ترحيل جثمان السائقين المغاربة في مالي إلى المملكة..هل للبوليساريو صلة بالمرتزقة المأجورين؟

0
157

شهدت مالي يوم السبت كميناً استهدف شاحنة تجارية مغربية متوجهة نحو العاصمة المالية باماكو بحمولة من الصادرات المغربية إلى البلد الإفريقي وعلى بعد 300 كلم من بلوغ وجهتها الأخيرة أدى إلى مقتل سائقيها ونجاة الثالث بجراح خطيرة. لم يكن الهدف السرقة فلا شيء من بضاعة الشاحنة اختفى ولا مقتنيات السائقين. فيما يبقى المنفذون مجهولين حتى الآن.

مالي – بحضور السفير المغربي بمالي ومسؤول عن رئيس الجمهورية المالية تم مساء اليوم الخميس نقل جثمان الشهيدين السائقين المغربيين الذين قتلا السبت الماضي في مالي على يد مرتزقة “مأجورة”، إلى ارض الوطني 

وعرفت هذه المراسم حضور سفير المغرب بمالي حسن الناصري، وأعضاء السفارة، وموسى ديارا رئيس جمعية الصداقة المغربية المالية، والإمام ثيريو هادي ثيام رئيس المجلس الفيدرالي لأتباع الطريقة التيجانية بمالي. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، فإن مراسم إغلاق ثوابيت جثماني السائقين المغربيين مرت في أجواء من الحزن وعرفت حضورا محدودا بالنظر للظروف الاستثنائية لوباء كورونا، حيث رفع الحاضرون أكف الضراعة إلى الله أن يتقبل الفقيدين إلى جواره ويحسن مثواهما.

وسيتم نقل الجثمانين مساء اليوم الخميس إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ثم الى مدينة أكادير، فيما يزال السائق الذي أصيب بجروح في هذا الحادث يخضع للعلاج بإحدى المصحات ببماكو، ووضعه الصحي في تحسن مستمر.

حسب رواية شهود عيان، فالمهاجمون الذين لم تعرف هويَّتهم بعد كانوا ملثمين يرتدون سترات واقية للرصاص ويتواصلون بينهم باللا سلكي. لم يكن هدفهم من العملية السرقة كون أي من حمولة الشاحنة أو مقتنيات السائقين لم تختفِ. بالمقابل لا تزال تحقيقات السلطات المالية جارية لكشف ملابسات الأمر.

يوم الأحد 12 سبتمبر/أيلول أعلنت مصادر دبلوماسية مغربية الأحد مقتل سائقي شاحنة مغربيين وإصابة ثالث في هجوم مسلح في مالي عندما كانوا في طريقهم إلى العاصمة باماكو. وأفادت السفارة المغربية في باماكو بأنها على اتصال مع السلطات المختصة في البلدين، مشيرة إلى “طلب فتح تحقيق من طرف السلطات المالية لمعرفة ملابسات الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات”.

بالمقابل أكد مصدر أمني مالي أن الضحيتين “قُتلا على يد مجموعة مسلحة قرب بلدة ديديني”، مشيراً إلى “نشر قوات أمن في موقع الحادث”. مضيفاً “أنه جرى نقل جثتي الضحيتين إلى العاصمة المالية بينما تلقى الجريح العلاجات في موقع الهجوم”. فيما أعلنت السفارة المغربية في بيانها التواصل مع السلطات المالية لنقل الضحية الثالثة لتلقي العلاج بمصحة خاصة في باماكو.

بلدة ديدني الواقعة على بعد 300 كلم على العاصمة باماكو تقع تحت سيطرة القوات الحكومية المالية، وحسب مصادر أمنية فلم “يتسنَّ في الحين تحديد ما إذا كان المهاجمون الذين انسحبوا فوراً من دون سرقة أي أغراض، جهاديين أو قطاع طرق”. فيما أظهر مقطع فيديو على يوتوب آثار الهجوم الدموي على الشاحنات.

هذا ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء الأحد عن شهود أن أفراد المجموعة المسلحة كانوا “مختبئين بين الأشجار على جنبات الطريق”، وأنهم “كانوا مقنعين ويرتدون واقيات من الرصاص ولديهم أجهزة اتصال لاسلكي”. وأضافت الوكالة أن السفارة المغربية في باماكو على اتصال مع السلطات المختصة في البلدين، مشيرة إلى “طلب فتح تحقيق من طرف السلطات المالية لمعرفة ملابسات الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات”.

وأدانت الخارجية المالية بشدة ما سمته “الهجوم الجبان والهمجي”. أوضح البلاغ الصادر وزيرها عبدلاي ديوب لسفير المغربي حسن الناصري أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالي “أدان بشدة نيابة عن الرئيس الانتقالي رئيس الدولة العقيد عاصمي غويتا والحكومة الهجوم الجبان والهمجي الذي ارتكبه مسلحون مجهولون في 11 سبتمبر/أيلول 2021 ضد قافلة تجارية مغربية بجماعة ديديني بمنطقة كايس وتسبب في خسائر في الأرواح بينهم مواطنان مغربيان وجرحى”.

وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي المالي عبداللاي ديوب، قد أدان بشدة، نيابة عن الرئيس الانتقالي، رئيس الدولة العقيد عاصمي غويتا والحكومة، “هذا الهجوم الجبان والهمجي“ الذي ارتكبه مسلحون مجهولون يوم السبت ضد قافلة تجارية مغربية بمنطقة كايس، ما تسبب في مقتل السائقين المغربيين وجرح آخر. 

وقد عبرت مالي عن إدانتها الشديدة لذلك الهجوم الذي وصفته بـ”الجبان والهمجي”، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالية، الإثنين الماضي، في أعقاب استقبال وزير الخارجية المالي، عبدلاي ديوب لسفير الرباط في باماكو حسن الناصري. 

فيما قالت جريدة “المغرب الآن” أن هناك علاقة لجبهة البوليساريو الانفصالية بالحادث. التي كتبت : “يبدو أن غزو الصادرات المغربية أسواق منطقة الساحل بات يشكل صداعاً يقلق منافسي وأعداء المملكة المغربية الشريفة ، وما هجوم اليوم على شاحنان مغربية لنقل البشائع إلاّ بداية لمسلسل ممنهج  وتخطيط محكم لضرب الاقتصاد المغربي وإتاحة الفرص لأعداء وحدتنا الترابية ، فمثل هذه الحراكات معروف بها العصابات كالمافيا ، تقضي على المنافس بضرب الموزعين المحليين وتعويضهم بأعضاء من المافيا.. فأعداء المملكة المغربية مخطئون لأننا لن نبقى مكتوفي الأيدي فسنحمي الشاحنات المغربية في جميع الأراضي الأفريقية وليس منظقة الشمال لأننا نتوفر على فيالق من الجيش المغربي بمنظمات حفظ السلام الأفريقفية“.

مرتزقة “مأجورة” تهاجم شاحنات مغربية بمالي وتقل سائقيها !؟.. توغل المغرب أفريقيا و منطقة الساحل يقلق الجزائر

 

وكان عدنان أبو وليد الصحراوي يشكل منذ أكثر من سنة ونصف السنة الهدف الرئيسي لباريس وحلفائها في الساحل باعتباره أعتى قادة الجهاديين في المنطقة.

لكن اللافت أكثر أن هذا القيادي الخطير في تنظيم داعش في غرب افريقيا كان من أعضاء جبهة البوليساريو الانفصالية، ما يحيل صلة الجبهة بالإرهاب وهو أمر سبق أن عرضت له تقارير غربية كانت قد أشارت إلى خطر يتشكل في المنطقة بعيد عن الأنظار بينما ترفع الحركة شعارات تقرير المصير وتداري أنشطة مريبة تحت ستار المظلومية لاستقطاب التعاطف الدولي ولتشويه صورة المغرب وتقديمه على أنه بلد ينتهك حقوق الصحراويين.

وقد نجحت الدبلوماسية المغربية الهادئة التي أرساها العاهل المغربي الملك محمد السادس، في تفكيك ادعاءات الجبهة وعزلها إقليميا ودوليا باستثناء اعتراف ودعم جزائري أصبحت أهدافه معلومة.   

ويأتي مقتل الصحراوي بينما قبلت الرباط بتعيين ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي السابق إلى سوريا، مبعوثا أمميا خاصا بالصحراء الغربية بعد حالة جمود في ملف النزاع بين الرباط والجبهة الانفصالية على اثر استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر في 2019.

هذا وفي تحقيق صحفي له أورد الموقع المغربي “الصحيفة” أن الاستخبارات الخارجية المغربية المعروفة اختصاراً بـ”La DGED” دخلت على خط الحادث من خلال تجميع كل المعلومات والمعطيات المرتبطة بالحادث وتحليل جميع الفرضيات بما فيها أن العملية “إرهابية” مخطط لها. “طارحة كل الفرضيات أمامها” حسب ذات المصادر.

ضمن هذه الفرضيات فالاستخبارات المغربية “لا تستبعد استعمال المرتزقة لتنفيذ هذه العملية” كون “الأمر يتعلق برسالة مُعينة أريد منها إيصال شيء ما إلى المغرب”. هذا وتنشط جماعات مسلحة عدة في منطقة مالي، إحداها “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” التي يتزعمها عدنان أبو الوليد الصحراوي “الذي ينحدر من مخيمات تندوف”.

فيما سبق لحبوب الشرقاوي مدير “المكتب المركزي للأبحاث القضائية” التابع لـ”المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني” المغربية أن حذر من وجود 100 عنصر من جبهة “البوليساريو” ينشطون في صفوف تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” المتمركز بمنطقة الساحل. واعتبر الشرقاوي أن انخراط عناصر جبهة “البوليساريو” بالمجموعات الإرهابية المصغرة أو داخل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أو بصفوف تنظيم داعش في الصحراء الكبرى هو “معطى ثابت”.

 

 

 

 

سفير المغرب زنيبر “وجود مؤطرين وأسلحة من حزب الله في مخيمات تندوف بالجزائر لزعزعة الاستقرار”..ما صلة البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية؟