المغرب يعلن إنقاذ 270 مهاجراً سرياً..الهجرة غير الشرعية وجه آخر للمأساة الاجتماعية المتفاقمة والتفقير وغياب مشاريع تنموية لحفظ كرامة المواطن

0
114

إن من بين أسباب تنامي الهجرة غير الشرعية في المغرب، و هروب الشباب نحو الضفة الأخرى مجازفين بأرواحهم، هو نتيجة لتفاقم المأساة الاجتماعية التي يعيشها المغاربة، جراء سياسات الحكومة اللاشعبية، و ما يتعرض له الشباب المغربي اليوم من إقضاء وتهميش ، ولا يعني أن تتخرج اليوم من كلية الحقوق على سبيل المثال لا الحصر، بأنك مخولٌ بممارسة مهنة المحاماة فمازال أمامك التدريب وامتحانان من التحرير ومقابلة حتى يسمح لك الترافع أمام المحاكم. 

وترى مختلف التنظيمات والجمعيات الحقوقية، أن” تنامي الهجرة غير الشرعية تعبر عن رفض المواطن، البقاء في البلد بسبب سوء أحواله المادية”، معتبربين اياها “نوع من السخط على الوضع الكارثي الذي يعيشه البلد”، ومشيرين الى أن هذه الفئة من المهاجرين لا تعبر عن سخطها على الاوضاع بالنضال الاجتماعي الرامي للتغيير بل بالسعي للانعتاق من وبلد جاحد، لم يعد يقدم حتى الأمل، بالمغامرة بالهجرة”.

كما أبرزت أن الهجرة غير الشرعية هي نتاج واقع اقتصادي مزر بالمغرب، قائلة “البطالة والفقر ينخران ملايين المواطنين، إضافة إلى تردي الخدمات الاجتماعية، والغلاء الدائم والقدرة الشرائية المنهارة، بسبب تدمير الدولة لصندوق المقاصة، والقضاء على التوظيف العمومي والتوجه نحو التوظيف بالتعاقد الذي يكرس الهشاشة، والترسانة القانونية المكبلة للحريات، وتخريب أنظمة التقاعد (..)”.

يشار الى أن المغرب، سجل نهاية العام الماضي، غرق 13 مهاجر غير شرعي، بإقليم سيدي إفني، جراء انقلاب قارب كان يوجد على متنه 40 شخصا، وقبلها بنحو 5 أيام لقي ما يفوق 20 شابا ينحدرون من مدينة قلعة السراغنة حتفهم على إثر غرق قارب للهجرة السرية.

و تحمل مختلف التنظيمات و الجمعيات الحقوقية و الاحزاب السياسية، حكومة رجل الأعمال مسؤولية تزايد ضحايا الهجرة غير الشرعية، وسط الشباب المغربي، نتيجة التهميش والتفقير وغياب مشاريع تنموية تساهم في خلق مناصب الشغل وحفظ كرامة المواطن، في مقابل غنى فاحش لكبار المسؤولين في المملكة.

من جهتها، قدمت وحدات لخفر السواحل تابعة للبحرية الملكية المغربية ، العاملة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي،  المساعدة لـ 270 مرشحا للهجرة غير الشرعية من جنسيات مختلفة، من بينهم مرشحون ينحدرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء واليمن وسوريا ،وذلك  خلال الفترة ما بين 24 ديسمبر 2022 و 4 يناير 2023 ، وفق مصدر عسكري مغربي.

وأشار المصدر ،إلى أن المعنيين أقدموا على محاولة  الهجرة غير الشرعية  ضمن رحلات محفوفة بالمخاطر على متن قوارب تقليدية الصنع وقوارب من نوع (كاياك)، ودراجات مائية (جيت سكي)، أو عن طريق السباحة.

وخلص المصدر إلى أن المهاجرين الذين  تم انقاذهم نقلوا  إلى أقرب موانئ المملكة، وتم تسليمهم إلى الدرك الملكي من أجل القيام بالإجراءات الإدارية الجاري بها العمل ،وذلك بعد تلقيها الإسعافات الأولية على متن وحدات البحرية الملكية . 

ورغم تراجع أعداد المهاجرين غير النظاميين الواصلين إلى إسبانيا خلال العام الماضي بنسبة 23 بالمئة، إلا أن نسبة المهاجرين القادمين من التراب المغربي تضاعفت  بنسبة 85 بالمئة.

وتعزى أسباب هذا الارتفاع بحسب إحصائيات لجنة الهجرة والحدود الإسبانية، إلى ارتفاع أرقام الواصلين إلى جزر الكناري من المغرب وبلدان شمال غرب أفريقيا، والتي وصلت إلى  أكثر من 15 ألفا و466 مهاجرا، من أصل 30 ألف مهاجر.

