وزارة الثقافة تُخَصِّصْ 50 مقر للشباب لمتابعة مباراة المغرب والكونغو ..“مجلة ميمونة اليهودية الضحية” أو حين تقرّر الوزارة التهميش والإقصاء الممنهج !؟

0
137
صورة : محسن الإدريسي

جدّد الكاتب والصحافي والإعلامي ، جمال السوسي، الدعوة إلى ضرورة الابتعاد عن الخلفية السياسية في التعاطي مع موضوع التراث اليهودي المغربي. مؤكدا أن دعم مجلة تعني بالثقافة اليهودية المغربية كمجلة “ميمونة” (    https://mimona.org) يعد أمرا بديهيا ينسجم مع قيم التسامح بين الأديان والحضارات والدفاع عن حقوق الأقليات.  ولا يختلف اثنان على أن اليهود المغاربة كانوا ولا يزالون جزءاً لا يتجزء المجتمع المغربي، ولا شك أن البلاد تزخر بثقافة عبرية تسعى البلاد على حمايتها، سواء دستوريا أو عمليا وحتى علميا. 

الرباط – أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أنها ستوفر فضاءات حوالي خمسين من دور الشباب عبر مختلف جهات المملكة لبث المباراة الحاسمة التي ستجمع يوم غد الثلاثاء بالدار البيضاء، المنتخب الوطني المغربي ومنتخب الكونغو الديمقراطية برسم إياب الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022).

وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، في تدوينة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، « كلنا وراء المنتخب الوطني يوم غد، خمسون دار شباب تقريبا بمختلف جهات المغرب ومختلف المناطق الحضرية والقروية ستقوم بفتح أبوابها لمتابعة المقابلة » في مواجهة منتخب الكونغو الديمقراطية.

وأضاف الوزير أنه سيتم الإعلان عن قائمة دور الشباب المعنية على الصفحة الرسمية للوزارة التي « تعبر عن مساندتها للمنتخب الوطني، وتدعو كافة المغاربة للوقوف وراء اللاعبين من أجل التأهل للمرة الثانية على التوالي لكأس العالم » لكرة القدم.

وأوضح السيد المهدي بنسعيد أن الهدف من هذه المبادرة هو تمكين الشابات والشباب الراغبين في متابعة هذه المقابلة المصيرية من مشاهدتها « في أجواء حماسية ».

وجاءت تدوينة الوزير مرفوقة بهاشتاغ تحت مسمى « بقات 90 دقيقة » (بقيت تسعون دقيقة)، وآخر تحت مسمى « دور الشباب مع المنتخب »، إضافة مقطع فيديو ترويجي قصير للمباراة، وملصق وردت فيه عبارة أن الكرة « مامنفوخاش غير بالهوا (الكرة ليست معبأة بلهواء فقط)، بل بالأمل، بالتحدي، بالعز، وبالوطنية ».

ويلتقي المنتخب المغربي و نظيره للكونغو الديموقراطية في لقاء الإياب الذي سيقام على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، ابتداء من السابعة والنصف مساء.

وكان المنتخب المغربي قد انتزع تعادلا ثمينا بهدف لمثله من مضيفه منتخب الكونغو الديمقراطية، في مباراة الذهاب التي جمعت بينهما، يوم الجمعة الماضي على أرضية ملعب  » الشهداء » في العاصمة كينشاسا.

جهود مجلة “ميمونة” اليهودية المغربية للمحافظه على التراث اليهودي ونشر ثقافة التسامح والتعايش

نص دستور 2011 على أهمية الرافد العبري في الثقافة المغربية، معتبرا أنه جزء لا يتجزأ منها ويغني مكونات الهوية الوطنية، مُشددا في ديباجته أن “المغرب دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.

https://mimona.org/musulmans-et-juifs-au-cours-de-lhistoire-les-juifs-du-maroc/

ويؤكد المحللون الدستوريون بالبلاد بأن استحضار الرافد العبري هو وليد دستور 2011 ، إذ لأول مرة ذكر أحد دساتير البلاد اليهودية كأحد مكونات الوطن، إلا أن هذا لا يعني أن الاعتراف بهم كان متواجدا منذ عصور. 

