رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يزور القاعدة 6 للقوات الجوية بن جرير شمال مراكش

0
134

قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أمس الأربعاء، بزيارة للقاعدة السادسة للقوات الجوية بن جرير (54 كلم وشمال مراكش) حيث ستعرض قائد القاعدة الكولونيل ماجور حسن ماحوار ادوار اسراب المسيرات وناقشا”التعاون بين القوات الجوية للبلدين” في أول زيارة علنية وهي الأولى من نوعها التي يقوم بها أعلى عسكري إسرائيلي يرتدي زيا رسميا لدول عربية.

وخلال زيارته للقاعدة الجوية، التقى كوخافي بقائدها، حسن محور، وناقش “التعاون بين القوات الجوية للبلدين. يوم الثلاثاء زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي والوفد المرافق له، مقر لواء المظليين في القوات المسلحة الملكية المغربية.

قاعدة بن جرير قاعدة جوية عسكرية سابقة للقوات الجوية الأمريكية في المغرب ، تستخدمها الآن القوات الجوية الملكية المغربية ، كانت بمثابة موقع هبوط اضطراري لمكوك الفضاء.  يقع نحو 36 ميلا (58 كم) شمال مراكش.تعتبر أكبر قاعدة عسكرية بالمغرب .

أنشئت في عام 1951 من قبل القيادة الجوية الإستراتيجية الأمريكية وهي واحدة من خمس قواعد في شمال غرب أفريقيا، شيدت لكي يستغني الطيارون عن التزود بالوقود من الجو. تخلت عن استعمالها في عام 2005، بعد 83 بعثات دعم مكوكية بسبب المخاوف من تعرضها لمخاطر الجماعات الإسلامية المسلحة.

وكان كوخافي قد بدأ زيراته للمغرب، الإثنين المنصرم استمرت ثلاثة أيام، حيث تعاقد مع المغرب على مجموعة من الطائرات المسيرة الإسرائيلية، من نوع هاروب، والمعروفة أيضا باسم الطائرات بدون طيار “كاميكازي”يبلغ مداها إلى 1000 كلم، وتحمل حوالي 20 كلغم من المتفجرات، ويمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى سبع ساعات، وهي قادرة على الإمساك بالهدف والغوص والانفجار عليه.

ولتقى كوخافي خلال زيارته التي امتدت ثلاثة ايام بمسؤولين أمنيين في البلاد وأفراد من الجالية اليهودية في المغرب. 

وللمرة الأولى، شارك مراقبون عسكريون إسرائيليون أواخر حزيران/يونيو في تدريبات “الأسد الأفريقي 2022″، أكبر تدريبات عسكرية في القارة الأفريقية، وقد نظّمها المغرب والولايات المتحدة.

وبحسب البيان فإنّ “هذه الزيارة، التي تعكس علاقات التعاون العسكري المتميزة بين المغرب وإسرائيل، مكّنت من جهة أخرى، من بحث فرص تطوير أفضل لمحاور هذا التعاون الذي يتعلّق أساساً بالتكوين، ونقل التكنولوجيا، وكذا تقاسم التجارب والخبرات بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلّحة الإسرائيلية”.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ رئيس أركانه الذي يزور المملكة على رأس وفد عسكري رفيع المستوى “ناقش فرص التعاون العسكري، سواء في التدريبات أو في المجالات العملياتية والاستخباراتية”.

وشدّد بيان الجيش الإسرائيلي على “العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين ومصالحهما المشتركة في الشرق الأوسط”.

وتسارعت وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تمّ بينهما في كانون الأول/ديسمبر 2020 في إطار اتفاقات أبراهام التي أبرمت بين اسرائيل ودول عربية عدّة، بدعم من واشنطن.

وفي نهاية آذار/مارس، قام وفد من كبار الضباط الإسرائيليين بزيارة إلى المغرب. وأسفرت عن توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء لجنة عسكرية مشتركة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وقّع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مذكرة تفاهم في الرباط لتنظيم العلاقات الأمنية مع المغرب.

ونصّت الاتفاقية بشكل خاص على التعاون بين أجهزة الاستخبارات، وتطوير الروابط الصناعية، وشراء الأسلحة والتدريب المشترك.

وتحظى هذه الشراكة الاستراتيجية والعسكرية بمباركة واشنطن لكنّها تثير قلق الجزائر.

وفي السياق، عدّدت صحيفة “هآرتس” منظومات الأسلحة التي باعتها “إسرائيل” للمغرب، في السنوات الأخيرة، من طائرات من دون طيار إلى برامج سايبر هجومية، وهي بحسب الصحيفة كالآتي:  

 طائرات “هيرون” و”هاروب” المسيرة

في العام 2014، اشترى المغرب 3 طائراتٍ مسيرة من طراز “هيرون” من الصناعات الجوية، بقيمة 50 مليون دولار. الطائرات المسيرة دخلت الخدمة في الجيش المغربي قبل عدة سنوات، وهدفت بحسب تقارير إلى مقاتلة عناصر “جبهة البوليساريو”. 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، باعت “إسرائيل” طائرات من طراز “هاروب” للمغرب، مشيرةً إلى أنّه “بخلاف الطائرات غير المأهولة التي طُوّرت لأجل التعقب أو الهجوم، ومن المفترض أن تعود إلى قواعدها، الـهاروب توصف بأنّها ذخيرة متسكعة أو طائرة مسيرة انتحارية”. 

منظومة دفاع جوي

في شباط/فبراير من العام الجاري، أُفيد بأنّ الصناعات الجوية الإسرائيلية ستزوّد المغرب بمنظومة الدفاع الجوي المدمجة ضد جملة متنوعة وواسعة من التهديدات الجوية، من مروحيات وطائرات، مروراً بطائرات مسيرة، وصولاً إلى صواريخ جوالة.

ولفتت الصحيفة، في السياق، إلى أنّ دول “الخليج مهتمة بهذه المنظومة في إطار حلف الدفاع الإقليمي مع إسرائيل”. 

تعاون إسرائيلي في البر 

نشر موقع “menadefense.net”، في العام 2018، مقطع فيديو لعرض شرطة المغرب، يظهر فيه شرطيون مسلحون بسلاح من نوع “تافور” الإسرائيلي من عيار 9 ملم. 

تعاون في مجال التجسس

إضافةً إلى التعاون العسكري، هناك تعاون إسرائيلي مغربي في مجال السايبر.

وقالت “هآرتس” إنّ “برنامج التجسس الذي طوّرته شركة NSO الإسرائيلية، أصبح رمزاً إشكالياً لصناعة السايبر الهجومي الإسرائيلية”، مشيرةً إلى أنّ “بيع بيغاسوس للمغرب أدّى إلى ورطة دبلوماسية مع فرنسا، بعدما تبين أنّ من بين أهداف الهجوم كان هناك أيضاً وزراء في حكومة ماكرون”.

كذلك، كشفت تقارير سابقة أنّ “بيغاسوس” استُخدم ضد صحافيين ونشطاء حقوق إنسان في المغرب.

وفي وقتٍ سابق، أشار رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى “تطور العلاقات بين إسرائيل والمغرب، وبشكل خاص المشاركة الأولى للجيش الإسرائيلي كمراقب في التدريبات العسكرية الدولية في المغرب”.

الجدير بالذكر أنّ “إسرائيل” والمغرب وقعتا، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتفاقاً أمنياً.