ماء العينين: الرهان على أخنوش الملياردير النافذ كان خاطئاً

0
124

على ما يبدو أن الشعب المغربي قد ضاق ذرعاً بـ”حكومة أخنوش” وفقد صبره بعد أن نكثت بوعودها، مما جعل بعض النشطاء يطلقون من جديد هاشتاك “أخنوش ارحل” على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث لقي -في وقت وجيز- أعلى التفاعلات، وتجاوب معه المغاربة بشكل كبير.

بدورها ، قالت آمنة ماء العينين القيادية في حزب “العدالة والتنمية” في اغريذة على موقع التواصل “فايسبوك” : ” إن الذين راهنوا على عزيز أخنوش أخطأوا رغم أن كل المؤشرات كانت تشي بصعوبة ترأسه للحكومة، بعدما فقد الرصيد الذي تمت صناعته له، بفعل البلوكاج وحملة المقاطعة ثم ملف المحروقات وقضية 17 مليار.

وأضافت ماء العينين “كان واضحا أنه من المغامرة الرهان على تغيير المزاج الشعبي الرافض لأخنوش، ومع ذلك وقع تعسف شديد في إعداد “طبخة” 8 شتنبر لعلها تتكفل بتبييض الصفحة التي كثر سوادها”.

وأشارت، أن  “اليوم كلما ابتعدنا زمنيا على الانتخابات، كلما زال مفعول مساحيق التجميل، لذلك سيكون خطأ مكررا الاستمرار في الرهان الفاشل على حكومة منسحبة، جبانة وغير مكترثة ولا مبالية، وثمة مكمن الخطر، حيث يمكن أن تفشل في التدبير، لكن السيء هو أن تعتبر نفسك غير مضطر لتفسير فشلك ولا للتفاعل مع الناس حينما ينتقدون هذا الفشل”.

مضيفةً “كان العديدون يعتقدون أن العقبة الأصعب هي العدالة والتنمية، وأن أيام الرخاء ستحل بعد إزاحتها، فإذا بالأقدار تقول شيء آخر، لقد حلت كل الكوارث. و”الله يحد الباس”.

وختمت ماء العينين تدوينتها بالقول “ما بني على باطل فهو باطل وسيظل كذلك، لذلك لابد من الإنصات للناس ومعاناتهم، وما الهاشتاك المنتشر إلا إشارة جديدة ومتجددة على دنو نفاذ صبر الناس، وبذلك يصير تكثيف التواصل وتوالي الإجراءات والتدابير واجبا وطنيا ملحا، أما ممارسة السياسة بالصمت والتحدي باللامبالاة والاستفزاز بالتجاهلل، فلاشك أنه ينم عن عدم نضج الوعي السياسي إن لم أقل عن غيابه الكلي”. 

ونشر حوالي 200 ألف مغربي على “فيسبوك”، هاشتاغ “أخنوش ارحل”، كسلوك احتجاجي ضد الحكومة التي التزمت الصمت إزاء ارتفاع المعيشة دون اتخاذ أي تدبير يحمي القدرة الشرائية للمواطن في ظل تدهور الوضع الاجتماعي منذ جائحة كورونا.

وتصدر هاشتاغ #7dh_Gazoil و#8 dh_Essence و#Dégage_Akhannouch، الترند المغربي على “فيسبوك”، بعدما انخرط في نشره الكثير من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بالإضافة إلى صحافيين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأرفق النشطاء الهاشتاغ بصور للأثمنة المعقولة التي يجب أن يقف عندها سوق المحروقات بالمغرب، مطالبين برحيل أخنوش، بحكم دوره المزدوج كرئيس للحكومة وفي الآن نفسه كصاحب الشركة المحتكرة لاستيراد المحروقات وتوزيعها وبيعها.

ورفع النشطاء مطلب تخفيض ثمن الغازوال إلى 7 دراهم، والبنزين إلى 8 دراهم وهو الثمن الذي كان عليه قبل وصول أخنوش لرئاسة الحكومة.

يذكر أن مدينة أكادير، التي تنحدر منها عائلة أخنوش، تعتبر أقوى معقل انتخابي لرئيس الحكومة، الذي اكتسح حزب التجمع الوطني للأحرار بزعامته، الساحة السياسية المغربية خلال الانتخابات الأخيرة. 

من جهته ، قال أحد الصحفيين المغاربة تعليقا على فشل حكومة أخنوش، وضعفها في التعامل مع غلاء أسعار المواد الغذائية والمحروقات التي تضرب المغرب حاليا، بـ”أن كثيرين اعتبروا أن الفشل الذي حصدته التجربة الحالية، خلال عشرة أشهر فقط على ميلادها، كان أفظع مما توقعه أشد المتشائمين، وربما كان “متشائم” واحد قد رأى السيناريو الحالي مرسوما بوضوح أمامهم لدرجة أنه حذر منه، وهو رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بن كيران، الذي دق ناقوس الخطر بخصوص اختيار رجلِ أعمال بعيد عن عوالم السياسة ليقود حكومة المملكة”

وأضاف ، أعتقد أن فشل عزيز أخنوش ليس بسبب كونه رجل أعمال بعيد عن السياسة، فبنكيران يعرف السبب الحقيقي لفشل التقنوقراطيين وغيرهم من السياسيين، ولكنه لا يجرؤ على البوح به. لا لمغالطة الرأي العام، فبنكيران نفسه سبق أن ترأس الحكومة التي جاءت مباشرة بعد حراك 20 فبراير 2011 -وهو السياسي المتمرّس- فلماذا فشل في تحقيق وعوده للمغاربة؟ بل إنني أزعم أن ما يعيشه المغرب حاليا من غلاء غير مسبوق، ما هو إلا نتيجة حتمية لقرار بنكيران “الوزير السياسي جدا” بتحرير أسعار المحروقات ورفع الدعم النهائي عن الغازوال سنة 2015. الشيء الذي أرخي بظلاله على التسيب الحاصل في الارتفاعات المتتالية في أسعار المحروقات وما يتبعها من زيادات في أسعار عدد من المواد الأساسية، وكلها تمتد إلى جيب المواطن المنهك بجمود الأجور واتساع البطالة وتداعيات جائحة كورونا.

 

دعوات لضبط ومراقبة الأسعار ومراجعة الإطار القانوني لمجلس المنافسة ومعاقبة المتلاعبين