وزير خارجية روسيا "لا الوباء ولا الحملة الغربية المعادية لروسيا أن تمنع زيادة تطوير العلاقات الروسية المغاربية والإفريقية متعددة الأوجه".

0
118

مع التحضير لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى المغرب، تثار تساؤلات بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، التي لا تستقر على حال.

وتتميز العلاقات المغربية الروسية بتطور مهم على مستوى اتفاقيات التعاون والشراكة، لكن يسجل غياب تطابق مواقف البلدين حول عدد من القضايا.

في هذا السياق، يعتزم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القيام بجولة افريقية خلال شهري يناير وفبراير المقبلين، تشمل زيارة ثماني دول من بينها المغرب، بحسب ما افاد المندوب الرئاسي الروسي الخاص للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوجدانوف، لوكالة أنباء”تاس” الروسية.

وقال الدبلوماسي الروسي في تصريح للوكالة الإخبارية: “لا يمكن للوباء ولا الحملة الغربية المعادية لروسيا أن تمنع زيادة تطوير العلاقات الروسية الإفريقية متعددة الأوجه”.

وكان وزير الخارجية الروسي، قد أجل زيارة كان سيقوم بها للمغرب لترأس اجتماع روسي عربي بمدينة مراكش، دون تحديد الأسباب.

ومن المقرر أن يزور لافروف المغرب لبحث أفق العلاقات الثنائية والأوضاع المتأزمة في منطقة الساحل الإفريقي دون إهمال قضية الصحراء المغربية والحرب الروسية الأوكرانية.

وبحسب تفاصيل زيارته لإفريقيا ، سيزور وزير الخارجية الروسي ثماني دول إضافة إلى المغرب. كشفت وزارة الخارجية الروسية أنها “ستجري اتصالات مع وزراء الخارجية العرب ، بمن فيهم المغاربة”.

وقال انه “تم وضع عدة صعوبات في اتجاه تطوير هذه العلاقات” ، مبينا ان “الاجتماعات مع الدول الافريقية ستوفر تقييما موضوعيا للظروف الجديدة التي نعمل فيها ، وستساعد في توضيح وتحديد الجوانب العملية. لمزيد من التعزيز الديناميكي للتعاون الأفريقي “.

وتحاول الرباط استمالة موقف موسكو من قضية الصحراء الداعمة لأطروحة الجزائر حليفها الرئيسي في المنطقة ، فيما من المعروف أن موقف روسيا الاتحادية ، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي ، لم يتغير. مؤكدا أنه “لا بديل عن التسوية السياسية لنزاع الصحراء إلا على أساس القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي”.

لا يزال موقف الرباط من الحرب في أوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا مخفيًا. في مواجهة القراءات الدولية المختلفة ومحادثات المقاطعة والنقد ، اختارت الدبلوماسية المغربية رفض حل الخلافات بالعنف.

للمغرب والطرفين المتنازعين علاقات اقتصادية مهمة ، خاصة في مجالات استيراد وتصدير المواد الزراعية ، مما يجعل ميزان المصالح عاملاً حاسماً في اتخاذ أي موقف عام من الحرب الحالية.

سجل المغرب أنه يتابع الأزمة التي اندلعت بين الطرفين بقلق وتمسك بوحدة أراضي جميع دول الأمم المتحدة ، رافضًا ضمنيًا استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانتسك ، ودعا إلى حل سلمي للحرب.

وعلى مدار السنوات الماضية، عرفت العلاقات بين البلدين تبادلا للزيارات على أعلى مستوى.

وفي 13 مارس/ آذار 2016، زار حضرت صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس روسيا، في ثاني زيارة من نوعها، بعد الأولى في أكتوبر 2002، حيث جرى خلال الزيارة توقيع 16 اتفاقية بين البلدين.

وفي أكتوبر 2017، وقعت الرباط وموسكو، 11 اتفاقية، ثلاث منها في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة.

وارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين من حوالي 200 مليون دولار عام 2001 إلى 2.5 مليار دولار في 2016.

واحتلت روسيا عام 2016، المرتبة التاسعة في قائمة الدول المصدرة للمغرب والمرتبة الـ22 في قائمة المستوردين منه.

ومنذ يوليوز/ تموز 2005، ألغى المغرب التأشيرة للسياح الروس، وهو ما أدى إلى تطوير السياحة الروسية بالمملكة، بحسب بيانات وزارة الخارجية المغربية.

علاقات دون المستوى المأمول

اعتبر سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “سيدي محمد بن عبد الله” (حكومية)،في تصريح صحفي سابق،  أن “المغرب جعل روسيا خلال العقدين الأخيرين أحد الدول الأساسية في استراتيجية تنويع شركائه، وعقد معها اتفاقيات في مجالات مختلفة”.

وأضاف الصديقي للأناضول: “لكن هذه العلاقات لم ترق إلى المستوى المأمول منها، رغم أن المغرب يظل أحد الشركاء الاقتصاديين الأساسيين لروسيا في العالم العربي”.

وأردف: “مازالت الشراكة بين الرباط وموسكو لم تصل لتحقق الطموحات المرسومة لهذه الاستراتيجية في البداية”.

وأوضح أن “زيارة لافروف إلى الرباط ستكون فرصة لتقييم الشراكة والتعاون بين البلدين والبحث عن سبل لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما”.

واستدرك: “لكن لا يتوقع من هذه الزيارة أن تساهم في حلحلة الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، لأن الكرة الآن في الملعب الجزائري، والجزائر حتى الآن ترفض أي وساطة لحل الخلاف مع المغرب، علما أنه كانت مساعي حميدة من دول عربية وازنة”.

ولفت أن “الجزائر حتى الآن ترفض الاستجابة لدعوات الحوار لإيجاد حلول للأزمة مع الرباط، لذلك لا ينتظر من زيارة وزير خارجية روسيا المساهمة في تطبيع العلاقة بين المغرب والجزائر”.

سياق حساس

وفق نبيل الأندلوسي، نائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس المستشارين المغربي سابقا، فإن “زيارة لافروف المرتقبة، تأتي في سياق حساس ودقيق يطبع العلاقات بين المغرب وروسيا، والتي عرفت نوعا من الفتور رغم نفي الجهات الرسمية لأي أزمة صامتة بين الطرفين”.

وأضاف الأندلوسي للأناضول، أن “الزيارة ستشمل بالإضافة إلى المغرب، كلا من فلسطين وإسرائيل والجزائر، مما يرجح أن القضية الفلسطينية ومشكل الصحراء المغربية من المواضيع التي ستكون محل نقاش لتقريب وجهات النظر بين جميع أطراف النزاع”.

وأوضح أن “برمجة زيارة لوزير الخارجية الروسي تجمع فلسطين وإسرائيل والمغرب والجزائر في ذات الزيارة التي ستعرف انعقاد منتدى التعاون الروسي العربي على مستوى وزراء الخارجية، إشارة قوية من الجانب الروسي لرغبة في طي صفحة أي سوء فهم أو توتر في العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والمغرب”.

وتابع: “كما أنها محاولة لتجاوز حالة الفتور خاصة بسبب المواقف الأخيرة للدبلوماسية الروسية من قضية الصحراء المغربية”.