نقابة الصحفيين المغاربة “لوحظ اقتصار الحضور في المنتدى الدولي الثاني للصحافة والإعلام بتونس لأوساط إعلامية و حقوقية ممن لا علاقة لهم بالصفتين!

0
99

شاركت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في أشغال المنتدى الدولي الثاني للصحافة والإعلام بتونس الذي انعقد أيام 16-17-18 مارس الجاري و الذي اختار له المنظمون (جمعية صحافة و مواطنة الفرنسية بمساهمة من مجلس أوروبا) شعارا مركزيا (الحاجة الماسة للصحافة).

والنقابة الوطنية للصحافة المغربية إذ تؤكد الأهمية البالغة لتنظيم مثل هذه المنتديات التي تساهم في الدفاع على قضايا الصحافة وحرية التعبيروالنشر وبأداء الصحافيين والصحافيات والمقاولات الإعلامية،وبتقييم التطورات العميقة الحاصلة في قطاع الإعلام خصوصا الإعلام الجديد منه، فإنها سجلت الملاحظات والمؤاخذات التالية على الدورة الثانية لهذا المنتدى.

سجلت نقابة الصحفيين المغاربة الملاحظات والمؤاخذات التالية على الدورة الثانية للصحافة والإعلام بتونس:

أولا : لم يكن المنتدى يعكس الطابع الدولي بمفهومه الحقيقي حيث لوحظ اقتصار الحضور على ممثلي أوساط اعلامية و حقوقية و غيرهم ممن لا علاقة لهم بالصفتين من بعض الدول العربية خصوصا من تونس ( البلد المنظم ) و المغرب ، و لبنان و فلسطين و الأردن، وبعض الصحافيين العرب المقيمين في فرنسا بالخصوص ، و شخصيات إعلامية و أكاديمية وممثلين عن المجتمع المدني من فرنسا و بلجيكا .في حين سجل الغياب المطلق للصحافيين والإعلاميين و الحقوقيين و الأكاديميين من باقي القارات خصوصا من أفريقيا و أمريكا اللاتينية و آسيا ، و من الغالبية الساحقة من الدول الاوربية نفسها . كما سجل غياب منظمات صحافية وإعلامية دوليةواقتصر الحضور على منظمة واحدة يوجد مكتبها الإقليمي بتونس. وبالتالي يمكن القول إن المشاركة في هذه الدورة اقتصرت على صحافيين عرب وفرنسيين وبلجيكيين، مما أفرغ المنتدى من بعده الدولي.

ثانيا: إذا كانت جميع الورشات عالجت قضايا هامة مرتبطة بواقع الصحافة والإعلام وأخلاقيات المهنة وبالإعلام الجديد، فإن التساؤل حول تخصيص ورشات محددة لمناقشة واقع الحرية الصحافة في ثلاثة بلدان عربية، هي المغرب واليمن ولبنان كانمشروعا، وإن بررت الجهة المنظمة ذلك في الكلمة الافتتاحية بالالتزام بإدراج دول أخرى في دورات قادمة لم يكن مقنعا، مما أشر على وجود انتقائية لها خلفيات بعيدة كل البعد عن قضايا الإعلام وحرية الصحافة والنشر والتعبير.

ثالثا : كان لافتا تنظيم ورشة خاصة بواقع حرية الصحافة في المغرب بحصر المشاركة بمداخلات في توجه واحد، و استدعاء صحافيين مغاربة و ممن لم تعد له علاقة بممارسة مهنة الصحافة من خارج المغرب .و النقابة الوطنية للصحافة المغربية إذ لم تبد أي اعتراض على هذا السلوك الغير عادل إيمانًا منها بحق الجميع في التعبير عن أرائه بكل حرية ، إلا أنها تفاجأت بإصرار الجهة المنظمة ، خصوصا من السيدة التي أدارت أشغال هذه الورشة منع النقاش المفتوح الذي ميز جميع الورشات الأخرى ، حيث وقع الاصرار على توقيف أشغال الجلسة بتشاور بين رئيسة الجلسة و أحد المتدخلين من المنصة، بعدما كان عضوا قياديا في النقابة الوطنية للصحافة المغربية يستعد لبداية مداخلته بعدما سمح له بذلك .و المثير في هذه الحادثة أن صحافي مغربي مقيم في الديار الإسبانية من المعارضين السياسيين تسبب في فوضى عارمة داخل القاعة بعدما شرع في الصياح و السب و القذف . وهو السلوك الذي خلف استياء عارما داخل القاعة،وأعطى صورة مسيئة للصحافيين المغاربة ولتميزهم في إجراء النقاشات الهادئة رغم الاختلافات التي تكون عادية وطبيعية في مثل هذه الحالات.

رابعا: كان مثيرا أيضا حضور رئيس الجمعية الفرنسية المنظمة للمنتدى شخصيا في هذه الورشة، دون الورشات الأخرى،والذي سارع إلى الصعود إلى المنصة للإعلان عن رفع الجلسة دون فتح النقاش فيما ورد من أفكار وطروحات من طرف المتدخلين.

إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي لا تقبل مصادرة حق مختلف الأطراف في التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومواقفهم، بغض النظر عن خلفياتها ومراجعها، فإنها تسجل باستياء وأسى عميقين ما حدث في الورشة المذكورة،وتعبر عن تنديدها الشديد بالسلوك المشين الصادر عن أحد الصحافيين المغاربة القادم من إسبانيا والذي عكس المستوى الفكري والأخلاقي المنحط الذي لا يؤمن بالحق في التعدد والاختلاف،ويستعمل العنف اللفظي بهدف مصادرة الآراء الأخرى الذي لا تساير هواه. كما تسجل باستياء تصرف الجهة المنظمة الذي يتنافى وأبسط قواعد احترام الحق في التعبير.

إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تنوه بأداء و سلوك وفدها الذي شارك في أشغال المنتدى و الذي ترأسه الزميل عبدالكبير اخشيشن ، و ضم كل من الزملاء مينة حجب و أحمد الإدريسي العلوة و ابراهيم ابهوش و جواد الخني .حيث شارك أعضاء الوفد بإيجابية كبيرة في أشغال المنتدى ، في جلساته العامة و في الورشات ، كما أجرى الوفد العديد من الاتصالات و المشاورات مع العديد من المشاركين كما عقد الوفد جلسة عمل مع وفد قيادي من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أثمرت العديد من الاتفاقات و التفاهمات بين النقابتين.

هذا وتقام أشغال المنتدى على مدار 3 أيام، علماً أن هذه دورته الثانية، إذ غاب خلال العامين الماضيين بسبب وباء فيروس كورونا.ويشارك في المنتدى أكثرمن 700 صحفي من 30 دولة.  

وقد أشار جيروم بوفييه مدير جمعية صحافة و مواطنة بهذه المناسبة بقوله :”أخيرا ها نحن هنا مجتمعون معاَ! كم هو لشعورٌ جميل!لقد تعهدنا باللقاء هنا كل عامين، في تونس، لنبني معًا الحدث الصحفي العظيم الذي نحتاجه بشدة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وفي القارة الأفريقية. لقد نجحت الجائحة العالمية التي قلبت حياتنا رأساً على عقب، في تأجيل موعد لقائنا مرتين، لكنها فشلت في التأثير على عزيمتنا في مواصلة هذه المغامرة الكبرى لتنظيم المنتدى الدولي للصحافة بتونس!في مساء يوم 17 نوفمبر 2018، وخلال الحفل الختامي للدورة الأولى للمنتدى في مدينة الثقافة، قرأ على مسامعنا زميلان، باللغتين العربية والفرنسية، «إعلان تونس» الذي نص على الضرورة المطلقة للصحافة، ولصحافة « مفيدة » لمواطنينا.

كانت المشاعر جياشة والامنيات كبيرة. حيث شارك 800 صحفي وصحفية من 28 دولة جنوب للبحر الأبيض المتوسط تجاربهم وممارساتهم، وأظهروا طاقة كبيرة في حدث لن ينسى أبداً! وفي ربيع عام 2022، لا يزال الشغف موجوداً على حاله، لكنه لا يمكن أن يخفي مخاوفنا! إلى جانب الجائحة التي أصابت مجتمعاتنا بشدة، تراجعت الحرية في كل مكان! حرية التنقل، حرية التعبير، حرية الصحافة، الحرية بجميع أوجهها، وخصوصاً مع تزايد أعداد الصحافيين المهددين والمسجونين وكل ذلك لسبب واحد وهو ممارسة مهنتهم بأمانة وعزيمة.  

ومع ذلك، فإن جميع بلداننا تعلم جيدًا أنه لا يوجد مستقبل مشترك بدون صحافة! خبرٌ بعيدٌ عن هيمنة السلطة، خبرٌ صادقٌ يحترم الأحداث هو ما نحتاجه لفهم هذا العالم للعيش معا.

شكرنا الخالص لجميع المنظمات المهنية ونقابات الصحفيين والجمعيات التعاونية والمنظمات غير الحكومية التي بدونها لم يكن من الممكن عقد هذا اللقاء الرائع. وأضاف بقوله شكرا لكل واحد منكم على المشاركة. سواء كنتم معنا هنا، في العاصمة التونسية، أو من خلال موقعنا لمدة ثلاثة أيام، غنية باختلاف ثقافاتنا، بممثلين من أكثر من ثلاثين دولة، سنكون قادرين على التأكيد من جديد على الحاجة الماسة للصحافة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. 

تمت مراسم الإفتتاح الرسمي بقاعة عمر خليفي بمدينة الثقافة بحضور فرانشيسكو أكوسا، نائب رئيس بعثة الأتحاد الأوروبي في تونس؛ جيروم بوفييه، رئيس جمعية الصحافة والمواطنة ومؤسسة المنتدى الدولي للصحافة؛ تياري فالا المدير العام لقناة فرانس وأميرة محمد، نائب رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين. وأدار الحوار الإعلامي التونسي في قناة فرنسا 24 توفيق مجيّد.

 

 

 

 

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا