الدبلوماسي الإيراني السابق في سفارة إيران لدى الجزائر أمير موسوي يهدد باحتلال جنوب المغرب “خلال ساعات”

0
150

في مقابلة مع قناة الميادين اللبنانية (الإيرانية)، هدّد الدبلوماسي الإيراني السابق في سفارة إيران لدى الجزائر أمير موسوي  باحتلال جنوب المملكة المغربية الشريفة “خلال ساعات”.

موسوي الذي كان ملحقاً ثقافياً في السفارة الإيرانية في الجزائر آنذاك، لفت إلى أن “مسرحية مساندة حزب الله لجبهة البوليساريو كانت تمهيداً لقطع العلاقات مع إيران، بناءً على ما اشترطه ابن سلمان لمنح المغرب مبلغاً كبيراً بحدود 600 مليون يورو لدفع رواتب الأمنيين والعسكريين”، مشدّداً على أنه طوال فترة وجوده في الجزائر “لم يأتِ أي عنصر من حزب الله إلى الجزائر”.

وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية، الثلاثاء، بياناً “يدحض ادعاءات السفير المغربي في جنيف”. وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إن كلام الدبلوماسيين المغاربة عن “علاقة حزب الله بجبهة البوليساريو مصدره مجموعة من الأكاذيب المضللة”.

وأشار البيان إلى أن “الجزائر وقفت إلى جانب طهران في أزمة قطع المغرب علاقتها مع إيران، وأرسلت لإيران رسائل تضامنية، وأكدت أن الاتهامات المغربية غير صحيحة”.

هذا ولفت موسوي إلى أنه “رغم تعهد ابن سلمان بتنفيذ هذا الطلب بعد قطع العلاقة مع إيران، إلا أن المصادر تشير إلى أن هذا المبلغ لم يُدفع”، موضحاً أنه “لذلك ساءت العلاقات بين السعودية والمغرب لفترة، لأن المغرب نفّذ ما هو مطلوب منه وقطع العلاقات مع إيران بطريقة بشعة، إلا أن وليّ العهد السعودي لم يلتزم بتعهّده”.

وحول التوترات الأخيرة في العلاقة بين المغرب والجزائر، اعتبر موسوي أن الأزمة المغربية الجزائرية “ستبقى في الإطار الإعلامي والدبلوماسي”، مشيراً إلى أن المغرب “سيحاول الاستفادة من أوراق دعم الولايات المتحدة وإسرائيل، في سبيل تنشيط الاقتصاد، وكسب ودّ الغرب في قضية الصحراء المغربية”.

وشدّد على أنه “أينما وطئت أرجل الصهاينة تحصل المشاكل”، مؤكداً أن “الصهاينة بعد التطبيع جيّشوا المغرب ضد الجزائر بسبب موقفها من الاحتلال”.

وأوضح أن “الجزائر شعباً وحكومة وجيشاً ضد الصهيونية، وهناك ثقافة شبه إجماع، لدى سياسيين وعسكرين، والشعب الجزائري بكل أطيافه، أنهم مجمعون على وقوفهم مع القضية الفلسطينية”.

وفي السياق، لفت إلى أن “المغرب أراد تبرير سلوكه مع الجزائر بوجود محور يضم الجزائر وإيران وحزب الله”، مؤكداً أن “الجزائر تحترم السيادة المغربية، وفي الوقت نفسه هناك علاقات اجتماعية متداخلة بين شعبي البلدين، لكنّ المشكلة في موقف الجزائر من القضية الفلسطينية”.

وذكر الدبلوماسي الإيراني السابق أن “إيران احترمت المغرب قبل قطع العلاقات، فطهران كان لها سفارة لدى جبهة البوليساريو، لكن احتراماً للعلاقات الإيرانية المغربية، جمّدت إيران اعترافها الرسمي بالصحراء المغربية”. 

وفي سياق اتهامه المملكة لإيران، غرد ما يسمى بزعيم الانفصالايين “ابراهيم غالي” على موقع التواصل تويتر، قائلا: “المستشار الذي كان نصح فخامتي بغلق ثغرة الگرگرات نصحني اليوم بإستخدام الدرون الإيراني، أتمنى أن يكون على صواب هذه المرة”.

هددت الرباط باتخاذ “ردّ قوي ومناسب” في حال استعمال جبهة “البوليساريو” الطائرات المسيّرة الإيرانية لتهديد سلامة وأمن أراضيها، متهمة طهران بـ”زعزعة استقرار” المنطقة.

جاء ذلك على لسان السفير الدائم للمغرب في الأمم المتحدة عمر هلال، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء” مينورسو” عاماً إضافياً، حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وحذر هلال، خلال ردّه على سؤال صحفي، من استخدام جبهة “البوليساريو” طائرات مسيّرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، مؤكداً أن بلاده “ستتصرف بقوة وستكون عواقب وخيمة على جبهة (البوليساريو)”.

ولم يقدم هلال تفاصيل أخرى عن طبيعة الردّ المغربي في حال استعمال الطائرات المسيّرة الإيرانية، إلا أنه أكد أن “الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد كيفية الردّ”، واصفاً تزويد “البوليساريو” بتلك الطائرات بـ” الخطير جداً”.

وتأتي التهديدات المغربية، بالتزامن مع تداول تقارير استخباراتية، خلال الأيام الماضية، حول تسليم إيران جبهة “البوليساريو” طائرات مسيّرة لضرب المغرب.

إلى ذلك، اتهم الدبلوماسي المغربي إيران بتسليح “البوليساريو” بأسلحة متطورة بينها طائرات مسيّرة، لافتاً إلى أن طهران و”حزب الله” اللبناني انتقلا الآن من التدريب إلى تسليح الجبهة الانفصالية، “وهو أمر خطير جداً، إذ بعدما عملا على زعزعة استقرار اليمن وسوريا والعراق يعملان الآن على زعزعة استقرار منطقتنا”.

وفي سياق اتهامه إيران، عرض هلال صوراً لطائرات مسيّرة قال إن طهران سلمتها إلى جبهة “البوليساريو”، لافتاً إلى أن سعرها يتراوح بين 20 و22 ألف دولار، وأن شراء طائرة واحدة كفيل بإطعام 300 شخص في السنة في مخيمات تندوف (جنوب الجزائر) وتقديم العلاج لـ500 شخص وتعليم 120 طفلاً.

وأتت تلك التصريحات بعد أن تبنى مجلس الأمن، مساء أمس الخميس، قراراً جرى بموجبه تمديد ولاية بعثة “المينرسو” لمدة عام.

وكلف المجلس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، تيسير استئناف المسلسل السياسي والبناء على الإطار الذي أرساه المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر في جولتين من المفاوضات عُقدتا في جنيف نهاية 2018 وربيع 2019، وشارك فيهما ممثلون عن المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو الانفصالية التي تنازع المغرب السيادة على أقاليم الصحراء الغربية الساقية الحمراء ووادي الذهب.