وزير خارجية اسبانيا يفند مزاعم وجود برود في العلاقات المغربية الاسبانية على خلفية تأجيل قمة مقررة بين الملك المفدى ورئيس الوزراء الاسباني

0
90

دحض وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس مزاعم بعضها تناولتها صحيفة اسبانية حول “برود” في العلاقات المغربية الاسبانية على خلفية تأجيل قمة بين البلدين كان نظيره المغربي ناصر بوريطة أكد أنها ستعقد في مطلع العام القادم خلافا لما كان مقررا قبل نهاية العام الحالي.

وأوضح ألباريس في تصريحات صحفية على هامش المنتدى العالمي لتحالف الحضارات الذي احتضنته مدينة فاس يومي 22 و23 نوفمبر الحالي، أن سبب تأجيل القمة بين جلالة الملك المفدى محمد السادس ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، هو أجندة الزعيمين المكتظة بملفات أخرى وهو ما حال دون عقد لقاء القمة رفيع المستوى في الموعد الذي كان مقررا.

وفي علامة على التواصل المستمر بين الرباط ومدريد والتنسيق في كل ما يخص تعزيز العلاقات والتعاطي مع أي تطورات تهم القضايا المشتركة بين البلدين، كانت زيارة الوزير الاسباني للمغرب الثالثة منذ عودة الدفء للعلاقات بين البلدين في أبريل/نيسان الماضي والتي طوى فيها المغرب واسبانيا أشهرا من الخلاف الدبلوماسي على اثر استضافة الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي للعلاج من مرض كوفيد 19 رغم حساسية الأمر بالنسبة للمملكة المغربية.

وإلى جانب هذه الزيارة، التقى وزير الخارجية الاسباني في أكثر من مناسبة بنظيره المغربي خارج المغرب واسبانيا، ضمن ترتيبات وتنسيق مستمر بين البلدين في عدة قضايا مشتركة.

وأثارت بعض الجهات الاسبانية شكوكا في زخم التواصل المغربي الاسباني، مستغلة تأجيل القمة بين العاهل المغربي ورئيس الوزراء الاسباني إلى مطلع العام القادم، مشيعة وجود برود في العلاقات وهو أمر يبدو مفهوما في توقيته ومضمونه طالما أن تلك المزاعم تصدر عن أقلية تعارض موقف الحكومة الاسبانية من ملف النزاع في الصحراء المغربية.

وكانت مدريد قد أعلنت قبل أشهر دعمها لمغربية الصحراء واعتبرت أن مقترح المغرب للحكم الذاتي الذي طرحه منذ العام 2007 هو الأكثر واقعية وقابلية للتنفيذ لحل النزاع المستمر منذ عقود.

وتحاول الجهات المعارضة لموقف الحكومة الاسبانية على الأرجح التشويش على مسار العلاقات بين البلدين والتي دخلت مرحلة جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وعلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين الجارين في مختلف المجالات.

 وقد سبق لوزير الخارجية المغربي أن أعن بوضوح أن القمة بين الملك محمد السادس وسانشيز تأجلت إلى مطلع العام القادم من دون أن يذكر موعدا محددا، بينما من الواضح أن الرباط تأخذ في اعتبارها الاستحقاق الانتخابي الذي ستشهده اسبانيا في 2023 وهو ما يفسر إلى حد ما وبشكل واقعي سبب عدم إعطاء موعد محدد للقمة بين الزعيمين.

وفي إشارة أخرى على استمرار جهود البلدين في توطيد العلاقات، أوضح وزير الخارجية الاسباني أيضا أنه يجري العمل على تنفيذ الاتفاق المغربي الاسباني بشكل تدريجي، مشيرا إلى أن إعادة فتح المركز الجمركي في الحدود الفاصلة بين مليلية وإقليم الناظور وإحداث مركز مماثل في معبر تراخال بسبتة، أمر فعلي ومستمر.

وأكد عقب لقاء نظيره المغربي أن فتح المركزين سيتم “دون أدنى شك” خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، في تأكيد يبدد مخاوف وشكوك سكان جيبي مليلية وسبتة المحتلتين.

وخلص ألباريس إلى القول بأن “الاتفاق المغربي الإسباني يؤكد أن هذه العملية ستتم بشكل تدريجي ومنظم مع القطع بشكل تام  مع المشاهد الماضية، في إشارة إلى أنشطة تهريب معيشي مألوفة منذ عقود على المعبرين.