رئيس الوزراء الاسباني سانشيز: مبادرة الحكم الذاتي المغربية”الأساس الأكثر جدية وواقعية” لحل قضية الصحراء ومصداقية لحل النزاع”

0
95

أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز في رسالة وجهها لصاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، اليوم الجمعة، أن “نحن ندرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب وعلى هذا النحو  نعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية بخصوص قضية الصحراء تمثل الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع” ومن جهتها قالت الوزارة في بيان إنها “تثمن عاليا موفق إسبانيا”.

ويأتي هذا الإعلان بعد صدور بيان عن الديوان الملكي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتبر فيها الأخير أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه “بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

وأشادت وزارة الخارجية المغربية”عاليا بالمواقف الإيجابية” و”الالتزامات البناءة” لاسبانيا إزاء مقترح المملكة منح حكم ذاتي لحل نزاع الصحراء ، ما من شأنه تحسين العلاقات المتأزمة بين الجارين.

وشدد بيديو على “المجهودات الجادة والموثوقة التي تبذلها المملكة المغربية في إطار الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل مقبول للطرفين”.وأبرز  أن البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة”. وأعرب السيد سانشيز عن ” يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير ايضا”، وأن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”

من جهة أخرى، جدد رئيس حكومة الاسبانية، التأكيد على “عزمه العمل جميعا من أجل التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل”.

وخلص إلى “أنه سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين”.وأن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”.

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية على أن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه”.

واقترح المغرب كحل لتسوية الأزمة وانهاء النزاع منح االصحراء حكما ذاتيا تحت سيادته وهو المقترح الذي لاقى استحسانا دوليا واعتبرته الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مقترحا واقعيا وأكدّت أنه السبيل الوحيد المنطقي لتسوية نزاع الصحراء.

وتسيطر المملكة المغربية على ما يقرب من 80 بالمئة من صحرائها، بينما تخوض البوليساريو صراعا مسلحا حتى في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل له الطرفان في تسعينات القرن الماضي برعاية أممية مطالبة باستفتاء على تقرير المصير وهو أمر لا يجد صداها إلا لدى قلة من الدول يتقلص عددها باستمرار رغم مساع جزائرية لتأجيج النزعة الانفصالية.

ونشب الخلاف الدبلوماسي الكبير بين مدريد والرباط في أبريل/نيسان 2021 بسبب استقبال إسبانيا بشكل سري لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج بعد إصابته بفيروس كوفيد-19 وقد دخل الأراضي الاسبانية بوثائق هوية وجواز سفر مزور.

وأثار ذلك سخط المغرب الذي أكد أن غالي دخل إسبانيا آتيا من الجزائر “بوثائق مزورة وهوية منتحلة” وطالبت “بتحقيق شفاف”. كما قام باستدعاء سفيرته لدى مدريد ولم تعد إلى الآن.

وقالت الخارجية المغربية اليوم الجمعة في بيان إن المغرب يثمن عاليا ما ورد في رسالة مدريد التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وأعلن الديوان الملكي قبيل ذلك أن سانشيز أعرب في رسالته “أن اسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

واعتبرت الخارجية المغربية أن “العبارات الواردة في هذه الرسالة تتيح وضع تصور لخارطة طريق واضحة وطموحة بهدف الانخراط بشكل مستدام في شراكة ثنائية”.

وأعلنت عن زيارة لوزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل الباريس إلى الرباط أواخر مارس/اذار وبرمجة زيارة مماثلة لسانشيز في وقت لاحق.

أكد سانشيز في رسالته إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بحسب بيان الديوان الملكي، أيضا “عزمه العمل من أجل التصدي للتحديات المشتركة ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي”.

ويعد ملف الهجرة غير النظامية أساسيا في علاقات البلدين حيث يشكل المغرب طريقا رئيسيا لعبور المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والمغاربة أيضا، باتجاه جنوب اسبانيا عبر المتوسط أو برا عبر جيبي سبتة ومليلية المحتلين وكذلك جنوبا باتجاه جزر الكناري في المحيط الأطلسي.

وتأتي نهاية الأزمة بين مدريد والرباط بينما قطعت برلين والرباط شوطا متقدما في طي صفحة الخلافات التي تفجرت بين البلدين بسبب مواقف ألمانية عدائية في ما يتعلق بوضع الصحراء المغربية.

وتدرك دول العالم الحساسية المغربية من قضية الصحراء فهي ثابت وطني وأمر يتعلق بسيادة المملكة على أراضيها وهي مسألة لا تقبل للمساومة أو الابتزاز.  

 

 

 

 

التعاون الأمني المغربي الهولندي يطوي مرحلة الجفاء ويفتح صفحة جديدة من التعاون في مكافحة الإرهاب