وتغيرت خلال السنوات الأخيرة، نقاط انطلاق قوارب المهاجرين، حيث باتت تنطلق من السواحل الجنوبية تجاه جزر الخالدات (الكناري) التي تبعد بنحو 60 كيلومترا عن السواحل المغربية، كما تغيرت طرق الهجرة، وحلت القوارب المطاطية السريعة محل المراكب الخشبية.

وغالبا ما تتسبب محاولات الهجرة غير النظامية من سواحل المغرب الجنوبية نحو الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي، في حوادث مميتة، إذ يلقى واحد من أصل 24 مهاجرا حتفه على هذه الطريق، وفق أرقام منظمة الهجرة الدولية.

“مـازال العاطـي يعطـي” ظهور اسم مستشارة وزير العدل ومدير التجهيز بالوزارة في صفوف الناجحين بـ “مباراة المحاباة”

ويوم الجمعة الماضي، استيقظت منطقة مير اللفت الساحلية بالجنوب المغربي على أنباء انتشال جثث 13 شخصا، ماتوا غرقا بعد انقلاب قارب للهجرة غير النظامية.

وتمكّنت السلطات من إنقاذ 24 مهاجرا آخرين بينهم قاصر، في المركب الذي كان متجها إلى جزر لاس بالماس الإسبانية في أرخبيل جزر الكناري. 

وضم القارب 45 مهاجرا، دفعوا مبالغ تراوح بين 20 ألف و25 ألف درهم (بين 2000 و2500 دولار).

وبحسب تقرير لمنظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية غير الحكومية، قضى أو فقد ما لا يقل عن 11200 مهاجر منذ العام 2018 خلال محاولتهم العبور إلى إسبانيا، أي بمعدل ستة أشخاص يوميًا.

وأشارت المنظمة إلى أن، وحده الطريق بين الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا وجزر الكناري شهد مصرع 7692 مهاجرا، مؤكدة أن هذا المسار خطير جدا، لكن يتم سلوكه بسبب تشديد الرقابة في المتوسط، حسب فرانس برس.

الحقوقي المغربي المهتم بقضايا اللاجئين والهجرة، عمر الناجي، يؤكد من جانبه، تسجيل “هذا التحول الكبير” منذ سنتين تقريبا، مشيرا إلى أن “خريطة الهجرة في المغرب تتسم اليوم بالدقة، وتوزيع مجالي مخطط له بعناية”.

ويوضح الناجي في تصريح صحفي، أن الشواطئ الشمالية “مخصصة اليوم فقط لهجرة الشباب المغاربة، والتي عرفت تصاعدا مهما منذحراك الريف دون أن تقوم السلطات بأي مجهود فعال لإيقافها بالرغم من أن الكل يعرف المراقبة العسكرية الكبيرة التي تخضع لها كل شواطئ الشمال”

بالمقابل، يكشف المتحدث ذاته أن هجرة المهاجرين الأفارقة القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء، “تحولت إلى الجنوب”، مبرزا أنها “هجرة مؤدى عنها تديرها شبكات متخصصة دون أن تقوم السلطات بأي مجهودات فعالة للقضاء على كبار المافيات والتي تسبب كل يوم مأساة من ضحايا الهجرة”.

كذلك تمكّن المغرب من إحباط 36 ألفاً و121 محاولة للهجرة غير النظامية نحو أوروبا في عام 2021، وتفكيك 256 شبكة إجرامية للاتّجار بالمهاجرين وتهريبهم. وبحسب ما أفاد به مصدر في وزارة الداخلية المغربية، فقد أُغيث 14 ألفاً و236 مهاجراً في عرض البحر، ونُظّمت عودة 3500 من الأجانب الموجودين على الأراضي المغربية في أوضاع غير قانونية إلى بلدانهم الأصلية. وأُعيد 2300 من هؤلاء بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. وفي العام نفسه، أُحبطت 49 عملية اقتحام (دخول مهاجرين)، من بينها 47 في نطاق مدينة مليلية شمال شرقي المغرب.

أمّا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، فقد أُحبطت 14 ألفاً و746 محاولة للهجرة غير النظامية، وفُكّكت 52 شبكة إجرامية للاتّجار بالمهاجرين وتهريبهم. وقد تمكّنت فرق الإغاثة من إنقاذ 97 شخصاً في هذه الفترة الزمنية، فيما عملت السلطات على تنظيم عودة 1080 من الأجانب الموجودين على الأراضي المغربية في أوضاع غير قانونية إلى بلدانهم الأصلية. وأُعيد 600 من هؤلاء بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. بالإضافة إلى ذلك، أُحبطت 12 عملية اقتحام في نطاق مدينة مليلية.