الوزراء الأفارقة الموقعون على “النداء الرسمي لطرد الجمهورية الوهمية البوليساريو من الإتحاد الأفريقي” يجتمعون في مراكش

0
175

أكد الوزراء الأفارقة خلال اجتماع الوزراء الذي انعقد، اليوم السبت، في مدينة مراكش المغربية، على التزامهم الكامل بالعمل معا وبالتنسيق سويا لاستبعاد جبهة البوليساريو من الاتحاد الأفريقي”، كما اعتبروا أن “هذا الاستبعاد القانوني من جميع النواحي لا ينبغي أن يعتبر هدفا بعيد المنال، لأنه يمثل شرطا مسبقا أساسيا من أجل عودة حيادية ومصداقية منظمة الاتحاد الافريقي بخصوص قضية الصحراء المغربية”.

وكان الوزراء الأفارقة قد وقعوا على “النداء الرسمي لطرد الجمهورية الوهمية من الإتحاد الأفريقي” المسمى بنداء طنجة، في الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022 بمدينة طنجة.

وخلال هذا الاجتماع، رحب الوزراء الأفارقة بحرارة بانضمام موقعين جدد “لنداء طنجة” ويتعلق الأمر بكل من، وزير الخارجية الأسبق لجمهورية غامبيا لامين كابا بادجو، ووزير الخارجية الأسبق لمملكة ليسوتو، وليزيكو ماكوتي ووزير الخارجية الأسبق لجمهورية مدغشقر باتريك راجولينا.

وبناءًا على التوصيات المختلفة للوزراء الأفارقة المتعلقة بتحديات الاتحاد الأفريقي والتي تمت مناقشتها خلال خمس ندوات إقليمية والاجتماع الأول المنعقد بمدينة مراكش، خلص المشاركون الى صياغة “الكتاب الأبيض” الذي يحلل التداعيات السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية والمؤسساتية لوجود البوليساريو داخل الاتحاد الأفريقي وأثره على الوحدة الأفريقية.

وتقدم هذه الوثيقة حجج واقعية وقانونية، تستند بشكل خاص على التناقضات الموروثة التي تتعلق بتحيز واضح لمنظمة الوحدة الأفريقية ثم بعد ذلك الاتحاد الأفريقي في معالجة قضية الصحراء المغربية، وهي الوثيقة التي تم نشر ملخصها التنفيذي مع البيان. 

وتوفر الجزائر دعما سخيا لقيادة البوليساريو في محاولة لمنع انهيارها على ضوء ما تعانيه من خلافات داخلية وضغوط خارجية ناجمة عن انحسار داعميها إقليميا ودوليا، بينما تحاول في الوقت ذاته على استدامة النزاع. 

وتسود منذ فترة طويلة حالة غليان واحتقان داخل مخيم تندوف طالت حتى المجندين في الجبهة الذين منعوا من إيصال أصواتهم المنددة بتعرضهم للتهميش وسط اتهامات للقادة الانفصاليين بالفساد المالي والتكسب من النزاع المفتعل. 

وفي مقابل وضع مربك للجبهة الانفصالية، يتحرك المغرب بكل هدوء على أكثر من جبهة لتعزيز الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء، مستفيدا من توسيع الشراكات مع فاعلين دوليين ومستثمرا حالة الضعف التي تعيشها البوليساريو التي يفترض أنها ستكون طرفا في حوار المائدة المستديرة وهي الآلية التي تتمسك بها الأمم المتحدة لتمهيد الطريق لتسوية سياسية سلمية للنزاع في الصحراء.

وحقق المغرب جملة من الأهداف الإستراتيجية أبرزها تفكيك ما تبقى من أحزمة دعم إقليمية ودولية لطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية، معززا بذلك مبدأ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس واقعي لحل النزاع.

وتجمع كل الدلائل على أن أداء الدبلوماسية المغربية التي أرسى قواعدها صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله بشقيها السياسي والاقتصادي، حوّل المملكة إلى قوة فاعلة ومؤثرة على جميع المستويات واستقطب اعترافات إقليمية ودولية بمغربية الصحراء وفي الوقت ذاته أربك الجزائر الجارة الشرقية التي استنفدت كل الوسائل والضغوط في سبيل حماية جبهة البوليساريو من التشرذم والعزلة، لكن كل جهودها بدت في خواتمها عبثية.

وبدا واضحا في العام الذي انتهى أن الدبلوماسية المغربية لم تهدأ مراوحة بين المرونة والهدوء وفي أحيان كثيرة بين الهجوم بمعناه السياسي وقوة وحزم في التعاطي مع الطروحات المضادة لمغربية الصحراء أو تلك المعادية لمصالح المملكة.

وحققت خلال الأشهر الـ12 اختراقات مهمة إفريقيا ودوليا بتعزيز مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ونجحت في تغيير مواقف غربية وافريقية كانت إلى وقت قريبة تعتبر متعنة ويصعب تفكيكها.

ويقف افتتاح العديد من دول العالم، افريقية وعربية وغربية ومن أميركا اللاتينية، ممثليات دبلوماسية لها في مدن الصحراء كالداخلة والعيون، شاهدا على حجم ما تحقق من اختراقات ونجاحات دبلوماسية.

وتستعد المملكة في العام الجديد لمعركة ستكون صعبة وستشكل اختبارا مهما لمسار دبلوماسيتها لتحصين مصالحها وإفشال مخططات لوبيات معادية ولحسم النزاع في الصحراء وهي مرحلة مفصلية سيخوضها المغرب من موقع قوة بعد دعم دول مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا والولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية وافريقية لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط منذ العام 2007 وأصبح ينظر له على نطاق واسع على أنه الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء نزاع مستمر منذ عقود.

واعتمدت الدبلوماسية المغربية التدرج وامتصاص الصدمات والعمل على التفكيك التدريجي للطروحات المعادية والمضادة وتتقدمها عملية عزل البوليساريو وإفشال حملة افتراءات وأكاذيب تقودها الجبهة بإسناد جزائري.

ومن خلال هذا التمشي نجح المغرب في فضح ممارسات البوليساريو وفكك افتراءاتها وأباطيلها وهو أمر مهم قاد لإقناع العديد من دول العالم بصوابية الطرح المغربي وواقعيته.