( توطن الوجع) الكاتب جبار السدخان / العراق

0
91

رؤية نقدية في استمرارية الالم في قصائدالشاعر موسى حسين المطير القريشي وديوانه ( نثيث الدموع)

عندما يقع الديوان اعلاه بين يديك للشاعر الشيخ موسى حسين القريبشي لابد من ان تستحضرك النقطين التالية

1. المتفق عليةهو أن العنوان يمثل الواجهه المعبرة للمرور الى دواخل النص الشعري وهو تعبير عن روؤية وموقف فالعنوان هو ( نثيث الدموع) والاهداء الذي هو الاخرجزء من التفاعلات لمعرفة البواطن هو( حتماً سنلتقي ياولدي..يا رمز الشهادة) ومهداة الى روح ولده الشهيد غسان رحمة الله والقصيدة الاخرى ( اليك ازهاري) مهداة الى روح ولده الثاني غزوان رحمة الله..

2. وقبل الولوج الى القصائد في الديوان تذكرت البيت الشعري لابو بكر محمدبن الوليد الطرطوشي

لقد جرعتني ليال الفراق
                             كوؤساً امر من الحنظل

فالشاعر القريشي في توتر نفسي وتحت مناجات انسانية حادة بل تراه يرسم موضوعاً بدماً وايس بمفردات حزينة..ولان للشاعر الشيخ خبرة لغوية استطاع توضيفها بشكل جميل تماشياً مع الحالة النفسية في بناء قصيدة تمتاز بالوضوح وذلت حزينة وفي نفس الوقت ينحى باتجاه ايقاع موسيقي يلتصق بسهولة مع الحواس والوصول الى عقل وقلب قارئه فالتوحد بين الحياة والموت والصراخ المفجع يكون ببنية معرفية وجمالية كبيرة ويدع القاريء امام قصائد ذات دلالات نفسية وجمالية مملوءة بالتوجع والالم ومن خلال تلك البنية الشعرية يحاول الشاعر( وقد نجح كثيراً) باظهار الحقيقة بانه يحمل ذلك الكم الهائل من الوجع المستوطن فيةبالاضافة الى ما يمتلكة الشاعر الشيخ من قدرة على استثمار تلك الطاقة الحزينة داخل القصيدة ليضع القاريء داخل الحالة الشعرية وهو يناجي الاخر الذي هو خلف الوجود حيث يهيمن الموت على مساحات نصية داخل القصيدة ففي قصيدة( نثيث الدموع) يقول:

لما اقبل العيد
                          اغمضت عيني حتى ارى
ربما يكون اللقاء
                          حلماً خاطفاً
كانبلاج الضياء
                          فصوته ياتي
من عمق روحي
                         محملاً بالبكاء
ابي…ابي..
                          احتضني

وانفض عن جسدي الغبار…
 

فللشاعر جملة شعرية دالة تعريفية لذلك الكم من المعاني الانيقة وفي نفس الوقت فهي دالة عن المعاني المتوهجة..

وفي قصيدة ( اليك ازهاري) يبوح لذلك القبر..

لكم لي من البكاء
                                     لاملأ قبراً مثل قبرك بالدموع
عل صدى منك يهتف بالرجوع
                                    لكن ريح الياس تجلدني ويخذلني الرجاء
فليس من رقية او دواء
                                   يشفي غليلي اليك
فدعني اذن اثمل بالبكاء
 

وللشاعر ثراء واسع لصياغة مفرداته لتنمو قصيدة تشع على المستويين الشعري والجمالي… وفي قصيدة ( صدى ابتسامتك)

ام اني اهب بك الاسى
                                ان تسعف القلب
الذي يحنو عليك
                                فتسعى باللقاء تمد يداً
لا ادري يا ولدي
                                ولكن لي رجاء
ان نلتقي في اخر الدنيا
                                ولو حلماً ولو اصداء..

وفي قصيدةً( فراشة الحقول)
                                 ايتها المتدفقة
مثل ينبوع
                                ليتك تعرفين مدى ظماي
فماؤك الرقراق
                              يغري بي كل يوم
لانهل منه حد الانتشاء…

وتبقى ذاكرة الشاعر عصية على النسيان في الموت والاستشهاد وبقيت تلك الذاكرة سردية في مرورها واقتحامها للمتلقي وفي نفس الوقت كانت لغة الشاعر في بعض المواقع تمارس التعذيب للمتلقي في الاسى والحزن والتفاعل مع عوالمة الدرامية وفي انفعالاتة…

في ( نثيث الدموع) روح مجروحة تنزف دماًوالماً وقصائد وتتفاعل انسانياً مع واقعة الموت بشكلة الوجودي وهي تنهيدة المفجوع الذي لا يستطيع فعل اي شيء وهو الفضاء الذي يملأ قصيدته…..