وزير فرنسي مكلف بالتجارة الخارجية يدعو إلى تجاوز الأزمة مع المغرب و”فتح صفحة جديدة”..خطوة فرنسية تؤكد سوء العلاقة

0
109

دعا الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية الفرنسي، أوليفييه بيخت، إلى “فتح صفحة جديدة” في العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، مؤكدا على ضرورة “تجاوز التوترات” بين البلدين.

وقال الوزير الذي يزور المغرب حاليا، “لقد مررنا بفترة توتر في السنوات الأخيرة، يجب أن نكتب صفحة جديدة”، بحسب ما نقلت صحيفة “هسبريس” المغربية.

وتابع الوزير، خلال لقائه بأعضاء من الجالية الفرنسية بالمغرب: “يجب التغلب على هذه التوترات لبناء مشاريع مشتركة”، مستشهدا بالطاقات المتجددة والبنية التحتية وبناء السفن والسكك الحديدية والطيران، وغيرها”.

 والتقى الوزير الفرنسي مسؤولين في الحكومة المغربية خلال زيارته الرسمية، حيث التقى محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، ومن المرتقب اجتماعه مع وزير الصناعة والتجارة غدا الخميس، بالإضافة إلى لقاء مع المستثمرين، وكذلك يشارك في منتدى الأعمال الأفريقي.

 

ويقوم المسؤول الحكومي الفرنسي بزيارة إلى المغرب، في ظل أزمة صامتة تشهدها العلاقات بين البلدين منذ فترة من مؤشراتها رفض عدد كبير من طلبات مغاربة الحصول على تأشيرات “شنغن”.  

والتقى بيخت، الثلاثاء، بالوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، المغربي محسن الجزولي، ونشر إثر ذلك تغريدة عبر حسابه على تويتر قال فيها “الشراكة التي تربطنا تقوم على روابط صداقة تاريخية، نريد معا كتابة صفحة جديدة في تعاوننا مع مشاريع الهيكلة لبلدينا ولجميع المواطنين”.

كما التقى المسؤول الفرنسي، الأربعاء، بوزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور،  وقال  في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر “أخبرته إلى أي مدى تعد المملكة شريكا صناعيا رئيسيا لفرنسا. إن تنافسية الاقتصاد المغربي وشبابه ومواهبه كلها أصول فريدة لتعاوننا”.

ومن جانبها، أفادت المستشارة السياسية والمتحدثة باسم السفارة الفرنسية بالمغرب، عطيا نيومي، بأن زيارة الوزير الفرنسي بيخت للمغرب تمتد ليومين ونصف وتتمحور حول الاقتصاد الذي يعد “أحد المجالات الرئيسية في تعاوننا المتميز” وفق المتحدثة.

وإلى جانب لقائه بوزيري الصناعة والاستثمار المغربيين، أشارت المتحدثة ذاتها في فيديو نشرته السفارة الفرنسية بالرباط عبر حسابيها على فيسبوك وتويتر، إلى أنه “سيلتقي بفاعلين اقتصاديين فرنسيين ومغاربة وبممثلين عن قطاع الأعمال من مختلف المجالات الاقتصادية لتعزيز تعاوننا ومناقشة التحديات المشتركة”.

وأضافت أن الوزير “سيلقي كلمة خلال الدورة الثالثة لمنتدى “شوازول أفريقيا للأعمال” الذي سينظم لأول مرة في المغرب وسيجمع أزيد من 600 من أصحاب القرار والقادة الاقتصاديين والمؤسساتيين الأكثر تأثيرا في أفريقيا وأوروبا والخليج بحيث ستكون القارة الأفريقية محور النقاشات”.

وأورد المصدر ذاته، مجموعة من المعطيات الرقمية التي تعكس حجم التعاون بين البلدين، من بينها أن المغرب يحتضن “أزيد من 1000 فرع لشركات فرنسية توظف قرابة 130 ألف شخص في جميع قطاعات الاقتصاد المغربي”، كما أن “فرنسا تتصدر البلدان المستثمرة في المغرب الذي يمثل أيضا أول دولة لعمليات الوكالة الفرنسية للتنمية”.

