اساءة “دبلوماسية” إسبانية جديدة للمغرب..أرانشا كونزاليس ليا “لن تكون سبتة ومليلية محل تفاوض مع المغرب”

0
124

لم يكن ينقص مسار العلاقات المتوتّرة بين المملكة المغربية و المملكة الإسبانية  سوى “شعرة” موقف وزيرة الخارجية الإسبانية “أرانشا كونزاليس ليا” لتقصم ظهر البعير. فعوض ان تطل رئيس الدبلوماسية الإسبانية بكلام منمّق مختار بدقة، يرطب الاجواء بعد ازمة “استخدام ملف القاصرين في أزمة الهجرة إلى مدينة سبتة المحتلة” التي استغلتها جهات أوروبية ، اطلقت الوزيرة، عن انفعال توثر جديد، ( والانفعال ليس من صفات الدبلوماسيين) ما يمكن وصفه بغير المناسب في زمانه ومكانه في حق دول وقفت الى جانب إسبانيا في السراء والضراء وشكلت الشريان الحيوي لانعاش إقتصادها على مدى عقود..

موقف إسباني : موقف وزيرة الخارجية الإسبانية “أرانشا كونزاليس ليا” الذي اطلقته أمس وأساءت فيه الى المغرب، بعد أن رفضت وزيرة الخارجية الإسبانية “أرانشا كونزاليس ليا” وصف استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو للعلاج في أراضيها بالخطأ، مؤكدة أنها كانت بادرة لمساعدة شخص كان في حالة صحية حرجة، وأنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا.

وأضافت في حوار مع موقع “elcorreo” الإسباني “نحن ملزمون بالسعي لبناء علاقة حسن الجوار مع المغرب لأننا نعيش في عصر التعاون، وهذا يعني أنه لحماية مصالحنا وقيمنا ومواطنينا، علينا أن نهتم بحماية مصالح وقيم جيراننا أيضا”.

وتابعت” هذه العلاقات تمر أحيانا بلحظات صعبة، وهذه ليست المرة الأولى، لكن علينا أن نحاول التغلب عليها من خلال الحوار والاحترام،  فالقرن الحادي والعشرون ليس قرن استقلال أو تبعية، إنه قرن ترابط، وهذا أمر معقد لكن يجب القيام به”.

وفي ردها على سؤال حول إمكانية أن تكون سبتة ومليلية محل تفاوض مع المغرب، أجابت المسؤولة الإسبانية بالقول” بالطبع وبشكل قاطع لا.

وأكدت أن مسؤولية إسبانيا في الصحراء هي العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة لإيجاد حل نهائي لنزاع هو أحد الخلافات التي تحتاج إلى تدخل من المجتمع الدولي، مضيفة “ربما قلة قليلة من الناس يعرفون أن إسبانيا لا تزال تتحمل مسؤوليات في المستعمرة السابقة، وهو وضع غريب”.

ودافعت المسؤولة الإسبانية بقوة عن رئيس الحكومة “بيدرو سانشز”، مشيرة أن قادة حلف الناتو بيما فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعيمة الألمانية أنجيلا ميركل التقوا في اجتماع مغلق دام لأكثر من ساعة، مستغربة من التركيز على اللقاء العابر والسريع الذي جمع سانشيز ببايدن على هامش القمة، مؤكدة على العلاقات الجيدة بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأكدت أن إسبانيا ليس لديها أي مشكلة في الحوار مع أي دولة في العالم، خاصة أن تمتلك سياسة خارجية نشطة، وتقع في موقع استراتيجي، على مفترق الطرق بين الشمال والجنوب، الشرق والغرب، اللذان لهما تاريخ طويل، ولها لغة هي ثاني أكثر اللغات انتشارًا في العالم ، وهي الدولة الأكثر تنافسية في العالم من حيث السياحة، والتي تتمتع بعلاقات مميزة جدًا مع أمريكا اللاتينية، و لديها علاقات مع الجوار الجنوبي في البحر الأبيض المتوسط ​، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في مسائل مهمة مثل منطقة الساحل.

وتشهد العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة، على خلفية استضافة مدريد إبراهيم غالي التي تنازع المملكة على إقليم الصحراء المغربية، آواخر أبريل/نيسان الماضي، بـ”هوية مزيفة”.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وزاد من عمق الأزمة، تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي بين 17 و20 مايو/أيار الماضي، إلى سبتة، أقصى شمالي المغرب، وتخضع لإدارة إسبانيا، حيث تعتبرها الرباط “ثغرا محتلا”.

