أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، توصل المملكة المغربية الشريفة ودولة إسرائيل إلى اتفاق من أجل إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين الشقيقين.
وكتب ترامب، في حسابه عبر تويتر: ” اتفقت صديقتانا العظيمتان إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة – اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط!”
وأضاف ترامب أنه وقع على إعلان بموجبه تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء المغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ سبعينات القرن الماضي.
Another HISTORIC breakthrough today! Our two GREAT friends Israel and the Kingdom of Morocco have agreed to full diplomatic relations – a massive breakthrough for peace in the Middle East!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 10, 2020
وقال ترامب إن “اقتراح المغرب الجاد والواقعي والجاد للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار”.
Today, I signed a proclamation recognizing Moroccan sovereignty over the Western Sahara. Morocco's serious, credible, and realistic autonomy proposal is the ONLY basis for a just and lasting solution for enduring peace and prosperity!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 10, 2020
وأشار ترامب إلى أن المغرب اعترفت بالولايات المتحدة في 1777 “ومن ثم فإنه من المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية”، على حد قوله.
وكشف ترامب، في البيان، أن أمريكا تعتزم”فتح قنصلية في إقليم الصحراء المغربية، في الداخلة، لتعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية للمغرب”.
وتعتبر المملكة المغربية الشريفة رابع بلد عربي منذ أغسطس يعقد اتفاق من أجل إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، أما الدول الأخرى فكانت الإمارات والبحرين والسودان.
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ومنح تحليقات جوية ورحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين.
وقال جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض لرويترز: “إنهم سيعززون التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية.. إنهم سيعيدون فتح مكاتب الاتصال الخاصة بهم في الرباط وتل أبيب على الفور بنية فتح سفارات”.
وتابع قائلا: “اليوم، حققت الإدارة إنجازا تاريخيا آخر.. توسط الرئيس ترامب في اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل وهو الاتفاق الرابع من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية – إسلامية في أربعة أشهر”.
وأفاد بأنه “من خلال هذه الخطوة التاريخية، يبني المغرب على علاقته الطويلة مع الجالية اليهودية المغربية التي تعيش في المغرب وفي جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إسرائيل.. هذه خطوة مهمة إلى الأمام لشعبي إسرائيل والمغرب”.
ويعتبر النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو من أقدم النزاعات المسلحة في افريقيا وفشلت كل جهود الأمم المتحدة للسلام بين الطرفين لكنها نجحت في وقف إطلاق النار بينهما في العام 1991.
ويقترح المغرب مبادرة الحكم الذاتي للإقليم تحت سيادته، بينما ترفضها جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر مطالبين بالانفصال التام عن المغرب.
وقال الملك المفدى حفظه الله ورعاه إن المغرب “سيبقى، إن شاء الله، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية”.
أكثر من ثلثي وزراء حكومة بنيامين نتانياهو ذو الأصول المغربية
ويتعلق الأمر بكلّ من،إيلي يشاي، وزير صناعة إسرائيلي وزعيم حزب شاس اليهودي سابقًا؛ عمير بيرتز وزير دفاع إسرائيلي سابقًا وحاليًا، شلومو بن عامي مؤرخ وأستاذ جامعي ووزير خارجية سابق وسياسي إسرائيلي كبير، والذي وُلد في المغرب سنة 1943 وهاجر إلى إسرائيل سنة 1956، وكان سفيرًا سابقًا أيضًا لإسرائيل وعضوًا في الكنيسيت الإسرائيلي ضمن قائمة حزب العمال كما تقلد عدة مناصب سياسية وأكاديمية أخرى؛ ديفيد ليفي، وزير خارجية في إسرائيل ويُعدُّ من أبرز السياسيين الإسرائيليين وأستاذ في جامعة بن غوريون ومن رموز حزب الليكود؛ موردخاي فعنونو، عالم نووي إسرائيلي؛ شلومو عمار، من مواليد مدينة الصويرة، وهو الحاخام الأكبر لمدينة نتانيا؛ موريس ليفي، من مؤسسي المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيس مجلس إدارة مجموعة بوبليسيس الإعلانية، ثالث أكبر مجموعة إعلامية في العالم؛ دومينيك ستراوس كان، إسرائيلي يحمل الجنسية الفرنسية تولى رئاسة صندوق النقد الدولي لفترة معينة..
هؤلاء وآخرون من الساسة الإسرائيليين هم مغاربة في الأصل، وشاءت الظروف أن يهاجروا إلى إسرائيل التي احتلت الأراضي العربية وأسست دولتها هناك على أنقاض هزائم العرب المتتالية بدءًا بالنكبة في سنة 1948 ومرورًا بهزائم أو نكسات 1956 و 1967 و1973 و 1982، وهو ما ليس هذا مقامه للخوض فيه.
ويعيش اليوم أكثر من مليون يهودي هاجروا المغرب نحو ادولة إسرائيل العظمى ليشكلوا أكبر جالية يهودية هناك؛ والرقم تحديدًا هو 1,285,980 مغربيًّا من المتديّنين اليهود، الذين هاجروا من المغرب إلى إسرائيل في المرحلة الممتدة ما بين 1948 و2012؛ وتشير مصادر إلى أن هجرة اليهود المغاربة نحو إسرائيل شهدت أوجها خلال الفترة ما بين 1961 و1971 من القرن الماضي؛ حيث بلغ عدد المغاربة اليهود الذين هاجروا إلى الدولة العبرية 130507 مواطنين، وبلغ عدد المهاجرين من اليهود المغاربة الذين توجهوا إلى فلسطين، بعد تأسيس إسرائيل في الفترة الممتدة ما بين 1948 و1951 ما يناهز 28263 مغربيًّا، وليتجاوز العدد 95945 مواطنًا مغربيًّا يهوديًّا ما بين 1952 و1960، وهاجر نحو 2509 مغاربة يهود إلى إسرائيل في العقد الأول من القرن الجاري، وفي سنة 2011 هاجر ما يزيد عن 193 يهوديًّا مغربيًّا، ثم 191 مواطنًا مغربيًّا يهوديًّا في 2012.
وقد كان قرابة 300 ألف يهودي يعيشون في المغرب قبل قيام إسرائيل، مما جعلهم أكبر جالية يهودية في العالم الإسلامي، إذ يعود وجودهم لأكثر من ألفي عام عززته موجات من اللاجئين وخصوصًا من الأندلس بعد سيطرة الكاثوليك على إسبانيا أواخر القرن الخامس عشر، أما الآن ففي المغرب التي يسجل فيها المسلمون أكثر من 99%، يظهر من أرقام الطائفة اليهودية، أن عدد اليهود في المغرب يتراوح ما بين 4-5 آلاف يهودي، بينما يبلغ عدد اليهود من أصل مغربي المنتشرين في العالم حوالي مليون شخص.
لحظة تاريخية: اتفقت إسرائيل والمغرب على تطبيع العلاقات بينهما. المغرب هي الدولة السادسة، بعد مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان، التي تطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل. 🇮🇱🇲🇦 pic.twitter.com/Rbnshv3pou
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) December 10, 2020