يقول السوسي، مدير نشر مجلة “ميمونة” اليهودية المغربية، إن دستور 2011 شكل استثناء، مؤكداً أنه أول وثيقة دستورية استحضرت المكون اليهودي كجزء لا يتجزأ من مكونات المملكة. 

عام 2013 أصدر صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظهى الله أمرا ساميا بترميم كل المعابد اليهودية بمختلف ربوع البلاد، وهي خطوة لاقت استحسان اليهود، سواء القاطنين بالمغرب وحتى أولئك الذين هاجروا لكنهم دأبوا على زيارة موطن الأجداد كلما تيسر ذلك. 

الملك المفدى محمد السادس حفظه الله شدد في أوامره أنه “لا يجب ألا يقتصر دور هذه الكنس فقط على العبادة، إنما أن تكون أيضا فضاءً للحوار الثقافي وإحياء القيم الحضارية للمغرب”.

وانطلقت ورش كبرى لترميم مختلف المعابد اليهودية، ورغم ذلك وعلى مر السنوات كانت تصدر أوامر ملكية بترميم أحياء الملاح التي تعد جزءا من تاريخ اليهود بالمغرب، وتشهد على ذكريات التعايش بين المسلمين واليهود. 

وأكد الصحافي والإعلامي السوسي”أن عملية ترميم المتاحف اليهودية انطلقت منذ عام 1997، وتم منذ ذلك الحين ترميم أكثر من 9 معابد يهودية، تزخر بالثقافة اليهودية وتضم تراثا وجب الحفاظ عليه لكونه جزءا أساسيا من تاريخ البلاد. 




وقال سامي كاسبي، رئيبس جمعية ميمون للثرات اليهودي المغربي بالعامية الهولندية أمستردام : “سيدنا الملك محمد السادس هو الذي أعطى أوامره للاهتمام بكل ما يهم اليهود من معابد ومزارات، هناك العشرات في الجنوب والشمال وهي التي تربط اليهود المغاربة بمختلف بقاع العالم بأرض أجدادهم”.

وتابع قائلا: “هنالك من اليهود المغاربية الذين يسافرون لـ30 أو 40 سنة لكنهم دائما يعودون إلى هنا لزيارة أرضهم والتعرف على تاريخهم”.  

لا يقتصر الحفاظ على الثقافة اليهودية بالمملكة المغربية الشريفة على المعابد بل يتعداه لإنشاء المتاحف والمعارض اليهودية، وهي أيضا تتم برعاية ملكية. 

آخر المبادرات الملكية التي لاقت استحسانا كبيرا من قبل الطائفة اليهودية بالمغرب كانت زيارة عاهل البلاد في يناير/كانون الثاني من العام المنصرم لمؤسسة “بيت الذاكرة” وهي مساحة روحية وتراثية للحفاظ على الذاكرة اليهودية المغربية وتعزيزها في الصويرة.

للإشارة فكرة ومشروع “بيت الذاكرة ” اول من تقدم بالشروع “جمعية بركة الملاح” و”جمعية ميمون” اليهوديتين لوزارة الثقافة سنة 2016 م ضمن المشاريع التي تدعمها الوزارة ، وكالعادة جميع مشاريع وأفكار الجمعيتين تتبنىها جهات نافذة في البلاد، المهم انزال المشورع على أرض الواقع وتحقيق المشروع، وليس فكرة مَنْ؟!.

المبادرة لاقت استحسانا كبيرا، وأشاد بها المستشار الملكي اليهودي، أندري أزولاي، قائلا “إنها دليل أن المغرب يتذكر تاريخه”، كما أطلق الملك ورشا لتشييد عدد من المتاحف اليهودية في مدن مغربية عدة، منها في المدينة العتيقة بفاس. 

للإشارة فإن المغرب يضم عدد كبير من اليهود الذي فضلوا الاستقرار في المملكة، ورفضوا الهجرة نحو إسرائيل أو أوروبا أو كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن عددهم غير محدد بشكل رسمي، فيما تشير أرقام فدرالية اليهود المغاربة في واشنطن إلى وجود أزيد من مليون يهودي مغربي في إسرائيل.