وأضاف المصدر، “بالمقابل أصبح المغرب أول بلد أفريقي مستثمر في فرنسا بنسبة 20 في المائة من مجموع الاستثمارات المباشرة القادمة من أفريقيا”. 

وهناك أزمة بين الرباط وباريس على خلفية تزايد رفض تأشيرات شنغن من المغاربة، حيث قررت الحكومة الفرنسية سبتمبر / أيلول 2021 تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمغرب والجزائر إلى النصف، مبررة ذلك برفض البلدين استعادة مهاجرين غير نظاميين تريد باريس ترحيلهم. 

عين صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، أمس الثلاثاء، سفير الرياط لدى فرنسا محمد بنشعبون، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار ، بعد أن أنهت باريس رسميا مهام سفيرتها بالرباط هيلوين لوغال التي انتقلت إلى بروكسيل لتشغل منصبا جديدا لدى الاتحاد الأوروبي. 

وهذا التعيين أعاد الواجهة ما يتخلل العلاقات المغربية الفرنسية من التوتر الصامت البعيد عن الخطاب الرسمي، لكن تبرزه المعطيات السياسية والاقتصادية على أرض الواقع. 

 وبالتالي يحق لنا أن نسأل“هل يُعد تكليف بنشعبون بمهمة جديدة في المغرب قرارا ضمنيا يقضي بسحبه من مهمته الدبلوماسية في فرنسا؟، وهل هو رد  مباشر على سحب باريس لسفيرتها بالرباط منذ أسابيع دون أن تحدد موعد تعيين سفير جديد؟ في ظل التوتر الخفي بين البلدين.

وهذه أول مرة في تاريخ اعلاقات بين فرنسا والمغرب، يغيب السفراء عن مقري سفارتي البلدين في الرباط وباريس في وقت واحد، فلوغال توصلت بقرار نقلها من طرف حكومة بلادها إلى بروكسيل شهر سبتمبر/أيلول المنصرم، وبدأت مهمتها الجديدة كرئيسة لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في خدمة العمل الخارجي الأوروبي شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وكان محمد بنشعبون، قد دعا قبل ايام إلى الحفاظ على العلاقات المغربية الفرنسية الكثيفة وتثمينها في مواجهة التحديات الجديدة، وهو ما يفيد بأن الرباط رغم تحركات باريس نحو الجزائر، لا زالت مقتنعة أن الحفاظ على العلاقات مع فرنسا هو أفضل لمصالح البلدين من حالة التوتر ولو ضمن سقفه المنخفض فبالأحرى أن يتجاوز التوتر هذا السقف.

ومن جهتها كانت السفيرة الفرنسية قد قد توصلت من الخارجية الفرنسية بقرار مغادرة سفارة بلادها في الرباط، دون الإعلان عن الاسم الذي سيُعوضها في مهامها. 

وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، قد دعا، اليوم الأربعاء، بالرباط إلى “إحياءالشراكة بين فرنسا وبلدان المغرب الكبير، وخصوصا المغرب، الذي تشهد علاقاته مع باريس فتورا في الفترة الأخيرة”، وأضاف “آسف لحالات سوء التفاهم التي يمكن أن تحدث أو تستمر، والقرارات التي يمكن أن لا يتم تفهمها”، داعيا إلى “طرح المواضيع التي يمكن أن تجمعنا على الطاولة، واستبعاد تلك التي يمكن أن تفرقنا”.

 وتعرف العلاقات المغربية الفرنسية فتورا واضحا يتجلى في قرار  فرنسا تقليص عدد التأشيرات المسلمة للمغاربة إلى النصف العام المنصرم، بالاضافة إلى تقارب باريس مع باريس، و من جهتها أعلنت “الهيئة المغربية لسوق الرساميل” ، المنظّمة لتداول الأسهم ببورصة الدار البيضاء، في يونيو/حزيران المنصرم، إيداع مشروع عرض عمومي إجباري لسحب أسھم شركة “ليديك” الفرنسية. وبعدها بأقلّ من شهر في 25 يوليو/تموز، طلبت الهيئة من بورصة الدار البيضاء وقف تداول أسهم الشركة المذكورة.