صراع أمراء أبو ظبي على السلطة يشتعل.. تسريبات محمد بن زايد يضغط لتعيين نجله خالد وليا لعهد أبوظبي!

0
141

كشف المغرد القطري الشهير “بوغانم” عن تسريبات تشير إلى اشتعال الخلافات بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وأشقائه، بسبب رغبته في تعيين نجله “خالد” وليا للعهد.

وقال “بوغانم” في تغريدة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “أحاديث بدأت تطفوا على السطح وسط ارتفاع وتيرة خلاف الأشقاء في أبو ظبي بسبب اصرار محمد بن زايد على وضع ابنه خالد ولياً للعهد”.

ولفت “بوغانم” إلى أن أشقاء الرئيس الإماراتي طحنون بن زايد وهزاع بن زايد وكذلك جميع أعمام سلطان بن خليفة بن زايد، يرفضون الأمر جملةً وتفصيلاً.

وبحسب التسريبات، فإن أعمام الشيخ “سلطان” الابن البكر للرئيس الراحل خليفة بن زايد يرَونَ انه إذا كان الحكم من الأب للابن فالأحقية لسلطان بن خليفة بن زايد، وأنه إذا كانت من الإخوة فإنّ طحنون بن زايد الذي يشغل منصب رئيس مجلس الامن القومي الإماراتي هو الأحق بالمنصب.

https://twitter.com/DOHA__1973/status/1597695570369728513

 

يشار إلى أنّ الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان الأبن البكر للرئيس الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، يشغل منصب مستشار رئيس الدولة، ورئيس مجلس إدارة شركة إس بي كيه القابضة.

ويأتي هذا الحديث عن تصاعد واشتعال الصراع بين الأشقاء على السلطة في الإمارات بعد وقت قصير جداً مما كشفه موقع “تاكتيكال ريبورت” الاستخباري، بأن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، يتخذ خطوات متدرجة لتدعيم مركز نجله “خالد” لتولي منصب ولاية عهد أبو ظبي.

وأضاف الموقع، أن خالد بن محمد بن زايد الذي يتولى رئاسة جهاز أمن الدولة منذ 2016 ونائب مستشار الأمن الوطني بدرجة وزير، أضيف له منصب جديد، وهو رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وقال الموقع نقلاً عن مصادر دبلوماسية، إنّ خالد بن محمد بن زايد يحشد الدعم حالياً، لتولي المنصب السابق لوالده، والذي شغله لسنوات عديدة قبل أن يتولى رئاسة الدولة.

ولفتت المصادر، إلى أنه هذه المساعي من قبل خالد بن محمد بن زايد، تأتي لضمان توليه منصب رئيس الإمارات مستقبلاً وتجاوز أعمامه.

وقال الموقع، إن “خالد” الذي يشغل حالياً منصب رئيس أمن الدولة الإماراتي ونائب مستشار الأمن القومي، على يقين تام من تعيينه في نهاية المطاف في منصب ولي عهد أبوظبي.

ونوّه الموقع الاستخباري إلى أنّ سلطات خالد بن محمد بن زايد، تتزايد تدريجياً على حساب أعمامه وشيوخ آل نهيان، غير أن ذلك يجابَه بمعارضة واسعة داخل آل نهيان، التي تقاوم لمنع تفرد محمد بن زايد وأبنائه بالحكم والسلطة.

وقال، إن أبرز المعارضين لتولي “خالد” منصب ولي العهد، هو طحنون بن زايد رجل الأمن والاقتصاد القوي في الإمارات، ومنصور بن زايد المسيطر على استثمارات هائلة للإمارات خارجياً، مع الإشارة إلى إقصاء أبناء الرئيس السابق خليفة بن زايد عن المشهد كلياً.

وفي مايو الماضي، أكدت مصادر دبلوماسية متطابقة، أن رئيس الإمارات محمد بن زايد يضغط على أشقائه للقبول بتعيين نجله الأكبر خالد وليا لعهد أبوظبي ما يمهد لخلافته مستقبلا في رئاسة الدولة.

