الجزائر : .. جدل بعد اتهام اللواء محمد بوزيت مدير المخابرات الخارجية بـ”التخابر مع الإمارات”

0
200

في 24 ساعة في الجزائر: الجدل حول اتهام مدير المخابرات الخارجية السابق اللواء محمد بوزيت بالتخابر مع الإمارات وإيداعه السجن العسكري بالبليدة (50 كلم غرب العاصمة).

قال أمس، موقع « عربي بوست » نقلا عما أسماه بـ »المصادر المطلعة »، أن « ..القضاء العسكري وجّه تهمة التخابر مع دولة أجنبية لمدير جهاز الأمن الخارجي والتوثيق السابق اللواء محمد بوزيت.. »، مضيفا أنه  » وفق المصدر نفسه فقد أودع بوزيت الحبس المؤقت بالسجن العسكري لولاية البليدة الأسبوع الماضي في انتظار محاكمته…وهو متهم بالتخابر لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة ».

وفي غياب تأكيد رسمي، كان موقع “موند أفريك” الفرنسي، كشف أن اللواء بوزيت البالغ من العمر 69 عامًا، اعتقل بتهم خطيرة أخرى إلى جانب التخابر، وهي ترويج منشورات من شأنها تقويض الأمن القومي، وتلقي مزايا غير مستحقة والثراء غير المشروع.

في هذا الصدد، كشف موقع “شهاب برس” الجزائري نقلا عن مصادر وصفها بالمطلعة أن القضاء العسكري الجزائري وجّه فعليا، تهمة التخابر مع الإمارات لمدير جهاز الأمن الخارجي والتوثيق السابق اللواء محمد بوزيت. وأمام الصمت أو غياب أي نفي رسمي للموقع للجزائري، يرى مراقبون أنه تأكيد للخبر وربما تسريب مقصود لتأكيده.

ويثير الموضوع دهشة وتساؤلات لخطورة التهمة الموجهة ولمنصب المتهم والجهاز الذي كان يرأسه، حيث يعتبر جهاز الأمن الخارجي والتوثيق أحد فروع المخابرات الجزائرية الثلاثة وهي: مديرية الأمن الداخلي ومديرية الأمن الخارجي ومركز الاتصال والنشر.

واللافت أن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد أقال بوزيت شهر يناير/كانون الثاني 2021 بعد 9 أشهر من تعيينه للمرة الثانية على رأس الجهاز. وكان تبون عينه قبلها مستشارا له في الشؤون الليبية. وكان بوزيت قد أقيل سنة 2019 من المنصب ذاته الذي شغله منذ 2013.  وشغل بوزيت (69 سنة) قبلها عدة مناصب سامية في جهاز الأمن والاستعلام (المخابرات)، من بينها منصب المفتش العام في الجهاز تحت قيادة الفريق المتقاعد محمد مدين المدعو الجنرال توفيق.

وكان الرئيس عبدالمجيد تبون قد أقال بوزيت شهر جانفي من العام الجاري بعد 9 أشهر من تعيينه للمرة الثانية على رأس الجهاز، بعدما أقيل سنة 2019 من المنصب ذاته الذي شغله منذ 2013.

وكشف، على إقدام إرسال السلطات الإماراتية لرسالة تهديد لنظيرتها الجزائرية عن طريق نفس اللواء المتهم بالتخابر معها، دون الكشف عن فحوى تلك الرسالة، ردّت عليها السلطات الجزائرية، لاحقا برفض عرض لتقديم مساعدات مالية وطبية.

وكان الموقع الفرنسي “مغرب إنتليجنس” كشف في نوفمبر 2020، أن الإمارات بعثت رسائل تهديد للجزائر بسبب انتقادات الرئيس عبد المجيد تبون تطبيع أبوظبي مع إسرائيل، وتقاربه مع أنقرة، وتحديداً في الملف الليبي.

