بنتيجة 2:0 المنتخب الفرنسي يُنهي حلماً جميلاً لـ 400 مليون عربي..إنتهت القصه والمغرب شرف كل العرب

0
156

حقق أسود الأطلس الفوز الباهر بوصولهم كأول فريق عربي وإفريقي إلى المربع الذهبي

بالرغم من الدفاع المستميت والإقدام الجريء سعيا لتحقيق الفوز المأمول، غير أن المنتخب المغربي لم ينجح، الأربعاء، في اختراق شباك المنتخب الفرنسي الذي أنهى هذه المباراة بنتيجة 2:0، وتأهل إلى نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022 ، على ملعب البيت.

وأنهى المنتخب الفرنسي الشوط الأول متقدماً بهدف أحرزه تيو هيرنانديز في الدقيقة الخامسة من عمر اللقاء، ثم أحرز أوليفيه جيرو الهدف الثاني في الدقيقة الـ80 من عمر اللقاء.

وسيلتقي منتخب “الديوك” فريق “التانغو” الأرجنتيني في المباراة النهائية التي ستقام على ملعب لوسيل يوم الأحد المقبل، فيما سيواجه المغرب كراوتيا على المركزين الثالث والرابع يوم السبت.

وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها المنتخب الفرنسي لنهائي المونديال بعد فوزه بالكأس على حساب نظيره الكرواتي في نسخة روسيا 2018.

ويأمل الأرجنتين في إضافة نجمة ثالثة إلى قميصه بعد حصوله على الكأس مرتين عامي 1978 و1986.

ومساء اليوم الأربعاء، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدوحة لدعم منتخب بلاده في مباراتهم الحاسمة.

وصعد منتخب فرنسا، بطل النسخة الماضية، إلى الدور نصف النهائي على حساب إنجلترا، التي فاز عليها بهدفين مقابل هدف.

وحاول “أسود الأطلس” مواصلة كتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم العربية والأفريقية بالوصول إلى نهائي المونديال.

وأكد المدير الفني لمنتخب المغرب، وليد الركراكي، قبل المباراة، أن فريقه يعتبر حالياً “أحد أفضل أربعة فرق في العالم”.

وتساءل الركراكي في مؤتمر صحفي عقد أمس الثلاثاء: “لماذا لا نصل إلى نهائي كأس العالم؟ سنبدي رغبة كبيرة ونحاول تحقيق مفاجأة”.

وقال المدرب الذي تولى قيادة الفريق في أغسطس الماضي: “لقد جئنا إلى هذه البطولة لتغيير العقليات داخل قارتنا”، مضيفاً: “نحن نقترب من أحلامنا وسنقاتل للوصول إلى هناك”.

وحقق المغاربة إنجازاً تاريخياً بتأهلم إلى الدور نصف نهائي المونديال لأول مرة بتاريخ المنتخبات العربية بعد فوزهم على البرتغال بهدف دون رد في المباراة الاستثنائية التي جرت يوم السبت الماضي.

قطر تلغي الجسر الجوي لنقل أكثر من 3000مشجع مغربي بعد تطاول برلماني مغربي على مسؤولين قطريين

ومنذ اتضح أن المنتخب المغربي سيتواجه مع نظيره الفرنسي عقب إطاحته بمنتخب البرتغال، كان النزال الكروي المرتقب الشغل الشاغل خاصة لدى الصحافة الفرنسية التي راوحت في تناولها للمباراة مساء اليوم الأربعاء، بين الكروي والسياسي مع تزامن ذلك مع جهود تبذلها باريس لتصحيح مسار العلاقات مع الشريك المغربي بعد فتور فجره بداية تقليص عدد التأشيرات للمغاربة واتهامات للرباط ودول مغاربية أخرى بعدم التعاون في إعادة رعاياها المقيمين بشكل غير قانوني.  

وبالنسبة للمواجهة الكروية تسلطت الأضواء على الروح الوطنية لدى لاعبي المنتخب المغربي وكيف نجح هؤلاء في صناعة الفارق في كل مباراة يخوضونها وكيف أن العزيمة والروح القتالية لا تخفت بل تزداد توقدا.

النجاح الكروي وفق بعض التحليلات والقراءات لم تكن بمعزل عن حالة التحول التي يشهدها المغرب في مختلف المجالات التنموية وكأن الرياضة والبنية التحتية المتصلة بها كانت جزء من المقاربة التنموية المغربية التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وفي إحالة لهذا التفصيل، إشارات واضحة لمسار ناجح رياضيا رسمه المغرب بتأمين الرالي الدولي الذي عبر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أراضيه من الناظور إلى معبر الكركرات في الصحراء المغربية إلى موريتانيا وصولا وصولا إلى دكار العاصمة السينغالية.

