دراسة لاستطلاع رضا السكان عن جودة الحياة في ‏أكادير مدينة الجَمال المهمشة

0
133

جمال النور الذي يواجه المحيط، واتساع الشاطئ، يضفي رونقًا على المدينة المخفية وراء الكثبان الرملية. إنها أغادير، سجادة من الرمال الناعمة التي تأخذك إلى جنة سوس، ذات المناخ المثالي لعشاق السياحة ولهواة الرياضة والمغامرة.

أكادير – أعدت المفتشية الاقليمية لحزب الاستقلال (معارضة) بأكادير، دراسة لاستطلاع رضا السكان عن جودة الحياة في مدينة أكادير (جنوب المغرب)، بهدف رصد توجهات واهتمامات السكان بشأن مجموعة ‏واسعة من الخدمات والمرافق، والقضايا الحضرية والتنموية في المدينة، والكشف عن اتجاهات واحتياجات السكان المستقبلية.‏

وخلال اجتماعها ، الخميس، استعرضت المفتشية الاقليمية لحزب الاستقلال نتائج الدراسة،تمثّل 50 مؤشر 76.51% من المشاركين فيها من سكان مدينة أكادير غير راضون على جودة الحياة بمدينتهم أكادير ، وأن 87.74 % غير راضين على جودة خدمات التعليم المدرسي والجامعي والصحة وخدمات الجماعة وجاذبية الاستثمار والتواصل والاستقبال والأمن والنظافة والإنارة العمومية وغيرها شارك في بلورتها حوالي 12 ألف مستجوب.

تُمثّل دراسة قياس رضا سُكان مدينة أكادير عن جودة الحياة، عنصراً مهماً في رصد توجهات واهتمامات السكان بشأن مجموعة واسعة من ‏الخدمات، والمرافق، والقضايا الحضرية الهامة في المدينة، كما تقوم بتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة للتنمية لقياس النجاح المتحقق والكشف عن ‏اتجاهات واحتياجات السكان المستقبلية.‏

ويتم الاستناد على نتائج الدراسة لإنتاج “مؤشرات رضا السكان” ضمن “المؤشرات الحضرية لمدينة أكادير” 92.02 في % من ساكنة المدينة، يرون أن تواصل المجلس الجماعي الذي يترأسه حزب العدالة والتنمية، مع الساكنة غير فعال.

أشارت إلى أن نسبة 92.16 في المائة من المستجوبين، يعتقدون أن معالجة شكايات المواطنين من قبل مصالح الجماعة الترابية لأكادير، غير فعال، فيما يرى 7.83 في المائة فقط أن معالجة الجماعة لشكواهم فعال وناجح. ووفق “استمارة مستوى جودة الحياة في أكادير” التي شارك فيها 10 آلاف و872 شخصا، فإن الحصول على المعلومة من جماعة أكادير، يظل مشكلا يؤرق المواطن، إذ أن 86.44 في المائة من الفئة المستجوبة، يرون أن الحصول على المعلومة من الجماعة المذكورة، يتم بشكل غير فعال.

وأكد نفس المصدر، أن  78.30 في المائة من المشاركين فيها، غير راضون كليا أو جزئيا على الخدمات الجماعية، من قبيل النقل الحضري وخدمات سيارات الأجرة بصنفيها، مضيفة أن 78.19 في المائة، غير مقتنعون بخدمات تشوير الطرقات العمومية، فيما بلغت نسبة المواطنين غير الراضين على خدمات نقل الأموات والدفن وصيانة المقابر بأكادير حوالي 60.82 في المائة.

وأشار الإستطلاع إلى أن ما يفوق 90 في المائة من المستجوبين، غير راضون كذلك على نظافة الطرقات والساحات العمومية بمدينة أكادير، كما أن 67.29 في المائة منهم، غير راضون على خدمة الإنارة العمومية التي تقدمها مصالح الجماعة الترابية.

وبخصوص جمع النفايات المنزلية ومعالجتها بالمطرح العمومي، فقد أكدت استمارة “جودة الحياة في أكادير” التي أشرف على إنجازها حزب الإستقلال، أن 79.19 في المائة، غير راضون كليا، على هذه الخدمة الجماعية.

