جلالة الملك المفدى يستقبل معالي رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بالقصر الملكي بالعاصمة الرباط

0
123

استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بحضور مستشار الملك السيد علي فؤاد الهمة ووزرير الخارجية ناصر بوريطة في القصر الملكي بالرباط، فخامة السيد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، الذي يزور البلاد.

وصل قبل قليل، من مساء اليوم الخميس، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى مطار الرباط – سلا في زيارة للمملكة، بدعوة من الملك محمد السادس، على أساس أن يلتقي رئيس الحكومة الإسبانية بالملك محمد السادس على مائدة الإفطار.

وبحسب بيان الديوان الملكي،“استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم بالقصر الملكي بالرباط، فخامة السيد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، الذي يقوم، بدعوة من جلالة الملك، بزيارة للمغرب، في إطار مرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية.

ويأتي هذا الاستقبال امتدادا للمحادثات الهاتفية التي جرت في 31 مارس بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، وتجسيدا للرسالة التي وجهها في 14 مارس السيد بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك، والتي التزمت فيها الحكومة الإسبانية بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين المملكتين، قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل.

كما أن هذه الدينامية الجديدة تتوخى لأن تكون صدى لنداء جلالة الملك في خطاب 20 غشت 2021 لتدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين.

وخلال هذا الاستقبال، حرص فخامة السيد بيدرو سانشيز على تجديد التأكيد على موقف إسبانيا بخصوص ملف الصحراء، معتبرا المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف.

وبهذه المناسبة، جدد جلالة الملك ورئيس الحكومة الاسبانية تأكيد الإرادة في فتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، قائمة على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق.

وتم الاتفاق، في هذا الإطار، على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق تغطي جميع قطاعات الشراكة، تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب رئاسة الحكومة الإسبانية “سيتم تطوير هذه المرحلة الجديدة بناء على خارطة طريق واضحة وطموحة. كل هذا من أجل ضمان الاستقرار، السيادة، الوحدة الترابية وازدهار بلدينا” وتابع”ندشن اليوم مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب، تقوم على الاحترام المتبادل، تطبيق الاتفاقات، عدم اللجوء إلى الإجراءات الأحادية، الشفافية والتواصل الدائم.  اللقاء الرسمي بين الملك المغربي ورئيس الحكومة الإسباني سيمتد إلى غاية الساعة التاسعة مساء، مع إمكانية أن يُلقي بيدرو سانشيز تصريحه الصحافي لوسائل الإعلام في المساء.

ويرافق سانشيز خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خلال الزيارة الدبلوماسية التي يقوم بها إلى العاصمة الرباط بعد عودة العلاقات السياسية إلى وضعها الطبيعي.

وكان رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، قد قال في وقت سابق، إن “الموقف الإسباني الجديد بخصوص الصحراء، يمثل استمرارية في السياسية الإسبانية منذ حكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.”

وتهدف الزيارة التي تستمر حتى الجمعة، إلى وضع “خارطة طريق طموحة تغطي جميع قطاعات الشراكة، وتشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك”، بحسب البيان.

من بين تلك القضايا العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، الشريك التجاري الأول للمملكة. ويعتقد الباحث المتخصص في العلاقات المغربية الاسبانية نبيل دريوش أن “الملف الاقتصادي سيكون القاطرة التي تجر علاقات البلدين في هذه المرحلة الجديدة، التي تبدو جد واعدة”.

يرتبط الجاران أيضا بملف محاربة الهجرة غير النظامية. كما يرتقب أن تسرع عودة المياه إلى مجاريها بين البلدين فتح حدودهما لاستئناف نقل المسافرين، على الخصوص في فترة العطلة الصيفية التي تشهد عبورا مكثفا للمهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا، وهي عملية استثنى منها المغرب الموانئ الاسبانية الصيف الماضي.

ومن القضايا المشتركة أيضا يوجد موضوع حركة تهريب البضائع من جيبي سبتة ومليلية، التي أوقفها المغرب في 2019. وكذا ترسيم الحدود البحرية.

وأُضيف مؤخرا التعاون في مجال الطاقة إلى الملفات المشتركة بين البلدين، بعدما بات المغرب يعول على استيراد الغاز الطبيعي المسال عبر اسبانيا، إذ سمحت مدريد باستيراد الغاز عبر خط الانابيب المغربي الأوروبي “جي إم إي” الذي كانت الجزائر تستخدمه لتصدير الغاز إلى أوروبا قبل أن تتوقف عن استخدامه في نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

وباتت المصالحة ممكنة بين الرباط ومدريد بعدما أعلنت الأخيرة تأييد خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، باعتباره “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول المستعمرة الاسبانية سابقا، في تغيير جذري تجاه النزاع.

واعتبر هذا التحول انتصارا تاريخيا في المغرب. وهو يقترح منح المنطقة الصحراوية الشاسعة التي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحتها، حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته كحل وحيد للنزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة بالانفصال عن المملكة.

يتوقع مدير برنامج شمال إفريقيا في “مجموعة الأزمات الدولية” ريكاردو فابياني أن لا يحدث الموقف الاسباني الجديد “تغييرا في الحال، لكن على المدى البعيد سيصير هامش خيار الاستقلال ضيقا أكثر فأكثر”، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس.

وأنهى هذا التحول أزمة دبلوماسية حادة منذ عام بين الرباط ومدريد، اندلعت بسبب استضافة اسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج “لأسباب إنسانية”.

وأثار ذلك سخط الرباط، التي أكدت أنه دخل إسبانيا آتيا من الجزائر بوثائق مزورة وهوية منتحلة، وطالبت بتحقيق شفاف.