وفي مؤتمر صحفي، في مايو/ أيار الماضي، اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز المغرب بابتزاز بلادها واستغلال الأطفال، على خلفية التوترات بين البلدين في سبتة، وهو ما نفته الرباط.

ومطلع يونيو/ حزيران الجاري، أصدر العاهل المغربي محمد السادس أمرا بتسوية ملف القاصرين الموجودين بشكل غير نظامي في دول أوروبية، لا سيما فرنسا وإسبانيا، حيث يبلغ عددهم نحو 20 ألفا، وفق أرقام غير رسمية.

وعبرت الخارجية المغربية، عن رفضها للقرار الأوروبي، معتبرةً أن “توظيف البرلمان الأوروبي في هذه الأزمة له نتائج عكسية، فهو يندرج ضمن منطق المزايدة السياسية قصيرة النظر”.

وأضافت الوزارة في بيان يونيو الماضي، أن “هذه المناورة، التي تهدف لتحويل النقاش عن الأسباب العميقة للأزمة، لا تنطلي على أحد”.

ولفت أن “محاولات إضفاء الطابع الأوروبي على الأزمة هي بدون جدوى، ولا تغير بأي حال من الأحوال طبيعتها الثنائية الصرفة (مع إسبانيا)”.

وأكدت أنه “لا يمكن لأحد في أوروبا أن يشكك في جودة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في جميع المجالات، بما فيها الهجرة”.

بدوره، استنكر مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان)، قرار البرلمان الأوروبي، معتبرا إياه “مناورة لصرف الانتباه عن أزمة سياسية بين المغرب وإسبانيا”.

وأفاد المجلس في بيان الجمعة، أن “القرار محاولة فاشلة لإضفاء الطابع الأوروبي على أزمة ثنائية (بين المغرب وإسبانيا)”.

دعم عربي وإفريقي للمغرب

كان لافتا حجم الدعم والتضامن العربي والإفريقي، الذي لقيه المغرب إثر صدور قرار البرلمان الأوروبي، وصل إلى دعوة البرلمان العربي لجلسة طارئة، تضامنا مع المملكة.

والجمعة، قال البرلمان العربي في بيان، إنه وافق على “عقد جلسة خاصة طارئة يوم 26 يونيو/حزيران الجاري، بالعاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة قرار البرلمان الأوروبي”.

واعتبر البيان، أن القرار الأوروبي “تضمن اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة بشأن سياسات المغرب تجاه قضية الهجرة”، داعيا إياه إلى “عدم إقحام نفسه” في الأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا.

ونقل بيان البرلمان عن رئيسه عادل بن عبد الرحمن العسومي، قوله إن “إصرار البرلمان الأوروبي على المضي قدما في مواقفه الاستفزازية بشأن القضايا العربية، وإصداره هذا القرار المرفوض جملة وتفصيلا، بات يتطلب وقفة عربية جادة”.

خليجيا، أعرب مجلس التعاون الخليجي، عن أسفه واستغرابه للقرار الأوروبي، معتبرا إياه “يتضمن ملحوظات وانتقادات لا أساس لها من الصحة تجاه المملكة المغربية حول قضية الهجرة”.

وعبر أمين عام المجلس نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان، عن رفضه “هذا القرار الذي يتجاهل جهود المغرب في مكافحة الهجرة”، مؤكدا تضامن المجلس ودعمه الكامل لكل الخطوات التي تتخذها الرباط في هذا الملف.

على المستوى الإفريقي، عبّر برلمان القارة السمراء عن دعمه للمغرب، داعيا نظيره الأوروبي إلى عدم التدخل في الأزمة الثنائية بين الرباط ومدريد.

واعتبر البرلمان الإفريقي في بيان، أن الأزمة بين المغرب وإسبانيا يمكن حلها عبر الوسائل الدبلوماسية، أو المفاوضات الثنائية المباشرة بين البلدين.

 

مصدر تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانيا

https://www.elcorreo.com/politica/gonzalez-laya-siglo-20210704202723-ntrc_amp.html?fbclid=IwAR0S9-znxgbBh_4E1Bu0j06BRIXeFkszqxzwbOpxoqQkDyp7lLWw6hk8Ujk