلى المغرب، والمتهم بـ”تبني خطاب الكراهية”.

بعدها بيوم أعلنت المحكمة الإدارية تعليق قرار ترحيل إيكويسن، معتبرة أن ترحيله “سيمس حياته الخاصة والأسرية”، مما جعل الحكومة الفرنسية تلجأ لعرض القضية على مجلس الدولة (أعلى مؤسسة قضائية في فرنسا)، الذي وافق في 30 أغسطس/آب 2022، على ترحيل إيكويسن.

وبعد قرار المجلس داهمت الشرطة منزل الإمام في لورش، قرب فالنسيان شمال فرنسا، من أجل اعتقاله وترحيله، لكن لم تجده، فأشيع أنه قد فر خارج البلاد.