توافق مصري مغربي يعيد الملتقيات الليبية للمملكة..الدبيبة يؤكد ان طرابلس لن تنسى اعتداءات مجموعات موالية لباشاغا

0
220

تشير أوساط  مغربية، إلى أن تنسيقا مغربياً مصرياً، بشأن الملف الليبي، على اثر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري، للمغرب، ولقاءه بعدد من المسؤولين بالمملكة، سمح بإعادة اللقاءات الليبية -الليبية للمغرب، بعد أشهر من توقفها.

وترى ذات الأوساط الديبلوماسية، بأن هناك قناعة مغربية مصرية ، بكون حل الأزمة الليبية، شأن ليبي- ليبي، وأن التوافق بين الاطراف هو السبيل الوحيد  للوصول لأجندات انتخابية شفافية متوافق حولها، تسمح للشعب الليبي بكل مكوناته باختيار حر لممثليه ومؤسساته السيادية.

وتعتبر ذات المصادر، بأن دور دول الجوار والأشقاء، يجب أن يقتصر على ” المصاحبة” و ” تذليل الصعوبات” أمام المتفاوضين، مشيرة إلى أن الحل العسكري ، أصبح خطأ احمر في هذه المرحلة، على أن ذلك “لن يمنع لجوء المؤسسات المنتخبة لاستخدام القوة من أجل توحيد المؤسسات الامنية وتحييد المليشيات والمسلحين الأجانب بدعم من المجتمع الدولي، بعد استنفاذ كل السبل السلمية الممكنة”. 

ويرى المغرب بحسب التصريحات الرسمية أن حل الأزمة الليبية “لا يمكن إلا أن يكون ليبياً، ولا يمكن أن يأتي من الخارج”، وأن التدخلات والمبادرات الأجنبية “تعقّد الوضع وتخلق مشكلات أكثر”، وأن الأمم المتحدة هي “المظلة الوحيدة المناسبة لإيجاد حل للأزمة الليبية”.

في نفس السياق تبادل رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا الاتهامات بشان المسؤولية عن أعمال العنف التي شهدتها العاصمة طرابلس اليوم الثلاثاء.

واتهم باشاغا في سلسلة تغريدات نشرت في حسابه على تويتر الدبيبة ، “باستخدام القوة في مواجهة السلام”.

وأضاف “رغم دخولنا للعاصمة دون استخدام العنف وقوة السلاح واستقبالنا من قبل أهل طرابلس، فوجئنا بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية”.

وأضاف أن “تعريض سلامة المدنيين للخطر جريمة يعاقب عليها القانون ولا يمكن أن نساهم في المساس بأمن العاصمة و أهلها الآمنين”. متابعا “جئنا بالسلام وللسلام وبالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية نزعنا فتيل الفتنة ولم نرض بمجاراة الخارجين عن القانون وتعريض المدنيين للخطر” في إشارة إلى سبب خروجه من العاصمة.

وختم باشاغا تغريداته بالقول”لسنا طلاب للسلطة بل عاقدين العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة دولة يسودها القانون ولا يحكمها منطق العنف والفوضى الذي ترعاه الحكومة منتهية الولاية”.

من جانبه هاجم الدبيبة باشاغا قائلا إن من يريد حكم البلاد فعليه التوجه للانتخابات.

واضاف خلال جولة تفقدية للأضرار التي خلفتها اشتباكات مسلحة في طرابلس بين قوات مواليه له ومجموعات تابعة لباشاغا الذي ادى زيارة الى عدد من احياء العاصمة مخاطبا المتجمهرين “ناوين الشر وناوين الحرب والدمار” في إشارة إلى باشاغا والكتائب الموالية له.

وأضاف، وفق فيديو مصور له اثناء جولته التفقدية نشرته “منصة حكومتنا” على فيسبوك، “جاؤونا في عقاب (آخر) الليل وكسروا ودمروا تسببوا في خسائر لأرزاق الناس والليبيين”.




وأردف الدبيبة “إذا كانوا يريدون الكرسي فعليهم التوجه إلى الانتخابات”.

وخاطب أحد المتضررين: “نعتذر عن هذا العدوان القادم من أقصى البلاد بالسلاح، وسنقوم بتعويض كل المتضررين”، وأضاف: “لن ننسى من اعتدى علينا”.