وإن كان الحدث رياضيا بامتياز إلا أن نجاح المغرب سلط الضوء على فشل جبهة البوليساريو الانفصالية التي أطلقت تهديدات في حال مرور الرالي الدولي بالصحراء وأن الرباط التي فككت بدبلوماسية هادئة عرفت كيف تتعامل مع تلك التهديدات وأمنت بنجاح عبورا آمنا وهو أيضا أمر لم يأت من فراغ.

وبعد هذا النجاح بشقيه الرياضي والدبلوماسي، رسم أسود الأطلسي ملحمة أخرى على أرض ملاعب المونديال بثبات لم يأت صدفة وبثقة واقتدار يعزوها كثيرون إلى قيادة سياسية لا تغفل أعينها عن الرياضة كدبلوماسية أخرى بنكهة كروية جعلت المغرب في قلب الاهتمامات الدولية الرسمية والشعبية.

وكانت الصحف الفرنسية قد خصصت مساحات واسعة على صدارة صفحاتها ونشراتها وبرامجها التفلزيونية الرياضية وحتى السياسية منها.

وبين حديث عن فريق يكتب التاريخ من جديد في عالم كرة القدم وبين حديث عن الروابط الثقافية والدبلوماسية وعلاقات تاريخية بين المغرب وفرنسا توزعت التحليلات والقراءات الفرنسية للحدث.

صحيفة ‘ليبراسيون’، خاضت في الجانب السياسي والرياضي لأول مباراة ستجمع ‘أسود الأطلس’ بـ “الديكة”، متحدثة عن علاقات ثنائية وماض مشترك لبلدين شريكين. وكتبت “فرنسا والمغرب، شعبان على أرضية مشتركة”.

وتابعت أن مباراة الأربعاء ستكون لها نكهة خاصة بالنسبة لشعبي البلدين وللمغاربة الناطقين بالفرنسية والفرنسيين من أصول مغربية، مضيفة أن هذه المباراة “تثير مشاعر قوية للغاية في كلا البلدين”.

ولم تغفل صحيفة ‘لاكروا’ أن اللقاء بين المنتخبين الفرنسي والمغربي يجري بعد نحو عام من توتر في العلاقات بين البلدين في ما يتصل بأزمة التأشيرات وملف الصحراء المغربية، موضحة أنه يأتي أيضا عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسية للمغرب غدا الخميس وهي الزيارة التي تعتبر تحضيرية لزيارة أخرى سيقوم بها الرئيس الفرنسي للرباط على وقع الأزمة الصامتة ودعوات قوية في فرنسا تطالب ماكرون بإزالة سوء الفهم وإعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الصحيح.

وقالت “المملكة المغربية بأكملها تعيش على إيقاع مآثر أسود الأطلس، مثل إفريقيا والعالم العربي… راهن المغرب الذي يواجه فرنسا في نصف النهائي على كرة القدم لتوسيع نفوذه منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

صحيفة ‘لومانيتي’ ذهبت سريعا إلى هدف واحد وهو أن “مباراة المنتخب الفرنسي أمام شقيقه المغربي المتواجد على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، يجب أن يكون لحظة رياضية عظيمة ولحظة عظيمة للشعبين المغربي والفرنسي”.

وشددت على أن المباراة يجب أن تكون “لحظة صداقة بين شعبينا واحتفال للجميع وليس فرصة لتعزيز خطابات الكراهية والعنصرية خاصة بن مزدوجي الجنسية”.

والمباراة التي ستقام مساء الأربعاء بملعب البيت بمدينة الخور هي أول مواجهة بين أسود الأطلس وفريق “الديكة” إذ لم يسبق لهما أن التقيا إلا في خمس مواجهات ودية.

وأجمعت الصحف الفرنسية على أن المباراة لن تكون سهلة وأن فرنسا تواجه خصما يكتب التاريخ وفريق سطّر ملحمة منذ بداية مشواره في المونديال وصولا إلى عبوره لنصف النهائي متصدرا مجموعة تضم منتخبات كرواتيا وبلجيكا وكندا، قبل أن يهزم إسبانيا في دور الثمن وينهي آمال البرتغال في مباراة ربع النهائي.

رغم الظروف الاقتصادية الصعبة..تأهل منتخب المغرب، متخطيا منتخبات أوروبية كبيرة، بعث شعورا بالتفاؤل والفخر في نفوس المغاربة جعلهم ينسون الغلاء والفاقة؟!