نادية محروز
تساؤلات مشروعة من اجل مصالحة خاصة في وحدتنا الترابية ؟ لماذا ؟ الدولة المغربية لم تبحث عن مصير محمد بصير ولد الشيخ سيدي إبراهيم البصيري أقدم مفقود منذ اندلاع مقاومة الاستعمار في الأقاليم الصحراوية ولم تسعى أيضا لإزالة اللثام عن ملابسات اختفاء الولي مصطفى السيد ؟
في شهر يونيو منذ سنوات خلت وفي يوم 17 من سنة 1970 ثم اختطاف وإخفاء محمد بصير رمز المظاهرات النضالية ضد المستعمر الاسباني آنذاك و حينها كانت ردة فعل اسبانيا عنيفة وصادمة للمجتمع الصحراوي المسالم ! ولم يسأل عنه احد إلا لماما ، ومرت السنوات وقمعت انتفاضة الطانطان سنة 1972 رغم شعارها الوطني الوحدوي المرفوع “نحن جنود الحسن من اجل تحرير الوطن” ، وساد سوط أوفقير لوئد الأصوات الوطنية لمخططات مختبئة في نفسه ، ولم يسأل الوطن عن محمد بصير ولا عن المختفون من منتفضي الطانطان.
توالت أخطاء خدام عرش الحسن الثاني رحمه الله المزيفون والطامعون فيه رعاة الانقلابات، فنفر الرفاق وتولد الابن العاق بين صحراء أهل موريتان والجزائر وليبيا ! فتولدت جبهة البوليساريو بحبل سري وطني مغربي لترضع حليب السحالي فتجهر بالانفصال والولاء لاستراتيجيات الحرب الباردة و أطماع دول الجوار في ارض المملكة المغربية و التمني بتقويض عرشها ، و تسلسلت الأحداث ليتحسر السيد الولي سنة 1976 بقولته الشهيرة ” لقد ظلمنا شعبنا” اعترف بها عما يحز في نفسه وما كان يدور في فلكه من خيانات و تلاعب و مخططات مبيتة ، لم يفصح عن شيء لكن رفاقه الشرفاء من بعده تداولوا بعضا مما كان , ليختفي بدوره يوم 9 يونيو من نفس السنة بعد مقولته هاته ! ؟ قتل أم اغتيل أم استشهد في معارك ضد الموريتانيين ، لا محالة موتته كانت غدرا ثانيا بعد الإطاحة به كأمين عام منتخب ، ولكن هل حقا كان يعارض مخططات ليبيا والجزائر ضد المغرب ووحدته وهل حقا قال يوما إن تندوف هي جزء من الجمهورية الصحراوية ! ؟ إن قالها حقا فقد أصاب في ما يضمرون ، فتندوف كانت أرضا مغربية امتداد للصحراء منذ المرابطين و وقوافل تجكانت والركيبات وقبائل اخرى … فلنسأل التاريخ و بئر تندوف وبئر الطنيطنة و قبور الأولياء و مجاري الوديان ! فالقبائل قديما كانت تحدد ترابها بالماء وقبور الأجداد و أولياء الله الصالحين.
اليوم ، الدولة المغربية مطالبة بتحريك عملية البحث التاريخي والتنقيب وراء اختفاء هاذين الشخصين لأنهما كانا في بداياتهما رمزا للنضال وطرد المستعمر الاسباني والركون إلى الولاء للعرش المغربي، فمن المسؤولية الوطنية السعي للكشف عن الحقائق وكسر أساطير العداء للمغرب حتى تكف اسبانيا والجزائر و البوليساريو من استغلال الاسمين في الابتزاز و حشد التعاطف وتجييش العقول ضد المغرب وتصحيح ما يمكن تصحيحه من تزوير طال تاريخ المغرب و المنطقة برمتها و ظلم شعوبها.
الداخلية والصحة: عزل قرية وإغلاق معامل للفراولة بمولاي بوسلهام وجماعة الشوافع