بنكيران: المؤثرون في المشهد السياسي اليوم تجار انتخابات.. ارتفاع الاسعار مشكل ثانوي؟!

0
100

تحاول الكثير من الأسر في المغرب تسيير أمور حياتها بما توفر من موارد محدودة، وسط ارتفاع للأسعار. ويخشى الكثير من المغاربة أن تتضاعف الأسعار بسبب أن رئيس الحكومة المغربية ” عزيز أخنوش” واحد من أهم المستثمرين في المشاريع والإنشاءات داخل المملكة.

عاد الأمين العام لجزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران، مجددا إلى المشهد السياسي من خلال لقاءات  تواصلية مع أعضاء حزبه، حيث قال أمس السبت ، بأن الزيادة الكبيرة في الأسعار مشكل مهم ولكنه ثانوي. حسب تعبيره؟!

ووصف بنكيران في كلمة له أمس الأحد بالمؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية، بمدينة جرسيف، الغلاء في الأسعار، يمكن أن تتحمله الأسر المغربية، مضيفاً، حسب تعبيره ” لكن لا يمكن القبول بالمس بأشياء أخرى مثل تغيير الأساس الشرعي للإرث، والإجهاض، وتفشي المخدرات”.

تكافح العائلات ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض في المغرب من أجل التأقلم مع التضخم وارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، وسط اتهامات للحكومة بالتقاعس.

وانتقد بنكيران تقصير السلطات في وقف تفشي ظاهرة بيع المخدرات، وأكد أن الكثير ممن يشترون أصوات المواطنين في الانتخابات هم أباطرة مخدرات.

واعتبر الأمين العام للحزب الإسلامي أن بيع الأصوات فعل شنيع أكثر من أكل الحرام ومن أكل لحم الخنزير وشرب الخمر.

وأشار المتحدث إلى أن الحياة السياسية بدأت تتحول تدريجيا عن هدف خدمة الصالح العام والمواطن، وأصبح العمل السياسي ليس هو إقناع الناس بإديولوجيا أو إقناعهم بفكرة، بل بات العمل السياسي هو البحث عن أشخاص يملكون كاريزما اجتماعية وقاعدة انتخابية لترشيحهم وكسب المقعد في البرلمان والحكومة.

وسجل أن الأشخاص الذين يؤثثون المشهد السياسي اليوم، إلا قليل منهم، لا مبادئ ولا اديولوجيا لهم، وأغلبهم تجار انتخابات.

وتوقف بنكيران على برنامج حزب التجمع الوطني للأحرار “مئة يوم مئة مدينة” إن الهدف منه هو الأكل والشرب “ويعاودو الخرايف البايتة” والتقاط الصور لإظهارها في التلفاز لينبه. الناس بالحزب، لكن لا أحد مقتنع بهذا الحزب، وما يقومون به مكر وخداع و”ديبشخي”.

وزاد بنكيران “هادو لي فالحكومة مامنهومش، ومكايحسوش بالمواطن ولا يعرفونه ولا يهمهم أمره، ما يهمه هو هل سيبقى رئيسا وهل سيبقى لديه الرضى من فوق”.

وكما أكد الأمين العام للبيجيدي على أنه لا يجوز بيع الصوت أو إعطاؤه بناء على الانتماء القبلي، شدد على عدم التصويت بضغط وتوجيه من رجال السلطة، مشيرا إلى أنهم وُضعوا لخدمة المواطنين وليس للتسلط عليهم، وينبغي منعهم من ذلك، وألا يخاف الناس منهم. 

على مستوى الإنجازات، لم يستطع بنكيران النجاح بالانتخابات الجزئية (انتخابات برلمانية تمّت إعادتها من طرف المحكمة الدستورية) التي عرفتها كلٌّ من مكناس والحسيمة، فيما انخرط في رحلات جهوية للإشراف بشكل شخصي على 12 مؤتمرًا جهويًا لإعادة الهيكلة التنظيمية للحزب.

خطاب قيادة الحزب اتّسم بالاختلاف حدّ التناقض، بين مواقف الحزب وهو على رأس الحكومة لولايتين، ومواقفه وهو في صفوف المعارضة عقب الانتخابات التشريعية.

