بوريطة: ليبيا ليست “كعكة دبلوماسية”ولا ينبغي التعويل على مؤتمر برلين 2

0
141

شهدت العاصمة الألمانية في الثالث والعشرين من شهر يونيو الجاري عقد مؤتمر برلين-2 حول ليبيا.

الرباط – قال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إنه “لا يوجد حل في برلين لمشكلة في شمال أفريقيا”، في إشارة لمؤتمر “برلين 2”  بشأن ليبيا الذي انعقد الأربعاء الماضي في العاصمة الألمانية، مشيرًا إلى أن بلاده “لا ترى دورًا لها خارج مظلة الأمم المتحدة”.

وأشار بوريطة إلى دور بلاده في حل الأزمة الليبية، وقال إن “المغرب لا يغير دوره.. وانخرط في الأزمة الليبية منذ البداية قبل وجود أي مؤتمرات دولية بتعليمات من الملك المفدى محمد السادس” وأعاد التذكير بموقف بلاده من مؤتمر “برلين 1″، وقال: “المقاربة التي كانت في البداية كانت خاطئة”، مشيرًا إلى أن “المغرب يشتغل مع المؤسسات الليبية ويشتغل في إطار المجهود الذي يقوم به وسيط الأمم المتحدة للحل في ليبيا”.

https://www.youtube.com/watch?v=4ifATrBEQPw

كما أنّ قرار الانتخابات ليس بيد دبيبة ولا حكومته، بل هو مرتبط بمصادقة مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح على الإطار الدستوري والقانوني لهذه الانتخابات. وعلى فرض إمكانية إقامة الانتخابات في ظلّ الوضع القائم فإنّ هذه الانتخابات، التي لن تكون نزيهة، من المُستبعد أن تؤدي إلى الخروج مِن الأزمة الحالية. خاصّة في ظلّ عدم وجود أيّ إشارة إلى أنّ الأطراف الدولية مستعدة للضغط على حفتر لدفعه للتجاوب والتعاون مع حكومة دبيبة.

ولذلك فإنّ الانتخابات في ظلّ المعادلة الحالية في ليبيا ستؤدي إلى مزيد مِن الاستقطاب. وبالتالي فإنّ فرضية “الانتخابات ستجلب الاستقرار” لا تبدو فرضية صحيحة في السياق الليبي الحالي.

كما أنّ مسار برلين يفتقد لآليات ضغط على الجهات الأجنبية. وفي حين أشار البيان الختامي للمؤتمر لموعد الانتخابات، أغفل الحديث عن جدول زمني لخروج القوات الأجنبية.

وعليه فإنّ الأهداف المُعلنة لمؤتمر برلين-2، كما نتائجه، تلتفّ على الأسباب الحقيقية للأزمة الليبية، ولا تتجه لمعالجة جذور الأزمة المستمرة منذ الانقسام السياسي والعسكري ومن ثمّ الجغرافي منذ ٢٠١٤، والتي أدّت إلى تعطيل الانتقال السياسي، وشلّ مؤسسات الدولة، بل ودخول القوات الأجنبية على الخطّ على حساب سيادة ليبيا وكينونتها.

وفي ظلّ عدم القدرة على تحقيق الأهداف المعلنة من المؤتمر، قد يتحوّل المؤتمر ونتائجه إلى رافعة سياسية تستخدمها بعض الأطراف الدولية في إطار تنافسها السياسي في ليبيا. فالولايات المتحدة والدول الأوروبية قد تستخدم المؤتمر كأداة سياسية للضغط على روسيا وتركيا بشكل أكبر لسحب قواتها من ليبيا. كما قد تحاول الأطراف الداعمة لحفتر السّعي لتحقيق أهدافها من خلال العملية السياسية، بعد أن فشلت بتحقيق ذلك من خلال الرهان على الحلّ العسكري الذي يتبناه حفتر.

قد يُسجّل مؤتمر برلين-2 في خانة الدبلوماسية الألمانية، التي تبحث عن دور أكبر في الساحة الدولية، لكنّ قدرته على إحداث حلحلة في الأزمة الليبية تبدو محدودة جداً، في ظلّ تجنّب مسار برلين التعامل مع أسّ الأزمة الليبية، والمتمثل في تعنّت حفتر وإصراره على الحلول الصفرية، لا السياسية.