وكشفت المصادر ل”إمارات ليكس”، أن سبب امتناع محمد بن زايد حتى الآن عن تسمية خليفته في ولاية عهد أبوظبي هو رغبته في تعيين ابنه خالد ورفض أشقائه لذلك.

وأوضحت المصادر أن منصب ولي عهد أبوظبي يعد عمليا بمثابة المدخل لتولي الإمارات مستقبلا وهو ما حدث مع محمد بن زايد الذي كان يعد الحاكم الفعلي للدولة خلال سنوات تغييب أخيه غير الشقيق خليفة بن زايد.

وتم الإعلان عن وفاة خليفة بن زايد يوم الجمعة الماضي بعد أن ظل غائبا عن مشهد الحكم منذ عام 2014 جراء إصابته بجلطة دماغية في ظروف غامضة ليصبح محمد بن زايد خليفته رسميا.

وأشارت المصادر إلى أن محمد بن زايد عمل منذ سنوات لتجهيز نجله خالد للحكم إذ أن عملية إعادة تنظيم مؤسسات أبوظبي الحكومية أكدت بشكل متتابع الصعود المطرد لخالد في مواقع السلطة.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019 انضم خالد إلى مجلس أبوظبي التنفيذي، والذي يعتبر الهيئة الحاكمة لأقوى إمارة في دولة الإمارات.

ثم في ديسمبر/كانون الأول 2020 انضم إلى مجلس الإدارة التابع للمجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية، وهو هيئة جديدة تشرف على اقتصاد أبوظبي، بما فيها القطاع الحيوي للنفط والغاز.

وفي مارس/آذار، تم تعيينه في المجلس، المشكل حديثاً، لشركة النفط الوطنية في أبوظبي، وهي الشركة المملوكة من الدولة والمصدر الرئيسي لثروة الإمارة.

وفوق ذلك، فهو رئيس المكاتب التنفيذية لقطاعي السياسة والبترول، وهذا يمنحه خبرة في القيادة ونفوذاً واسعاً في الجوانب السياسية والاقتصادية للإدارة الحكومية.

إلى جانب ذلك تولى خالد محمد بن زايد رئاسة جهاز أمن الدولة الذي يعد أكثر سطوة في الإمارات ما مكنه من تعزيز سلطاته على حساب أعمامه وأفراد عائلة آل نهيان.

من جهتها قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن الإمارات تنتشر فيها التكهنات حول من سيختاره محمد بن زايد وليا لعهده، في وقت يتوقع فيه أن يعين ابنه كخليفة له.

وذكرت الصحيفة أنه “في الوقت الذي تدفق فيه قادة العالم على الإمارات لتقديم التعازي بوفاة حاكمها الشيخ خليفة، فقد ضجت المحافل الدبلوماسية بالتكهنات حول قيام خليفة الرئيس الراحل بكسر التقاليد المعمول بها وتعيين نجله وليا للعهد بدلا من أحد أشقائه”.

ونبهت إلى أن ترشيح ولي للعهد يستخدم كإشارة على استقرار في أبو ظبي، الإمارة الغنية بالنفط والتي تقود الدولة ويتمتع حاكمها بقوة وتأثير في المشاورات بين أشقائه وإخوته وبقية العشائر القوية.

وقبل عقدين من الزمن أشار مؤسس الإمارات الشيخ زايد والد الشيخ خليفة والشيخ محمد وبقية المسؤولين المؤثرين إلى أن الحكم يجب أن يتداوله أبناؤه. وهناك الكثيرون يتوقعون من الحاكم القوي البالغ من العمر 61 عاما، أن يختار ابنه خالد.

وتقول سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ” هناك مظاهر قلق من رغبة محمد بن زايد بإنشاء عائلته الحاكمة واختيار خالد. وسيكون تحولا كبيرا في ديناميات السلطة التقليدية في الإمارات”، مضيفة أن “محمد بن زايد يقوم بعملية مركزة أصلا، ولكن هذه مركزة بشكل مفرط”.