وعمل بنكيران خلال تصريحاته الإعلامية، على التذكير بالمسار الذي قطعه الحزب من التكوين للصعود ثم الأفول، والمواقف التي كانت له خلال احتجاجات 20 فبراير والموقف من الملكية.

واستغلّ كلّ فرصة للكلام حول القضايا الهويّاتية، للخروج والتأكيد على أن الحزب لا زال محافظًا على المرجعية الإسلامية.

وقال رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية، إن “حزب العدالة والتنمية لا زال يعيش على وقع صدمة السقوط خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة”.

واعتبر لزرق في تصريح للأناضول، أن “الصدمة لم تهضم بعد بالنسبة للحزب خاصةً مع حلوله في المرتبة 8”.

وشدّد على كون العدالة والتنمية “حزب له دور في المشهد السياسي المغربي يضمن التعددية السياسية”.

وقال لزرق إن “بنكيران حاول مع عودته اللعب على القضايا الاحتجاجية، كما اعتمد العزف على التابوهات (القضايا الخلافية أو المحظورة) وقضايا الحريات الفردية، للعودة للكتلة الناخبة الحاضنة له تاريخيًا”.

ورأى أن “هناك تنصّلًا من مواقف الدولة، في محاولة لتوسيع شريحة المتعاطفين، لكنه لا يلاقي التعاطف السابق نفسه”.

من جانبه، وصف حسن حمورو، رئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية، الانتخابات التي أسقطت العدالة والتنمية بـ”السيئة” ابتداءً من الترسانة القانونية والممارسات التي واكبت يوم الانتخابات وما تلاه، وهو كلام موثق من مختلف الأحزاب التي أصدرت بيانات احتجاج خدشت مشروعية ومصداقية الانتخابات”.

واعتبر حمورو في تصريح لوكالة الأناضول، أن “المغرب يعيش تبعات هذه الانتخابات من خلال نخبٍ متسلطة على المؤسسات، ثبت أنها غير معنية بتدبير مبادرات التنمية بقدر ما هي معنية بتحسين بعض الامتيازات المشروعة وغير المشروعة”.

واعترف بكون “حزب العدالة والتنمية لا زال يعيش وضعًا صعبًا”، وأضاف أنه “تجاوز مرحلة الخطر، ويخرج من غرفة الإنعاش التي دخلها بعد الانتخابات رويدًا رويدًا”.

وقال إن “الحزب يستعيد عافيته التنظيمية وثبتت صحة الاختيار لعودة عبد الإله بنكيران على رأس الحزب”.

وكشف أن “هناك محاولات جادّة من خلال إعادة بناء الحزب وبناء الآلة التنظيمية”.

ورأى حمورو كمؤشرٍ لذلك “النجاح الذي عرفته المؤتمرات الجهوية الاثنا عشر والتي أشرف عليها الأمين العام بشكلٍ شخصي”.

وبحسب المسؤول الحزبي، فإن “المؤتمرات المجالية ستسمح للحزب أن يعيد ترتيب أوراقه وآلته التنظيمية”.

واعتبر أن هناك “مؤشرات لعودة الروح للحزب لممارسة دوره وواجبه في الحياة السياسية من خلال المواقف التي تعبر عنها الأمانة العامة، والأمين العام من خلال بعض خرجاته (ظهوره الإعلامي)، والمجموعة النيابية للحزب رغم العدد القليل”.

وقال حمورو إن “الحزب ماضٍ على درب استعادة عافيته، رغم كونه يعيش وضعًا صعبًا من خلال الانتخابات الجزئية الماضية، وبعض الخلافات في الرؤى التي تبرز من الحين للآخر بين الأمانة العامة وبعض القيادات السابقة والتي قدّمت استقالتها، ومع ذلك لا زالت تناوش داخل الحزب”.

واعتبر أنه “على العموم، الحزب يستعيد عافيته، وأطروحته لا زالت صالحة ومقبولة ومطلوبة في المشهد السياسي الوطني، رغم أنها تحتاج لنفض الغبار للتمثل الحقيقي للمبادئ والقناعات التي يمثلها الحزب”.

ولفت حمورو إلى أن “الحزب يحتاج لنوع من الالتفاف حول الأمين العام والأمانة العامة، ليستمرّ مسار التعافي التنظيمي وداخل الحياة السياسية الوطنية”.