توفيت الفنانة الشعبية شامة الحمومي المعروفة بـ“شامة الزاز“، مساء اليوم الاثنين، بمدينة تاونات، الواقعة شمال المغرب، عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وكانت الحالة الصحية لأيقونة الأغنية الشعبية قد ساءت في الآونة الأخيرة، حيثُ أجريت لها مجموعة من الفحوصات بمدينة فاس، وكان من المرتقب أن تجري عملية جراحية على مستوى القلب.
نظمت شامة كلمات ما يزيد على 50 أغنية، وكانت في تلك التي ألفتها ولحنتها أو تلك التي غنتها تعبر عن معاناتها كامرأة وأرملة مسؤولة عن ولدين، حكت فيها عن صبرها وجهدها حتى توفر لهما الحياة الكريمة، غنت لهما في إحدى أغانيها “أولادي والزمن حار باباكم مات وخوات علي الدار” أي “يا أولادي إن الزمن قاس، والدكم مات وأصبح المنزل فارغا”.
وقد ساهم المطرب هذا الثنائي الرائع، محمد العروسي وشامة الزاز في التعريف بفن الطقطوقة الجبلية وتعزيز اهتمام الشباب به، ونشره عبر التراب الوطني وحتى بخارجه.
ترملت شامة وهي في الـ17 من عمرها بعد زواج لم يستمر سوى أربع سنوات، ومنذ ذلك الحين وهبت حياتها لرعاية ولديها وللغناء في منطقة محافظة تطغى عليها ثقافة العيب والممنوع.

شامة الزاز مع وزير الثقافة المغربي السابق خلال تكريمها
شامة الزاز هي واحدة من النساء الجبليات القليلات اللواتي اقتحمن عالم العيطة الذي كان يحتكره الرجال وتحدين ما يقال إنه “العيب” في المنطقة، هكذا يتحدث الباحث في التراث الجبلي عبد الواحد الذهبي عن واقع فنانات العيطة.
وتعرف الأغنية الجبلية بالمحاورات التي تكون بين مغن ومغنية بشأن قضايا اجتماعية وهموم إنسانية، ومن أشهر المحاورات تلك التي كانت بين رائد الأغنية الجبلية ومجددها الراحل محمد العروسي وشامة الزاز، وهي محاورات مشهورة وخالدة تتناقلها الأجيال وترددها.
أما العيوع فهو فن غنائي نسوي مرتجل كانت تؤديه النساء أثناء الحصاد والاحتطاب وجني الزيتون، ثم انتقل إلى خشبة المهرجانات عن طريق الراحل محمد العروسي وشامة الزاز، كانا يفتتحان الأغنية بارتجال مقاطع شعرية تعبر عما يدور بخلدهما وما يخالجهما من حالات نفسية.