تنظيم القاعدة يهدد مجدداً إسبانيا والظواهرى يدعو لتحرير سبتة ومليلية المحتلتين

0
139

هدد تنظيم القاعدة الإرهابى إسبانيا  مرة آخرى، حيث قام زعيم التنظيم متعدد الجنسيات “أيمن الظواهرى”، بوضع إسبانيا فى بؤرة اهتمامه فى خطاب طويل ضد ما أطلق عليه “احتلال” سبتة ومليلة، وذلك فى إشارة لعزمه لشن هجمات إرهابية جديدة، حسبما قالت صحيفة “ايرالدو” الإسبانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم نشر تسجيل فيديو يحتوى على تهديدات ضد إسبانيا، وذلك فى 24 نوفمبر الماضى عبر المنتديات الإرهابية، وهو خطاب مدته 38 دقيقة بعنوان “تحذير للأمة الإسلامية من التهديد الذى تمثله الأمم المتحدة”.

وأشارت  أجهزة مكافحة الإرهاب فى الداخلية والاستشارات الاستخباراتية والأمنية الإسبانية AICS، إلى أن الظواهرى يهاجم بشكل أساسى الأمم المتحدة، حيث قال: “الأمم المتحدة تم إنشاءها من قبل القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بهدف فرض نظام سياسي وعقيدة على العالم بأسره ، وبهدف ترسيخ هيمنتها على بقية البشرية”، واستنكر “قبول عضوية الأمم المتحدة يعني ضمناً قبول الحكم بموجب قوانين غير الشريعة الإسلامية وبالتالي التخلي التام عن الشريعة”.

وأضاف الظواهرى “الأمم المتحدة منظمة أنشأها أعتى المجرمين لتغيير نظام المعتقدات لبقية البشرية، وتحديداً المسلمين”مستشهدا في هذا السياق بإسبانيا التي يتهمها مع دول أخرى باحتلال الأراضي الإسلامية، سبتة ومليلية ، بمباركة الأمم المتحدة، رغم أن ميثاق الأمم المتحدة يضمن حرية الشعوب، داعيا إلى تحرير سبتة وميلة من الاحتلال الإسبانى ، كما يزعم. 

ووفقًا لتقرير استخبارات AICS الذي تمكنت هذه الصحيفة من الوصول إليه ، فإن الإشارات إلى سبتة ومليلية وإسبانيا “لا ينبغي أن تُفهم على أنها تهديد مباشر”. يشير نص الوكالة إلى أنه “صحيح” أن ذكر المدن المغربية المحتلة من طرف الاحتلال الإسباني يتم وضعه في سياق البيئة. 

ومنذ مقتل مؤسس التنظيم، أسامة بن لادن، في عملية للقوات الخاصة الأمريكية في باكستان في 2011، وجد تنظيم القاعدة نفسه مضطرا للتأقلم مع غياب زعيمه وصعود نجم تنظيم داعش، الذي بات يتصدر التهديد المتشدد في العالم.

وفي حين اقتصر نشاط تنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية على هجمات دولية محدودة وتعزيز نفوذه في بعض أرجاء اليمن وسوريا، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة وتبنى هجمات دامية في دول عدة. 

في صيف عام 2014، نشر “داعش” مقطع فيديو قصيراً يظهر فيه أحد مقاتليه برفقة إسباني، وهو يقول: “إننا في طريقنا للموت من أجل تحرير جميع أراضينا المحتلة، من جاكرتا إلى الأندلس”، وأضاف، “إسبانيا هي أرض آبائنا وأجدادنا، ونحن في طريقنا لتحريرها بإذن الله”.

لم تقتصر التهديدات التي تلقتها وما زالت تتلقاها إسبانيا على “داعش”، إذ وجّه “تنظيم القاعدة” على لسان ايمن الظواهري الكثير منها في أوقات مختلفة، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى فرض رقابة دائمة على نشاطات الجاليات الجزائرية والمغربية والباكستانية وتحركاتها، وعلى أبناء الجيل الثاني والثالث كونهم يمثلون النموذج الأمثل لتبني أفكار هذه التنظيمات المتشددة وطروحاتها، وفق ما ذكرته صحيفة “الباييس” الإسبانية.