 وبحسب مصادر “مغرب إنتليجنس”، فقد بعثت القنوات الدبلوماسية الإماراتية غير الرسمية رسائل غضب أبوظبي إلى الجزائر العاصمة. وبلغ التوتر ذروته بعد تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون حول الدول العربية التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل في 20 سبتمبر/ أيلول 2020.

وبحسب الموقع أرسل محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والحاكم الفعلي للإمارات، تهديداً مباشراً لنظيره الجزائري، وحمل الرسالة الملحق العسكري الجزائري السابق في أبوظبي والرئيس الحالي للمديرية العامة للأمن الداخلي.

ومفاد رسالة حاكم الإمارات الفعلي للقيادة الجزائرية أن أبوظبي لن تتردد في استهداف الجزائر إذا استمرت السلطات في التحرك ضد توجهات أبوظبي. كما هددت أبوظبي الجزائر بمراجعة تعاونها الاقتصادي والثنائي بشكل كامل.

وبحسب الموقع نقل الجنرال عبد الغني الراشدي الرسالة بسرعة كبيرة إلى الرئيس الجزائري تبون الذي امتنع عن التعجل في الرد. ولكن لتوجيه ضربة، افتتحت أبوظبي قنصلية في الصحراء الغربية في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني.

وكان جدل كثير واتهامات أثيرت حول علاقة الإمارات بالجزائر في عهد قائد أركان الجيش الجزائري الراحل الفريق أحمد قايد صالح، الذي تكررت زياراته للإمارات.

وكانت صحيفة “الوطن” الجزائرية كشفت في يوليو/ تموز الماضي أن نحو 30 جنرالًا ولواءً، بالإضافة إلى ضباط آخرين برتبة عقيد، يوجدون في السجن العسكري في قضايا فساد في الغالب وقضايا أخرى خطيرة.

وفي 10 سبتمبر الماضي، كشف موقع “موند أفريك” الفرنسي أن بوزيت المستشار السابق للرئيس عبد المجيد تبون في الملف الليبي تعرض للتوقيف يوم الجمعة (10 سبتمبر 2021) من قبل أفراد من المديرية المركزية لأمن الجيش.

وأضاف أن الجنرال يواجه تهماً خطيرة أخرى، تتعلق بتسريب أمور تبدو ثقيلة للغاية، منها ضلوعه في قضايا استغلال نفوذ، وترويج منشورات من شأنها تقويض الأمن القومي، إضافة إلى تلقي مزايا غير مستحقة والثراء غير المشروع.

وأشار إلى أن محمد بوزيت المدعو “يوسف” يمثل يوم السبت (اليوم الموالي لتوقيفه) أو في وقت لاحق الأحد أمام قاضي تحقيق من المحكمة العسكرية في البليدة.

ويعد اللواء بوزيت البالغ من العمر 69 عامًا أحد أكثر جنرالات المخابرات نفوذاً خلال العقد الماضي.

وفي 16 أفريل 2020، أشرف رئيس أركان الجيش بالنيابة، اللواء سعيد شنقريحة، على تنصيب اللواء محمد بوزيت، مديرا عاما للوثائق والأمن الخارجي، خلفا للعقيد كمال الدين رميلي.

وتولى بوزيت المنصب منذ أفريل 2020 إلى غاية شهر جانفي 2021، عندما أعلنت وزارة الدفاع الوطني، تعيين اللواء نور الدين مقري، مديرا للأمن الخارجي (المخابرات) خلفا له. 

هذا وعرفت العلاقات الجزائرية الإماراتية تقاربا غير مسبوق، في عهد نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السابق، الفريق أحمد قايد صالح، لتتدهور العلاقة بعد تقارب جزائري تركي بعد الإنتخابات الرئاسية لـ12-12.

 

 

 

 

 

 

الجزائر تستدعي سفيرها بفرنسا عقب تصريحات ماكرون وصف فيها عبد المجيد تبون “عالق داخل نظام صعب للغاية”