وكولي للعهد على مدى الـ18 عاما الماضية عمل محمد بن زايد على إعادة ترتيب الحكم المحلي وقمع المعارضة المحلية وتدخل في نزاعات من ليبيا إلى اليمن بزعم منع الإسلام السياسي من تعزيز مكاسبه في مرحلة ما بعد الربيع العربي.

وزادت سيطرته بعدما أصيب خليفة بجلطة دماغية عام 2014، وتقاعد من الحياة السياسية. ومنذ ذلك الوقت، أشرفت العائلة الحاكمة على تغييرات محلية جذرية وعملت على علمنة المجتمع ومزقت قواعد اللعبة السياسية بالمنطقة من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ونظرا لسن محمد بن زايد الشاب نسبيا فإنه قد يميل لاختيار ابنه وريثا له أكثر من أشقائه. وبحسب كريستيان أورليتشنسن، الزميل بمعهد بيكر للسياسات العامة في جامعة رايس “من المنطقي أن يظل محمد بن زايد رئيسا لمدة عقدين تقريبا، لكن في حال لم تساعده صحته، فحدسي أنه يريد تسمية واحد من أبنائه كولي للعهد”.

فابنه خالد، 40 عاما تعلم في الولايات المتحدة وبدأ عمله الرسمي بالحكومة في قوات الأمن ليصبح في السنوات الأخيرة مسؤولا عن السياسة المحلية، بما في ذلك جهاز أبو ظبي التنفيذي. وزاد تأثيره بعد تقلده في السنوات الماضية مهام بارزة في الحكومة.

ولو قرر محمد بن زايد مواصلة التقاليد العائلية واختار واحدا من أشقائه، فالمرشح الأبرز هو مستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد.

ولعب طحنون دورا بارزا في التدخلات الإقليمية بالعقد الماضي بما فيها الحرب في اليمن. وأقام في الوقت نفسه علاقات قريبة مع أجهزة الأمن الغربية الحليفة وتولى ملفات دبلوماسية حساسة تتعلق بالعلاقة مع تركيا وإيران مثلا.

ويشرف طحنون على أعمدة اقتصاد أبو ظبي منها الشركة القابضة “إي دي كيو” وأكبر مصرف حكومي “أف إي بي”. ولديه مصالح تجارية خاصة وواسعة بما فيها مجموعة شركات “إي أتش سي” التي تطورت من شركة مزارع سمك لتصبح واحدة من أكبر شركات ابو ظبي بمصالح متعددة وعمليات استحواذ.

وهناك شقيق آخر مرشح وهو الشيخ منصور، نائب رئيس الوزراء ومالك نادي مانشستر سيتي البريطاني ومصالح تجارية أخرى. لكنه ارتبط بفضيحة مالية تتعلق بالشركة الماليزية (1أم دي بي). ومن المرشحين أيضا هزاع والذي تم الحديث عنه كولي عهد في المستقبل ومن سنوات طويلة.

ولا توجد إجراءات لتعيين ولي للعهد، فقد اختار زايد نجله الأكبر خليفة كنائب له عام 1966 وعين قبل وفاته الشيخ محمد بن زايد كنائب لخليفة.

ويرى عدد من المراقبين أن الإعلان عن ولي العهد الجديد سيتأخر لحين انتهاء مدة الحداد وهي 40 يوما. ويقول كريستوفر دافيدسون، الزميل المشارك بجمعية هنري جاكسون إن قوة محمد بن زايد تعطيه الحرية للتحرك “غدا أو بعد عام” ولكنه قد ينتظر “حتى ينجلي الغبار” ويعطي وقتا من أجل تقوية صورة ابنه في الإعلام.

وربما اتبع محمد بن زايد مثال والده بتعيين شقيقه طحنون وليا للعهد وابنه كنائب لولي العهد، بحيث يعطي ابنه وقتا لكي يتعلم ويكبر في الدور. وقالت بيانكو: “يفكرون في عدة خيارات، واحد هو ولي العهد بحكم الواقع” و “هذا خيار يحظى بدعم لأنه لا يوجد مرشح مجمع عليه”.