وكشف تقرير أمني أن “التهديد الرئيسي للأمن الإسباني مصدره تزايد أعداد المتعاطفين مع التنظيمات الإسلامية المتشددة”، لافتاً إلى أن “57 في المئة من الذين تم اعتقالهم عام 2017 للاشتباه بانتمائهم إلى هذه التنظيمات، هم من أصول مغربية”. وكان تقرير أعده المرصد الدولي الإسباني للدراسات حول الارهاب، أوضح أن “المغاربة يتصدرون قائمة المعتقلين بتهم تمجيد الإرهاب (15 في المئة)، يليهم الجزائريون (4 في المئة)، ثم المصريون (3 في المئة)”، مشيراً إلى أن 80 في المئة من المحتجزين هم من الشباب وبينهم 6 نساء، وتتراوح أعمار هؤلاء الإسلاميين بين 15 و52 سنة.

في إسبانيا ما يقارب 1260 مركزاً إسلامياً، وتشير التقارير الأمنية الإسبانية الأخيرة إلى ازدياد ملحوظ في أعداد المهاجرين المسلمين إلى إقليم كتالونيا، وخصوصاً منطقة تاراغونا التي تحوي عدداً كبيراً من الجاليات المسلمة، ولاحظت أيضاً تزايداً ملحوظاً في نشر الأفكار المتشددة وعدد معتنقيها، خصوصاً في أماكن بيع اللحوم الحلال والمتاجر التي تديرها الجاليات المسلمة وخصوصاً المراهقون والفتيان الذين يواجهون صعوبات في الاندماج والانخراط في المجتمع الإسباني، ويعانون من مشكلات حياتية معقدة، وهو ما يسهل عملية التجنيد وغرس الأفكار المتطرفة.

وبحسب الخبير في مجال مكافحة الإرهاب في “جامعة كومبلوتينز” في مدريد ميكيل بويزا، فإن “التهديد الجهادي ارتفع منسوبه منذ عام 2016، عندما أدرجت مواقع إسلامية إلكترونية، الأندلس كهدف، وهو الاسم الذي عرفت به الأراضي الإسبانية التي حكمها المسلمون حتى عام 1492. ويبلغ عدد السكان المسلمين حوالى مليوني نسمة (4 في المئة)، من أصل 47 مليوناً، يشكلون العدد الاجمالي للسكان في إسبانيا.

ويفيد تقرير صادر عن معهد أبحاث “ريال انستيتيوت إلكانو”، بأن “عدد الشباب الذي غادروا البلاد للالتحاق بالجماعات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة في سوريا والعراق، يصل إلى 241 شخصاً”.

ووفق تقرير أعده المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات فإن “الاجهزة الأمنية الإسبانية تواجه مصاعب جدية في تتبع العناصر المتطرفة، لا سيما مع بروز اتجاه لتجنيد الشباب في المنازل الخاصة والأماكن الصناعية، بعيداً من المساجد التي تقع تحت الرصد الأمني المباشر”.

بدأ أول نشاط للجمعيات الإسلامية في إسبانيا عام 1967 مع صدور قانون الحرية الدينية للجمعيات الدينية غير الكاثوليكية، ما أتاح ترخيص الجمعية الإسلامية في مليلة والرابطة الإسلامية في سبتة، عام 1968. 

وعام 1871، تم تسجيل جمعية المسلمين في العاصمة مدريد التي تولى إدارتها رياي تتاري بكري، وهو سوري يدرس الطب ولديه روابط تنظيمية مع الإخوان المسلمين، إضافة إلى نزار أحمد الصباغ الذي هرب من النظام البعثي في سوريا واستقر في غرناطة عام 1968، وله أيضاً علاقات وثيقة مع السعودية والجمعية العالمية للشباب الإسلامي، ما وفر له إمكان الحصول على تمويلات مالية كبيرة.

وحصل أيضاً على الدعم الكويتي لإطلاق شركة للنشر، The Islamic House، التي قامت بإصدار كتب الإسلام وأدباته ونشرها باللغة الإسبانية، وترجمت كتب حسن البنا وسيد قطب وابي العلاء المودودي. وتنشط في حي الرابال جمعية “النور” الإسلامية التي تتبع اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، ورصد تقرير لمركز “راند كوربوريشن” الأميركي، صدر عام 2007، وجود علاقة تنظيمية وثيقة بين المركز وحركة الاخوان المسلمين السورية”.

تزدحم السجون الإسبانية بعدد كبير من السجناء من جنسيات عربية وإسلامية، بتهم الإرهاب أو الانتماء لجماعات ارهابية. ووفقاً لتقرير لوزارة الداخلية نشرته وكالة الانباء الألمانية “دويتشه فيلله”، 55 في المئة من السجناء هناك، محتجزون أو محكومون بارتكاب أعمال إرهابية.