برلمان إسبانيا يرفض مقترحا يطالب بتعويض سكان الريف بعد قرن على قصفها به بـ “غاز الخردل”

0
128

قصف المستعمر الإسباني منطقة شمال المغرب بأسلحة كيميائية زودتها بها ألمانيا عام 1925 بسبب انتفاضة عبد الكريم الخطابي وخوفا من أن يهدد تمرده طموحاتها الاستعمارية. وبعد حوالي قرن، تعاني الحسيمة الواقعة في قلب الريف من نسبة مرتفعة من الإصابة بمرض السرطان. وكان من مطالب قادة الحراك بناء مستشفى للمعالجة من السرطان.

مدريد – رفض  مجلس النواب الاسباني ، مقترح قانون تقدمت به مجموعة برلمانية، يحث الحكومة  الاسبانية على دفع  تعويض عن الاضرار الناجمة عن استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المقاومة   الريفية  شمال المغرب ابان استعمارها للمنطقة .

وكانت مجموعة برلمانية مشكلة من عدة احزاب معارضة ، قد تقدمت بالمقترح في  24 مارس الماضي، الا ان الحزب الاشتراكي الحاكم عرقل تقديمه للتصويت ،ووفقًا لمقدمي المقترح فإن  العديد من الدراسات الأكاديمية أثبتت  ان القوات الإسبانية والفرنسية استخدمت اسلحة كيميائية ضد أهداف عسكرية ومدنية.وهو ما يتنافى مع  اتفاقية لاهاي لعام 1899، والتي  حظرت الاستخدام العسكري للمواد الكيميائية .

واظهرت  الدراسات المنجزة في الموضوع  أن الهجمات الإسبانية والفرنسية استخدم فيها غاز الخردل ومواد كيميائية أخرى تسببت في إصابات عسكرية ومدنية على حد سواء ، فضلاً عن العمى وبعض أمراض الجهاز التنفسي،  واشارت الى دراسة كشفت أن 80% من البالغين و 50% من الأطفال المصابين بالسرطان ، الذين يعالجون في مستشفى الأورام بالرباط ، يأتون من منطقة الريف  ،وفقا المطالبين بالتعويض.

حدث ذلك عام 1925 غداة هزيمة ثانية للجيش الإسباني أمام انتفاضة عبد الكريم الخطابي في منطقة الريف المتمردة تاريخيا في المملكة. كان شمال المغرب حينذاك محمية إسبانية بينما تحتل فرنسا بقية البلاد.

وخوفا من أن يهدد تمرد الخطابي طموحاتهما الاستعمارية، شكل البلدان تحالفا لسحق انتفاضة الريف.

في هذه الظروف استخدمت إسبانيا ضد الريف أسلحة كيميائية – غاز الخردل – زودتها بها ألمانيا مما أجبر المتمردين على الاستسلام.

يؤكد الوقائع عدد من المؤرخين بينهم البريطاني سيباستيان بلفور أو الإسباني أنخيل فينياس، لكن لم يعترف بها أي من البلدين ولا سيما فرنسا التي رفض نوابها في 2007 مشروع قانون حول إمكانية دفع تعويضات اقتصادية فردية إلى أحفاد ضحايا عمليات القصف هذه.

أسلحة كيميائية مصنعة في أسبانيا

وأصرّت إيلامولا داوسا أيضًا على أن إسبانيا اشترت هذه الأسلحة الكيميائية لأول مرة من ألمانيا، ولكن تم تصنيعها لاحقًا في مصنع “لا مارانيوسا” بالقرب من مدريد ، والذي تم بناؤه بموجب اتفاقية بين إسبانيا و ألمانيا .

وحسب داوسا، فإن التحقيقات المختلفة تظهر أن استمرار الهجمات الإسبانية والفرنسية بغاز الخردل و عوامل كيميائية أخرى تسببت في إصابات عسكرية ومدنية على حد سواء ، فضلاً عن العمى و بعض أمراض الجهاز التنفسي ، أو مشاكل في الإنتاج الزراعي والحيواني .

بالإضافة إلى ذلك، استمرت آثار استخدام هذه العوامل الكيميائية “على المدى الطويل” . حيث أن أحفاد الضحايا المباشرين لا زالوا يعانون.

و استشهدت إيلامولا داوسا بدراسة تكشف أن 80 بالمائة من البالغين و 50 بالمائة من الأطفال المصابين بالسرطان ، الذين يعالجون في مستشفى الأورام بالرباط ، يأتون من منطقة الريف.