وأعلن الدبيبة “تشكيل لجنة لتقييم الأضرار وتقديم التعويضات المناسبة للمواطنين بالتنسيق مع المجلس البلدي طرابلس المركز في غضون 3 أيام”.

وعاد الهدوء إلى العاصمة الليبية طرابلس عقب الاشتباكات حيث قال شهود عيان إن “الهدوء يسود جميع مناطق العاصمة طرابلس منذ ساعات بعد اشتباكات عنيفة شهدتها خلال ساعات الليل وفجر اليوم الثلاثاء”.

https://twitter.com/AbdelhamiDebib/status/1526641575731814402

وذكر الشهود، أن آليات عسكرية تنتشر بشكل محدود في بعض مناطق طرابلس.

وافاد اعلاميون وشهود عيان بأن اشتباكات اندلعت بين مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الدبيبة، وأخرى داعمة لباشاغا بعد ساعات من وصول الأخير إلى المدينة لمباشرة أعمال حكومته.




وذكروا أن الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة، واندلعت في مناطق متفرقة من طرابلس خاصة منطقتي “المنصورة” و”جزيرة سوق الثلاثاء” القريبتين من مقر كتيبة “النواصي”.

وكتيبة “النواصي” أعلنت في بيان سابق صباح الثلاثاء، مباركتها وصول باشاغا إلى العاصمة الليبية واستعدادها لتقديم الدعم له بكل الطرق الممكنة.

وإثر الاشتباكات وهجوم مسلح استهدف مقر كتيبة “النواصي”، غادر باشاغا طرابلس، في عملية تولت تأمينها كتيبة تابعة لوزارة الدفاع المنتهية ولايتها.




وقال مصدر يتبع لوزارة الداخلية، إن باشاغا غادر طرابلس وذلك إثر تعرض مقر كتيبة “النواصي” التي استقبلته وأعلنت دعمها له فور وصوله إلى المدينة، لهجوم مسلح.

وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، بأن الكتيبة “444” التابعة لوزارة الدفاع تولت عملية تأمين خروج باشاغا من طرابلس.

والليلة الماضية، أعلن المكتب الإعلامي للحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، في بيان مقتضب، وصول باشاغا برفقة عدد من الوزراء إلى طرابلس استعداداً لمباشرة أعمال حكومته منها.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة أن “مجموعة مسلحة خارجة عن القانون حاولت التسلل إلى العاصمة طرابلس لإثارة الفوضى باستخدام السلاح”.

وقالت الوزارة، في بيان، “مجموعة مسلحة خارجة عن القانون قامت اليوم بمحاولة التسلل لداخل العاصمة لإثارة الفوضى باستخدام السلاح دون أي مراعاة لأمن المواطنين وسلامتهم وإثارة الرعب بينهم”.

وأضافت “الأجهزة العسكرية والأمنية تعاملت بإجراءات حازمة ومهنية بمنع هذه الفوضى وإعادة الاستقرار للعاصمة، ما أدى إلى فرارها (المجموعات المسلحة) من حيث أتت”.

وذكرت أن “هذه العملية الصبيانية المدعومة بأجندة حزبية (دون ذكر تلك الأحزاب) قد تسببت في أضرار بشرية ومادية ما زالت أجهزة الدولة تعمل على حصرها ومعالجتها”.

وشددت وزارة الدفاع، على أنها “ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المس بأمن المواطنين وسلامتهم وستطارد كل المتورطين في هذا العمل الجبان مهما كانت صفاتهم”.

وكان لافتاً، في يناير الماضي، تأكيد السفير المصري في الرباط، ياسر مصطفى كمال عثمان، في تصريحات صحافية، أن بلاده “تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية”، وأنها لا تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” ولا تقيم أي علاقات معها.

ويأتي ذلك في ظل خلافات بين مصر والجزائر بشأن الملف الليبي. ففي الوقت الذي تدعم فيه الجزائر حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، وتحظى بدعم دولي وأممي، تساند مصر الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، فيما تتقاطع معلومات من القاهرة والجزائر وتفيد بتحذير الجزائر لمصر من خطورة اتخاذ أي خطوات تعزز الانقسام وتحاول فرض خيارات محددة في ليبيا.