لا تتجسد “العشوائية” في البعض من منطقة “أكادير الكبير” (تشمل مدينة أكادير المركزية، وإنزكان، وآيت ملول، والدشيرة، والقليعة) بمدن صفيحية. هناك تجاوز للقانون أحياناً، وإنما وبكل الاحوال، هناك فوضى عمرانية، وضعف في الخدمات العامة أو غيابها، وبؤس شروط حياة السكان في هذا المكان القصي، بعدما تخلّعت أسس وجودهم السابق بالنزوح الريفي وبالبطالة المستشرية. تقوم إذاً حالة هجينة باختلاط كل ذلك وتشابكه وتفاعله.

مورفولوجيا أكَادير: مُنظَمة في الوسط ومُكَدّسَة في الأطراف

على عكس معظم المدن المغربية، لم تكن مدينة أكادير المركزية منشأة على الطراز القديم، ولم تكن خليطاً بين الحديث والتاريخي. زلزال عام 1960 دمّر كل شيء، ودَكَّ كل معالم المدينة، ولم يتبقَ إلا شظايا جدران منسية متناثرة هنا وهناك. “رُب ضارة نافعة”، هكذا ترى أصوات تعتبر الزلزال – على الرغم من قوته التدميرية – سبباً لبناء مدينة جديدة على النسق العصري، بمواصفات تراعي التوزيع المنظم للأحياء والطرق والمرافق الحيوية والبنى التحتية. لكن عملية الإعمار تلك مضت بشكل بطيء، إذ توجس السكان من تكرار سيناريو غضب الطبيعة، على اعتبار أن المدينة واقعة على أكبر فالق في شمال إفريقيا (وفق الجيولوجيين).

في ستينيات القرن الماضي، ضرب أعنف زلزال عرفه المغرب مدينة أغادير، فردها قاعا صفصفًا، ولكن صهباءً سوس المخاصرة للمحيط، صارت اليوم أكبر مدن الجنوب المغربي، ونواةً اقتصادية له.

أغادير، والتي تعني بالأمازيغية “المخزن أو الحصن المنيع” هي مدينة ساحلية تتميز بميناءها التجاري الكبير ومركزها للصيد البحري. هذه المدينة الأطلسية ذات المناخ الحار والجاف شبه الاستوائي، هي كذلك المركز الزراعي في سوس وماسة ودرعة، وهي منبت ثمار الحمضيات والموز والزهور والخضروات.

تقع هذه المدينة في خليج أغادير، إلى جانب مصب نهر سوس، وبالإضافة إلى ذلك، فإن لها موقعًا جيدا للغاية، لأنها تبعد بـ600 كيلومتر عن الرباط و850 عن سبتة، كما أنها متصلة بمراكش وطنجة والدار البيضاء بفضل طريقها السريع الجديد ومطارها الحديث.

يقال إن أغادير مدينة حديثة، لأنها تأسست عام 1500 على يد البرتغاليين الذين أطلقوا عليها اسم “سانتا كروز دي أغار” وبعد 26 عامًا غزاها السعديون.

وفي عام 1750 تم تدميرها، وبين 1912 و1956 احتلها الفرنسيون وأعادوا بناءها، وفي العام 1956 بعد الاستقلال، انتقلت السيادة على هذه المدينة الشابة إلى المغرب.

ويرى الكثيرون، أن أسباب تراجع أغادير عديدة، من بينها الخصاص المهول في التنشيط السياحي، الذي يشجع السائح على الخروج إلى المدينة، والكورنيش، إلى جانب إجبار المطاعم على الإغلاق المبكر في حدود الساعة الواحدة ليلا، وهو إجراء حسب هؤلاء أضر بالقطاع السياحي. كما تساهم الفنادق الكبرى في قتل اقتصاد المدينة، بلجوئها إلى محاصرة السائح داخل أسوارها بنهجها سياسة حولت الفنادق إلى متاجر، ومطاعم، وأماكن للترفيه.

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا